آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 03:46 ص

كتابات واقلام


من لهؤلاء غيرك يا حكومة ؟!

الجمعة - 20 أبريل 2018 - الساعة 10:53 م

احمد محسن
بقلم: احمد محسن - ارشيف الكاتب


الناس هنا في عدن و الجنوب ينظرون الى ما يحدث لهم من تغيير ايجابي و مثله أيضاً تغييراً سلبياً و قاتلاً ينظرون الى كل ذلك نظرات (توديّهم و تجيبهم) !.. صحيح ان هناك تحسن نسبي في الخدمات الضرورية كالكهرباء و المياه ( و أن كان هذا التحسن البسيط هو لازال تحت الاختبار) مع ذلك فإن الناس يأملون من ذلك التحسن أن يأخذ طريقه نحو الأعلى و الأفضل ؟!.. لكن هناك ما هو أكثر مرارة و أكثر ضغطاً على حياة الناس هنا بالذات في عدن .. و هو بلا شك موجوداً في بقية المحافظات .. بس لأننا نشاهد الوضع المأساوي الذي يعاني منه رجال القوات المسلحة و الامن و أيضاً المحالين على المعاش من الاداريين ما يجعلنا نرفع أصواتنا معهم نحو الجهات المسئولة كي يلتفتوا اليهم بعين المسئولية و الواجب !!.. لقد شكا لي عدد كبير من رجال القوات المسلحة و مثلهم في الامن لازالوا يبحثون عن معاشهم لأكثر من ستة أشهر .. سمعت واحداً منهم يفسر هذه المعاناة ببساطته المعتادة .. و لكنها تعكس الآلام المبرحة التي تعيشها أسر هؤلاء الذين تحملوا و حملوا أرواحهم على أكفهم للدفاع و الذود عن الوطن !.. و لقد قال هذا ( العميد في الجيش) " يندونا – يعني يعطونا – شهر و لنا ستة أشهر و الشهر هذا (شو بايسوي) اذا تراكمت علينا مسئوليات و التزامات الستة الاشهر .. هذا الشهر و راتبه نقوم ( نقطر به) عيوننا التي لم تعد تبصر شي فيما يدور حولنا .. شو يبونا نعتمي "؟!.. و لن يصدق أحد أن موظف كبير في الوظيفة رأيته يقف في الطابور .. طابور الاغاثه .. عرفت من هذا أن معاشه لم يعد يكفي لأسرته التي أصبحت تواجه تقلبات الحال الذي يبدأ من ارتفاع الاسعار لأنعدام مشتقات البترول , بعضهم رأيته و هو الموظف الكبير (يدحرج يعني يرفس دبة الغاز) لكي يصل للطابور .. و مثله الذين أصبحوا يتنقلوا بسيارات الاجرة و يركنون سياراتهم لارتفاع سعر البترول ؟!.. فمن لهم يا حكومة و أنتي قبلتي بأن تكوني المسئولة عن الوطن و الناس ؟!.. للأسف ان حكومتنا لا تنظر الى أحوال الناس و تعرف ما يدور في حياتهم و ما يعتري أوضاعهم ؟!.. أتمنى من حكومتنا أن تسأل أعضائها فيما يرونه و يلمسونه من صبر و جلد و هم الذين يمكنهم الانخراط في طريق الانفلات و الفوضى ؟!.. أرجو ان يسأل السيد رئيس الحكومة أعضاء حكومته هذا السؤال البسيط "هل رأوا موظف أو قائد عسكري كبير يصطف و يقف في صفوف الفوضى أو التمرد .. أحدد بدقه كلامي .. من يمكن له أن يشير الى وجود موظف كبير و قائد عسكري مماثل ينخرط في تيارات المناوأة و المناكفات .. حتى (سب الحكومة) اذا بلغ عندهم حد الإنفلات فإنهم يحرصون على تغليف كلامهم بشيء من الحصافة و الأتزان ؟!.. لأن موظف الدولة صابر و يكابد الظروف و يأبى ان ينخرط في سلك التدمير و التخريب ؟!.. هل سيجد رئيس الوزراء الاجابات المنصفة لكوادر الدولة الذين يحترمون انفسهم و لا يقبلوا لأنفسهم ان يسيئوا السلوك ؟!..هل هناك من يذكّر حكومتنا صورة الرجل المسكين الذي فارق الحياة و هو قاعد بجانب بوابة البريد العام في إنتظار المعاش ؟!.. صور كثيرة مؤلمه .. لكنها لا تحرك ضمائر احد من كوكبة المسئولين و القيادات المتمردة على الوطن و المواطنين ؟! كلام صريح !! يا ترى هل لازالت حكومتنا الموقرة في بعدها عن الناس .. هناك في البعيد الأبعد ؟!.. هى الأن معنا و بين ظهرانينا .. و بلا جدال ستكون معنا في المعاناة .. و هذا من سابع و ثامن و تاسع و عاشر المستحيلات لأن تكون حكومتنا معنا واقفة وقوف المسئولية .. بالمشاركة في الحلو (المعدوم) و المرارة القاتلة !.. طبعاً نحن ندرك أن الحكومات في العالم تعيش في حال أفضل من حال المواطنين .. لكن هناك حقائق تؤكد أن الحكومات تعلن عن نفسها بالمسئوليات و الواجب المناط على عاتقها !.. و أي فرد في أي حكومة يقصر و يستنكر شعبه بهذا التقصير يستحي على نفسه و يجر نفسه بالهدوء من خلال الاستقالة ؟!.. عندنا ميت مليون تقصير لبعض الوزراء الذين يمثلون البلاد في المؤتمرات الدولية بعضوية الوفود المكونة من أولادهم و أفراد اسرهم !.. نحن قبلنا أن يوظف الوزير في حكومتنا عياله و عيال عياله و عيال أهله و أقربائه .. لكن أن يفرضهم أعضاء في وفده الرسمي لتمثيل البلاد فهذا قمة الإسفاف ؟!.. سلام مربع لك يا رئيس الحكومة لو أطلعت على رسالة أحد وزرائك و هو يوجه رسالة لفخامة الرئيس متجاوزاً لمعاليك .. و في هذه الرسالة كلام مخجل جداً .. جداً .. جداً ؟!.. قد يقولوا أن أعداء الشرعية يفبركوا و يشكلوا كلام غير صحيح و للتشويه !.. بس ما سمعنا من يكذب و ينفي و يكشف هذه الأكاذيب ؟!.. رغم أن الرسالة رسميه بالفورم الرسمي و ختم الوزارة و توقيع الوزير الذي يظهر أنه يريد يطبق المثل القائل ( لا ترمي بيوت الناس بالحجارة .. و بيتك من زجاج ) ؟!.. و الحليم تكفيه الاشارة يا معالي رئيس الوزراء المشهود لك بالحلم ؟!.. و لنا لقاء !!.