آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:40 ص

كتابات واقلام


معلمو الجنوب ينهون عامهم الدراسي بخيبة أمل واحباط شديد ورغبة بالتغيير

الإثنين - 14 مايو 2018 - الساعة 11:27 م

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


انهى معلمو الجنوب في جميع المحافظات الجنوبية من عدن الى المهرة وسقطرى عاما دراسيا مكللا بنجاحات باهرة صاحبتها تضحيات معيشية قاهرة التزم معلمو الجنوب بواجبهم المهني التربوي والتعليمي وادوه على اكمل وجه قدموا فيه عصارة جهدهم وافضل عطائهم امتزج الابداع المهني فيه بالمعاناة المعيشية  والعطاء التربوي والتعليمي بالحرمان من الحقوق المادية والمعنوية في هذا العام الدراسي 2017 _2018 م كانت لمعلمي الجنوب حركة انتفاضة مطلبية بدأت بالتلويح بالاضراب من خلال رفع الشارة الحمراء لمدة اسبوعين وتوقيع محضر اتفاق ميت ابرم بين نقابة المعلمين الجنوبيين المغلوبة على امرها المطحونة طحن من الداخل وبين عتاولة النظام البائد خبراء المراوغة والتملص من الواجب الشهود الحضور على رحلة المعاناة والحرمان وتعطيل روح النظام والقانون الاداري والمالي الذين وقعوا على محضر عرفي في مكتب الوزير بخط اليد تم ختمه بختم الوزارة الى جانب ختم النقابة والذي على ضوء مخرجاته وتعهدات الوزاره بالعمل سريعا على تنفيذ البند الاول والثاني والثالث منه خلال فتره شهري اكتوبر نوفمبر 2017 م تخلى بموجب الاتفاق معلموا الجنوب عن حقهم في الاحتجاج والاضراب عن العمل والذي اعتبره المكتب الاعلامي لوزير التربية والتعليم انتصارا للعلم على الجهالة بقوله في منشور ( اليوم ندشن العام الدراسي بانتصار العلم على الجهالة) معتبرا نجاحه في اسكات صوت انين المعلم انتصارا للعلم كما اعتبر تخلي المعلم عن الاحتجاج والاضراب وايثاره للمصلحه العامة على حساب مصالحه الخاصة وتراجع المعلمين عن الاضراب انهزام للجهالة في تعبير مليئ بالزهو والغرور والتعالي على صفوة المجتمع وكانه ارغمهم على العودة للصف الدراسي وهم خضعوا له متناسيا ان المعلم هو من قرر البدء بالعام الدراسي وكان ذلك تضحية منه تستحق الاقرار والاعتراف والشكر والتقدير والاحترام الكبير وتجاوبا مع تلك التضحية كان على سيادة الوزير ومكتبه السياحي المتجول حول العالم في ثمانين يوم ان يقف وقفة اجلال واكبار للمعلم الذي آثر على نفسه ومستقبله وربط الحجر على بطنه من الجوع والحاجة والفافة ولهيب الاسعار يحرق اركان بيته وهو شامخ شموخ رسالة التعليم يؤدي الحصة الدراسية عاما كاملا وهو صامت تلهبه حمى ضنك المعيشة وتصدع رأسه طلبات الاسرة ..  لقد اكمل المعلم الجنوبي العام الدراسي كما اكمل ابناؤه من قبل تحرير الجنوب وهو صابرا محتسبا محتملا غطرسة وغرور القيادة التربويه المنتشية بنشوة الانتصار الخرافي الذي تتباهى بتحقيقه وهو غير محسوب لها بل لتضحيات المعلم الجنوبي الوفي لارضه وابنائه من لم يذخر جهدا للتضحية بحقوقه ويسكت عن المطالبة بها ويستمر باداء واجبه عاما بعد عام حتى ياتي الفرج القريب ويعود الحق كاملا غير منقوص لاصحابه عاجلا ام آجلا على ايدي من يضحون لاجل الوطن وابنائه لا من سيحتفلون بالانتصارات الفقاعية المنتفخة كالبالون الفارغ من داخله وان كبر حجمه لا انتصار ايها القادة التربويون ولا نجاح الا بمنح المعلم الجنوبي حقوقه كامله واعلاء شأنه ورفع مكانته وتكريمه بما يستحق من عظم الرسالة التي يؤديها ان من يحتفلون بنجاحهم بانهاء العام الدراسي ويتناسون دائما انه احتفال مليئ بخيبة الامل والاحباط الشديد عند المعلم  الجنوبي الوفي الذي لم يحصل علي اي حق من حقوقه المادية والمعنوية ولم يظفر الا بتضحيات صارت محل استهزاء وسخرية كبيرة واستخفاف بقدرة القيادات النقابية الجنوبية  على تحريك سيل المعلمين الجارف في اي وقت من الاوقات فالصمت والصبر والتعقل ليس عجزا وضعفا وفشلا ان الفشل هو الانتصار والاحتفال من قيادة عجزت عن الوفاء بما وعدت وفشلت في تحقيق مابه التزمت ثم هي تستمر بعملها الباهر وتصدر بيان النصر والنجاح كذبا وزورا بينما هي تعزز خيبة الامل مرة اخرى وتزيد في الاحباط والتدمر عند المعلمين الذين هم اوفى من وعد واصدق من عاهد وانبل واشرف من تحدث واوعى من سمع وسيعلم الجميع انه لن يكون العام الدراسي القادم في الجنوب كما قبله من الاعوام السابقة فالمعلم الجنوبي لن يخوض تجربة فاشلة مرة اخرى تضيع فيها حقوقه المادية والمعنوية في ظل ماتسمى بنجاحات وزارة التربية والتعليم الشرعويمنية