آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 07:31 م

كتابات واقلام


عدن تايم تستضيف بلال بن رباح

الجمعة - 29 يناير 2016 - الساعة 01:47 م

نجيب يابلي
بقلم: نجيب يابلي - ارشيف الكاتب


نجيب محمد يابلي هناك علاقة عضوية بين الكاتب والإنسان أي بين الكاتب والقضية وإلا فلا قيمة لهذا الكاتب وإسلامنا يقوم على ركيزتين : الحقوق والواجبات من الكتاب والسنة وتتعرض للفرز بين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والأصل في الإسلام هو هذا الاعتدال والوسطية وغرس فينا قيما تجسدت أولا في سيد الأولين والآخرين وأوصانا بالكثير والكثير من القيم منها : (ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون.. ابراهيم -25) و( خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين .. الأعراف 199) و ( قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا .. الإسراء 84 ) و ( ان أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وان اساتم فلها .. الاسراء 7) و( الفتنة اكبر من القتل .. البقرة 217) و( وقد خاب من افترى .. طه 61) و( لا يحيق المكر السيئ الا باهله .. فاطر 45) و ( وما آتاكم الرسول فخذوه ومن نهاكم عنه فانتهوا .. الحشر 7) و( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى .. النجم 32) ومن وصايا رسولنا الأعظم صلوات ربي وسلامة عليه : ( المؤمن مرآة المؤمن ) و( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضة بعضا ) و (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من آمنه الناس على دمائهم وأموالهم ) و( المؤمن يالف ويؤلف , ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف وخير الناس أنفعهم للناس ) . هذا غيض من فيض وكلها قيم اصبحنا لا نراها إلا لماما ولذلك انتزعت رحمة الله وهو الكريم الرؤوف الرزاق السميع البصير اللطيف إلى آخر القائمة من الأسماء الحسنى واصبح حال المسلمين يرثى له فلا ترى الا دماء تراق وأنفسا تزهق ومبان تدمر .. لا ترى إلا نازحين بينهم من يصل الى بر الأمان ومنهم من يغرق .. منهم تراه بنصف بطن ومنهم من تراه بدون بطن .. حال الإنسان في بلاد الإسلام لا تراه في بلاد أخرى . شاءت الصدفة الربانية أن يقع بين يدي كتيب قيم بين دفتيه محاضرة ( حين يجد المؤمن حلاوة الإيمان ) للأستاذ عبد الله ناصح علوان أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة وفي الصفحة (18) يقف الكاتب أمام مشهد روحاني وذلك أن الصحابي الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه وأرضاه الذي كان قد استقر في بداريا بالشام ورأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام بعد وفاته وهو يقول : ما هذة الجفوة يا بلال ؟ أما لك أن تزورني ؟ .. حزن بلال وهو يسمع عتاب رسولنا الكريم فركب راحلته قاصدا المدينة المنورة فأتى قبر الحبيب المصطفى فجعل يبكي و ويمرغ وجهه عليه . فاقبل الحسن والحسين ( رضي الله عنهما . فضمهما بلال وقبلهما فقالا له : نتمنى أن نسمع اذانك الذي كنت تؤذن به لرسول الله .. فعلا سطح المسجد ووقف موقفه الذي كان يقف فيه , فلما قال : " الله أكبر: الله أكبر " أرتجت المدينة فلما قال : اشهد ا ن الا اله الا الله " أزدادت رجتها فلما قال : اشهد أن محمدا رسول الله " خرجت العواتق ( النساء ) من ( بيوتهن ) وقلن : ابعث باكيا ولا باكية بالمدينة بعده صلى الله عليه وسلم أكثر من ذلك اليوم لحنين الذكرى واشواقها .. هذا هو بلال الذي قال عنه سيدنا عمر بن الخطاب : (بلال سيدنا واعتقه سيدنا ابوبكر ) .. هذا هو بلال الذي رآه الحبيب المصطفى في الجنة عندما أسري به إلى السماء فقال : فبماذا سبقتنيي اليها يا بلال ؟! نريد أن نرى بلال بن رباح بيننا باخلاقه وقيمة القرآنية والمحمدية الرفيعة : نريد أن نرى مسلمين واسلاميين يدعون إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، وعندئذ ستنزل رحمة ربنا علينا .. لأن الأمان قبل الايمان وانه سبحانه وتعالى قد قرن نعمة البطن بنعمة الامن والامان (الذي طعمهم من جوع وامنهم من خوف ) . شكرا " عدن تايم " على استضافتها لبلال بن رياح .