آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 04:29 ص

كتابات واقلام


عدن أم الجميع

الأربعاء - 23 مايو 2018 - الساعة 04:01 ص

د.علي محمد جارالله
بقلم: د.علي محمد جارالله - ارشيف الكاتب


عدن أم الجميع يا اعزائي ... من قديم الزمن و عدن تقبل الجميع لان قلبها كبير كقلب ابنائها، دخلها الجياع فشبعوا، و جاءها الخائفون من قراهم فأمنوا، و جاءها غير المتعلمين فتعلموا، و جاءها من له طموح فكسب، و جاءها من له خبرة في التجارة فأصبح من أغنى الناس. لا عدن و لا ابنائها عرفوا العنصرية او التمييز العرقي او الديني او المناطقي، كل ابناء المحافظات جاءوا من محافظاتهم و قراهم و عاشوا بيننا معززين مكرمين الى اليوم. من هؤلاء الذي جاءوا اليها من اساء لها، بل و اساء الى اهلها، و كانت عدن و اهلها يصبرون و يتصّبرون على ما ابتلاهم به ربهم، أسوة بقول الحبيب محمد صلّ الله عليه و سلم: " من يتصبّر يصبّره الله، و ما أعطي أحد عطاء هو خير و أوسع من الصبر". تم إقصاء ابناء عدن من وظائفهم، و اعمالهم و تجارتهم، و نعتوهم بالعملاء، و حاكموهم، و ضغطوا عليهم ليتركوا ارضهم و منازلهم و خيرهم و زادهم، و كان لابناء عدن إيمان بأن رب العالمين لن يخذلهم، فكان لهم و لابنائهم صبر الأنبياء. كان ابناء عدن يتحملون البلاء حبا و ايمانا بما وعدهم رسول الله حين قال: "ما يزال البلاء بالمؤمن و المؤمنة في نفسه و ولده و ماله، حتى يلقى الله و ما عليه خطيئة". و قال تعالى في سورة الحديد: }مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ{ . ... و اليوم يبدأ ابناء عدن من جديد في لم شملهم، و التجمع بأسم ابناء عدن او عيال عدن او العدانية، ايا كان الأسم، و لأن معدن اهل عدن طيب ، فقالوا ان اول من سينصرنا نحن اهل عدن في إستعادة حقوقنا على ارضنا هم أخواننا ابناء المحافظات الجنوبية الذين عاشوا معنا منذ أكثر من 50 سنة، و سميناهم "انصار أهل عدن". و لكن للأسف ظهرت لنا اصواتاً نشاز منفردة تطالبنا من جديد ان نرحل، و ان عدن هي ملك لهم، و الأدهى ان من ورّثها لهم اجدادهم ابناء عاد..!!!! و إذا اهل عدن و من يناصرهم ما يفهموش الكلام في "صميل" با يفهمهم..!!!! و لم يذكر لنا الأخ عن اي عاد يتحدث، و لم يكتب لنا اسمه كاملا حتى يلتصق بعاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح اليافعي، مع جزيل إحترامي و تقديري لابناء يافع الكرام، الذي هم من انصار اهل عدن، و لهم مواقف كريمة مؤثرة في حب عدن و أهلها، و من اهل يافع الكثير من وقف في صف ابناء. اما هذا صاحبنا حفيد عاد بن إرم لو اراد ان يستخدم "الصميل" كحلٍ استقوائي، فأبشّره نحن ابناء عدن عندنا "صميل" سوف نواجهك به و سوف نخرسك، و صميلنا فعّال جدا، و هو الصميل اللي علّمت عدن فيه اجدادنا و ابائنا ان يستخدموه و هو صميل العقل و القانون. و آخر دعوى ابناء عدن لأشقائهم المتهورين :اللهم إننا نحب هؤلاء الإخوة حباً يجهلهوه و تعلمه أنت، فاللهم لا ترينيا فيهم بأساً و أسعد قلوبهم دوماً و نسألك لهم كل العفو العافية و ان تحفظهم من كل الشر. علي محمد جارالله 22 مايو 2018