آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 05:30 م

كتابات واقلام


في الذكرى الخمسين لتاسيسها:(14 اكتوبر): الكلمة الصادقة والفعل البناء

الخميس - 18 يناير 2018 - الساعة 02:35 م

عبدالجبار ثابت الشهابي
بقلم: عبدالجبار ثابت الشهابي - ارشيف الكاتب


في مثل هذا التاريخ، التاسع عشر من يناير 1968م، وقبل خمسين عاما من الآن، وقع ثلة من صحافيي عدن، وكتابها الشباب بأناملهم الشابة، وآفاقهم الوردية، وأفكارهم الندية، النيرة، وهممهم المتحفزة؛ ميلاد الحبيبة (14أكتوبر) لتغدو من ذلك اليوم الصوت الأبرز لمرحلة ما بعد انتصار ثورة 14 أكتوبر المجيدة بجانب صحيفة الشرارة الصادرة من حضرموت، وبعض الصحف الحزبية، وتحديدا صحيفة الثوري؛ التي كانت تصدر أثناء الكفاح المسلح باسم (التلال الملتهبة) كما ذكر لي المرحوم معروف سعيد الحداد، المعروف باسم (معروف حداد) وهو واحد من مناضلي الثورة، ومن مؤسسي عدد من الأجهزة الإعلامية بعدن في ذلك الوقت، وواحد ممن عملوا في صحيفة 14 أكتوبر، وفي تأسيس بعض ملحقاتها، متسنما عددا من المناصب القيادية، ومنها منصب مدير التحرير . ومع ما كان من بساطة الإمكانات، التي ورثتها هذه المطبوعة من بعض الصحف السابقة المصادرة، الصادرة في عهد المستعمر البريطاني، ومنها صحيفة فتاة الجزيرة؛ ومع ما كان من بساطة، وتواضع التأهيل لدى الطاقم الشاب، العامل؛ إلا أنها قد مثلت بإمكاناتها، وبطاقمها الجاد، البسيط، المتحفز، مشعلا للإعلام، ومصدرا للتنوير، وحاضنا للتقافة، والتربية، والتوجيه، بل مدرسة ضخمة لأجيال من الصحافيين، والأدباء، والكتاب، والمثقفين؛ الذين حملوا شعلتها بشموخ، واقتدار، وما زال كثير منهم في بلاط صاحبة الجلالة، يمضون على درب من رحلوا من فرسان الكلمة، على مدى الخمسين عاما الماضية، مع ماكان، وما أصابهم جراء تقلبات، وانقلابات المراحل، وتطاولات الظروف التي أفرزتها الأهواء، والمناخات التي ملأت الحياة بأدخنتها القاتمة، وإفرازاتها الكاتمة. ويمكننا اليوم، ونحن نحيا ابتهاجاتنا بمرور اليوبيل الذهبي لتأسيس معشوقتنا (14أكتوبر) أن نقول بثقة: إن ذلك البناء الشامخ؛ قد انبنى بالفعل على قاعدة متينة، صلبة، هي الدفاع عن الوطن، وعن قضاياه العادلة، والولاء لليمن، وقيادته المخلصة، بعيدا عن القناعات الحزبية، والمناطقية، والمذهبية.. الولاء، بل الإنحياز لهذه التربة الطاهرة التي ظلت تحفظ الإنتماء لليمن، وتنبت المحبة والإخاء، والتسامح، والخير، وتزهر اللقاء، والسلام. ويكفينا فخرا أن يكون انتماؤنا، وأن نسجل انتماءنا لهذه القلعة الشامخة، التي ظلت على الدوام رافضة للبغي، والطغيان، ويكفيها فخرا؛ أن تغلق أبوابها وصفحاتها، وتغرز الأقلام في بحار الرفض، وأن تقول: لا للتطاول الإنقلابي، الحوثي، المذهبي، السلالي، وأن يقف رجالها، ونساؤها صفا واحدا في وجه الغزو الانقلابي، الرجعي، الآثم، وأن تقول: نعم لإرادة اليمنيين، ولإجماع الوطن ، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وللشرعية بقيادة فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، والأمن، وباتجاه اليمن، الديمقراطي، الاتحادي المتطور، والمزدهر..يمن العدالة، والمساواة، والبناء. وهاهي حبيبتنا، بل قلعتنا، وحصننا المنيع (14أكتوبر) تدلف بثقة عتبات العام الحادي والخمسين، بطاقمها الشاب، المتجدد على الدوام، وبقيادتها المبدعة، برئاسة الصحافي المبدع، والشاعر، القاص، الأديب الرائع نجيب مقبل، رئيس التحرير، حادية للانتصارات، شامخةكجبال شمسان، وكعادتها أبية، تخطو واثقة ، متحفزة، متجاوزة كل العقبات، فاتحة ذراعيها للقادم الجميل، على أجنحة التجديد، والتحديث المستمر، وبانتظار فصل جديد من الخصب والخضرة على أجنحة النصر المتخلق على ابواب صنعاء، وسواحل تهامة، وجبال البيضاء، وذمار، وصرواح، بأيدي أبطالنا الأشاوس، ورجالنا المغاوير، وفي مختلف جبهات القتال، وميادين البطولة والشرف، في مواجهة البغي الحوثي الغاشم.. فمرحى لقلعتنا الشامخة، وإلى الأمام .. على طريق الكلمة الصادقة، والفعل البناء.