آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 10:57 ص

كتابات واقلام


نكران الجميل .. ماهي من صفات العرب

الإثنين - 28 مايو 2018 - الساعة 05:26 ص

احمد سعيد كرامة
بقلم: احمد سعيد كرامة - ارشيف الكاتب


أكتب هذه الكلمات لعلى وعسى أن تصحى بعض من تلك الضمائر النائمة , أو تأتي بعدنا أجيال قادمة لا تكرر نفس الأخطاء الجسيمة الفادحة التي يرتكبها بعض من أبناء جلدتي بحق من أحسن إلينا ومد لنا يد العون والمساعدة والفزعة بوقت الشدة والعسرة , لعلهم في يوم ما ونيابة عنا يردون بعض من ذلك الجميل والإحسان بحق من قدم أغلى ما يملك وهو فلذات أكبادهم , من أجل نصرتنا وتحريرنا وعتقنا من عبودية كنا داخليها لا محالة , ومن أجل أمنهم القومي وسلامة أراضيهم وشعبهم . نكران الجميل والجحود من أبشع الصفات البشرية وأقذرها على الإطلاق والتي تعافها النفس البشرية السوية وخصوصا لدى العرب العاربة , ولا يتصف بها أو يتفاخر بها ويستمرئها إلا الرذائل من القوم , وما أكثرهم في هذه الدنيا , كان الأحرار من قبائل القوم وعامتهم لا ينسون معروف قدم لهم في وقت شدة أو رخاء , حتى لو كانت شربة ماء أو كسرة خبز أو إغاثة مستغيث أو نصرة مظلوم , وتلك اللفتة الكريمة للكرماء كانت تعتبر دين يجب أن يوفى في يوم من الأيام . فلنتخيل لو أن الإمارات لم تشترك بعاصفة الحزم ولم ينزل جنودها أو ضباطها أو مدرعاتها الحديثة أو الإسناد الجوي المتواصل من قبل طائراتها في عدن وجنوب اليمن تحديدا , هل كنا نستطيع تحرير شبر من أرضنا أو رفع الحصار المضروب علينا من كل الإتجاهات , هل كنا نستطيع أن نقاوم أو نصمد أكثر من بضعة أسابيع , هل وصلتنا مساعدات غذائية أو طبية في ساعة العسرة والشدة من غير الإمارات وبتلك الكميات الهائلة والمتواصلة حتى يومنا هذا . هل منعت أي دولة أو منظمة من تقديم الدعم والمساعدة بعد تحرير عدن وجنوب اليمن , أم تلك الدول والمنظمات فضلت النأي بنفسها من الخوض بالمغامرة والوضع مازال متأزم والمصير مجهول , ولماذا لا تقدم تلك الدول والمنظمات دعمها الإغاثي للمناطق المحررة والمنكوبة إلى يومنا هذا , بإستثناء السعودية والكويت وبنسب متفاوتة وهزيلة مقارنة مع حجمهما المالي الضخم . كم قطرة دم إماراتية سالت على تراب عدن وفي اليمن , أكانوا جنود أو ضباط أو من الهلال الأحمر الإماراتي , من من الدول والمنظمات ضحت أو لازالت تضحي بالدم قبل المال غير الإمارات في اليمن , من من المسؤولين من الرئيس هادي وحتى المدير بحكومته الشرعية ضحى أو أرسل أحد أبنائه للجبهات للقتال أو حتى للدعم اللوجستي أو شارك بعمليات التحرير , ولكل قاعدة إستثناء . لا تبخسوا الإمارات فما قدمته كثير وكبير جدآ , ولا تقللوا من قيمة تضحيات من ضحى لنصرتكم وتحريركم , وأبعدوا الشكوك والخوض في الغيبيات التي لا يعلمها سوى الله وحده عز وجل , تجاوزوا إشاعات وأكاذيب الإخوان والفاسدون فهم أخر من يتحدث عن القتال وتحرير الأوطان وصيانتها وحمايتها . اليوم وبالأمس وغدا يضرب وسيضرب الإعصار والرياح الموسمية جزيرة سقطرى , التي كانت حكومتنا الشرعية بضيافتها وتتغنى بها وبسيادتها قبل عدة أسابيع , وستقف هذه الحكومة السيئة كعادتها موقف المتفرج السلبي الباحث دائما عن المساعدات والهبات المالية والعينية , اليوم سنرى حقيقة تلك الوعود العرقوبية التي أطلقها بن دغر لتدشين مشاريع بتمويل حكومي بعد الدمار والخراب الذي أصاب معظم مرافق ومنشآت سقطرى , اليوم سنرى من الذي سيقدم يد العون والمساعدة للجزيرة المنكوبة وشعبها المشرد وعلى وجه السرعة , شهود عيان يتحدثون عن عودة سقطرى لعهد ستينيات القرن الماضي , فطرقها وأغلب منشآتها أصبحت من ذكريات الماضي الجميل , ونسأل الله أن يسخر لهم من ينتشلهم من هذا الوضع الكارثي المؤلم .