آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 03:36 م

كتابات واقلام


مقتل الصماد إستمرارا للحرب أم دنوا لنهايتها

الخميس - 26 أبريل 2018 - الساعة 10:58 ص

نزار أنور
بقلم: نزار أنور - ارشيف الكاتب


تضاربت الأنباء حول مقتل رئيس المجلس السياسي صالح الصماد مع مجموعة من قيادات الحركة و بعيدا عن اي تفاصيل تتعلق بحقيقة مقتل الرجل فإنه قد بات من الواضح أن هناك تبعات ستلحق بهذه الواقعة و أن هناك سيناريوهات محتملة لكن جميعها محصورة في إحدى أمرين : 1- التصعيد للعمليات العسكرية و استمرار الحرب . 2- التوجه نحو طاولة المفاوضات و خفض وتيرة العمليات العسكرية تمهيدا لإيقاف الحرب . و لكلا الإحتمالين مسببات مقنعة لدى المراقبين السياسيين و العسكريين للمشهد السياسي و العسكري في اليمن فإذا ذهبنا في اتجاه الإحتمال الأول و هو : * أن مقتل الصماد مع تلك المجموعة من القيادات سيتسبب في تصعيد العمليات العسكرية و استمرار الحرب فإن الأسباب التي تقف خلف إمكانية وقوع ذلك الأمر هي عدم رغبة أطراف الصراع في إيقاف هذه الحرب و وضع نهاية لها في الوقت الراهن لاعتقادها بأن هناك أهداف إستراتيجية لم تتحقق بعد و هناك مكاسب سياسية تحققت قد يتسبب إيقاف هذه الحرب بخسارتها ، و لعل ذلك ما قد يفسر ذهاب رأي البعض إلى أن الصماد تمت تصفيته هو و مجموعته لأن الرجل قد أبدى رغبة و توجها نحو إيقاف الحرب و ذلك ما أزعج جناح الصقور في جماعته فاتخذت قرار تصفيته هو و من معه و ذلك ما تقاطع أيضا مع مصالح الأطراف الأخرى التي أيضا لا تريد لهذه الحرب أن تنتهي قريبا لذلك لم تسعى إلى استثمار هذا الحدث كما يجب فأكتفت فقط بتبني العملية إعلاميا و حجة أصحاب هذا الرأي أن هناك الكثير من الدلائل و القرائن التي تثبت أن التصفية حدثت كتصريحات بعض القيادات المقربة من عبدالملك الحوثي التي تحدثت عن وجود خلاف وقع بين محمد علي الحوثي و أبو علي الحاكم و مهدي المشاط من جهة و بين الصماد من جهة أخرى و التسريبات التي سبقت خبر مقتل الرجل بأيام قليلة و التي تحدثت عن اختفاء الرجل قسريا و أخرى تحدثت أنه تحت الإقامة الجبرية كما أن خبر مقتل الرجل نفسه الذي ظهر على قناة المسيرة و الذي أشار أن الصماد قد لقي حتفه بغارة جوية في الخميس الماضي في الحديدة قد نفاه شهود عيان بأن الرجل شوهد في صنعاء يوم السبت الماضي . كل تلك الأسباب و القرائن تشير إلى أن لا رغبة موجودة عند جميع الأطراف لإيقاف هذه الحرب على أقل تقدير في الأمد القريب بل أن الأمور قد تتجه صوب التصعيد العسكري في مسرح عمليات هذه الحرب و على صعيد جميع الجبهات . * و على النقيض تماما فإن اللذين يرون أن مقتل الصماد و تلك القيادات ما هو إلا تصعيدا يمهد الطريق للوصول إلى طاولة المفاوضات و خفض وتيرة العمليات العسكرية تمهيدا لإيقاف الحرب بشكل نهائي، فأن هؤلاء ينظرون إلى أن مقتل الصماد مع تلك القيادات هو بمثابة ضربة قاسية تلقتها جماعة الحوثي من قبل قوات التحالف العربي و أن هذه الضربة من شأنها أن تضعف الحركة و تفقدها الكثير من قوتها و لربما ضربات أخرى شبيهة لها قد تعقبها في المستقبل قد تجبر هذه الجماعة التوجه إلى طاولة المفاوضات و هي ضعيفة بعد أن فقدت العديد من رموزها السياسيين و العسكريين ، لذلك هم يؤكدون على أن هذه العملية النوعية التي نفذتها قوات التحالف العربي حقيقية فعلا و يدحضون فكرة أن هناك تصفية قامت بها الجماعة لبعض قياداتها و رموزها على إعتبار أن ليس هنالك من خلاف قد يكون موجود فيما بين قياداتها على الأهداف الاستراتيجية و أن ليس هنالك أيضا من تعدد لمراكز القرار فيها فالأمر في الأخير يعود إلى زعيم الحركة و رئسها الوحيد و هو عبدالملك الحوثي ، أصحاب هذا الرأي لديهم أيضا دلائل و قرائن و لعل أبرزها أن الصماد كان بالفعل حاضرا في الحديدة و حضر حفل تخرج لإحدى الجامعات هناك و شاهده الجميع و أذيع ذلك الخبر في القنوات الفضائية التابعة لتلك الجماعة و هو ما لا يستطيع أن ينكره أحد لأن الجميع شاهد الرجل هناك بما فيهم الطلبة و أساتذة الجامعة اللذين حضروا ذلك اللقاء أو الإحتفال . و بغض النظر أي تلك الروايات التي تتعلق بمقتل الصماد و رفاقه هي أقرب للحقيقة إلا أن الأيام القليلة القادمة هي من قد تبرهن أي تلك الإحتمالات التي وردت هي أقرب للواقع و هل مقتل الصماد هو إستمرارا للحرب أم دنوا لنهايتها؟ بقلم / نزار أنور