آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

كتابات واقلام


اعادة الاعمار بين الواجب (الاحجار) والفرض (العقل والضمير)

الجمعة - 08 يناير 2016 - الساعة 03:32 م

مهيب شائف
بقلم: مهيب شائف - ارشيف الكاتب


نقف هنا بين نهاية أصبحت بداية وبين بداية نرصد خطواتها نستحضر معها كل ما كان حتى اللحظة لاننا بذلك نستطيع رؤية ما سيكون مع إيماننا الكامل ان خروج المعتدين من عدن والجنوب لن يكون نهاية المعركة انما بداية جديدة من نفس المعترك. ان قوافل الشهداء المستمرة ودمائهم الزكية هي تضحية تسجل في كتب التاريخ الذهبية تضحية من اجل أن نعيش نحن وأبناءنا وأبنائهم بحرية وكرامة وشرف تضحية غالية بأرواحهم تركوا معها أسرهم وأولادهم خلفهم تضحية تجعلنا جميعا أمام مسئولية دينية وأخلاقية تاريخية أمام الأجيال نعي معها إن الدرب مرير لكن التوازن ليس بالأمر الصعب فكل ما نحتاجه هو إعادة اعمار العقل والضمير قبل ان نعيد اعمار ما دمرته اله الحقد الاسود بعيدا عن التعصب المناطقي والحزبي المقيت الذي كان السبب المباشر في تأخير حصد نتائج مسيرة النضال الطويلة من اجل تحقيق الهدف الرئيسي باستعادة الدولة والهوية. إن افرازات المراحل والسنوات السابقة من تاريخ نضال ابناء الجنوب وما صاحبها من تدمير ممنهج لمدخراتنا الاستراتيجية والشخصية فرضت علينا واقعا لا نريد أن نقفز عليه لاننا نعيش أزمات كثيرة لعل أخطرها أزمة الثقة والضمير ازمات جعلت الفاسدين يمارسون اعمالهم التدميرية بكل ثقة الفاسدون الذين يمكنهم ان يوحدوا ادواتهم لمواجهة وحرف مسار اي تحرك مجتمعي ضد ممارساتهم التي قل ان توصف بالحقارة مستخدمين صحافة الاسترزاق واتباعهم في المرافق والمؤسسات وبرغم قلتهم الا انهم ينجحون في واد اي ثورة ضد الفساد لانهم يمتلكون الادوات والمال والتنظيم. ان تغيير شكل الدولة بتحقيق النصر السياسي لا يعني تغيير مضمونها لان التدمير الممنهج لم يقتصر على الارض والمدخرات بل شمل القيم والاخلاق الانسانية لهذا يجب علينا ان نعي اننا امام مفترق طرق يجب ان يتوازى فيه مسار النضال والعمل السياسي الهادف الى استعادة الدولة ونيل الحرية والمرتبط بتعقيدات اقليمية ودولية ستؤخر حتما الحسم فيه مع مسار اخر من النضال اهمله الجميع برغم محاولتنا الدائمة لتوعية الجميع بمدى اهميته ونقصد شكل النضال بشقة المدني بحيث يمكننا ان نستعيد معه شكل الدولة والنظام من العمق الداخلي وان استخدمنا ادوات السلطة القائمة مؤقتاً ياذن الله لتحقيق اهدافنا بحيث لا ننتظر الفرج السياسي الذي قد يتاخر لكن سياتي لا محالة لاننا شعب صاحب قضية ونكون بهذا العمل المدني حققنا انجازات على الارض تساعد بشكل او باخر في النضال السياسي. لهذا ادعوكم جميعا لتوحيد الجهود لنستطيع ان نبني وطنا سنستعيده وبتنا جميعا نراه قادما من خلال الدخان واخص بالدعوة شباب النقابات في عدن كونوا على اتم الاستعداد لتحمل مسئولياتكم في المرحلة القادمة وكل من كان يعمل لصالح تمرير مشاريع الفاسدين اقول لهم ان الطريق مفتوح لتصحيح المسار وتذكروا دماء الشهداء قبل ان تفكروا بالعودة لممارسة النذاله من جديد لان الرد سيكون قاسي. اخيرا اقول لكم لن ينجح اي عمل ما لم تتضافر جهود كل ابناء المجتمع ومؤسساته ومنظماته المدنية لان مستقبلنا ومستقبل اولادنا مرهون ومرتبط بما سنقدمه خلال الفترة القليلة القادمة. عدن نزيف الدم الطاهر انشودة النصر