آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 05:47 م

كتابات واقلام


الشرعية لا تعني الوحدة على الإطلاق

الإثنين - 13 نوفمبر 2017 - الساعة 12:34 ص

د. عبدالناصر الوالي
بقلم: د. عبدالناصر الوالي - ارشيف الكاتب


يتردد سؤال مهم في الآونة الاخيرة في محاولة لدق اسفين بين فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي كرمز لشرعية الدولة وبين المجلس الانتقالي كممثل رئيسي في الوقت الحاضر بالتفويض كرمز لحق شعب الجنوب في استعادة دولته الحرة المستقلة ذات السيادة. هل المجلس الانتقالي ضد الرئيس هادي؟. الجواب قطعاً لا. ولا يجب على احد ان يجيب نيابةً عنا. نحن على قناعة تامة بأننا قاتلنا ولازلنا نقاتل مع حلفائنا في دول التحالف العربي في ظل رمزية شرعية الرئيس هادي وبالنسبة لنا في الجنوب لا يعني هذا على الإطلاق اننا نقاتل في ظل شرعية الوحدة. الوحدة التي تمت بالتراضي بالنسبة لنا انتهت في حرب 94 ولَم تعد لها اَي شرعية ملزمة الا شرعية القوة والاكراه وقد تحررنا منها في حرب 2015 ودفعنا ثمناً غالياً لذلك ولازلنا ندفعه بالم وحسرة ولكن بكل قناعة وثبات. الرئيس عبدربه منصور هادي يمثل شرعية الدولة اليمنية الواحدة والتي تكونت من كيانيين مستقلين كاملي السيادة في عام 90 ضمن اتفاقية الوحدة التي وقعها ممثلي الطرفين وهما جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ومثلها حين ذاك الرئيس علي سالم البيض والجمهورية العربية اليمنية ومثلها حينها الرئيس علي عبدالله صالح. هذا الكيان الموحد المفروض بالقوة واللا دستوري بفعل حرب 94 استلمه الرئيس عبدربه منصور هادي ولكن تحالف الحوثة وعلي صالح انقلب عليه أيضاً مرة اخرى في 2015 واستولوا على مقاليد الحكم بالقوة واجبروا الرئيس عبدربه على الاستقالة ثم توجهوا نحو الجنوب لمحاولة استباحته وإخضاعه مرة اخرى. خرج شعب الجنوب عن بكرة ابيه دفاعاً عن دينه أولاً وحريته وعزته وكرامته ثانياً وحتى لا يشرعن للانقلابين حق الاستيلاء على قرار ما تبقى من هيكل دولة الوحدة واستخدامه مرة اخرى لمحاولة اعادة احتلال الجنوب وإخضاعه تحت شعارهم القديم الجديد( الوحدة او الموت). ان المجلس الانتقالي لم ولن يقدم نفسه في اَي يوم من الأيام كبديل لسلطة او شرعية الرئيس هادي كحاكم الكيان المتوحد تحت الاسم الجديد( الجمهورية اليمنية). ولكنه يقدم نفسه وحصل على تفويض معقول من الشعب لم يحصل عليه اَي كيان اخر من قبل لكي يدافع على الارض عن حق الجنوبين في استعادة دولتهم وفِي اَي محفل محلي( شمالي- جنوبي) او إقليمي او دولي. ان وقوفنا ضد اعادة فرض الوحدة باي شكل من الأشكال لا يعني وقوفنا ضد الرئيس هادي وان كان الرئيس هادي يحمل وجهة النظر هذه فنحن قد اختلفنا حولها مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح وبالتالي فهي ليست مسألة شخصية على الإطلاق. وعليه فان موقفنا من حقنا في استعادة دولتنا ليس مرتبط باي شكل من الأشكال بشخصية رئيس الكيان الموحد بل على العكس لدينا قناعة بان وجود الرئيس هادي في هذا الوقت على رأس هذا الكيان سيجعله متفهماً لما عاناه ويعانيه شعبنا في الجنوب وفي نفس الوقت حامياً أميناً لمنع اَي نزق لأي جهة لا زالت تفكر بإعادة عقارب الساعة الى الوراء. فِي نفس الوقت فان وضعه الدستوري يفرض عليه عدم التفريط في حق شعبنا الشقيق في الشمال في الحفاظ على الجمهورية وعدم السماح بعودة الإمامة باي شكل من الأشكال وكذلك يمنحه الحق في مراعات حقوق الشعبين بالتساوي وايصال ممثلي الطرفين الى حل سلمي يحفظ الحقوق ويحافظ على روابط الإخوة ودرء مكامن الفتن والصراعات في المستقبل. واي كيان جديد في الوقت الحاضر لا يمكن ان يوافق عليه شعب الجنوب باي حال من الأحوال وسيقول كلمته اذا لزم الامر. ان شعب الجنوب قد قدم الغالي والنفيس في سبيل نيل حريته وكل ماقدمناه وما زلنا نقدمه من تضحيات مبنية على حقنا في الدفاع عن حقوق ومصالح أبناء شعبنا وهذه المصالح قد تتوافق او تتقاطع مع مصالح بعض دول الإقليم والعالم ولا يعني هذا باي شكل من الأشكال بانه اذا ما تعارضت مصالحنا مع مصالح دول اخرى ان نضحي بمصالح شعبنا ارضائاً لهذه القوى تحت مبرر ان هذا يتعارض مع مصالحها وهي قوى مؤثرة ولن تسمح لنا بنيل حريتنا او قد تستخدم هذه القوة ضدنا لمحاولة فرض حلول لا تنسجم مع طموحات شعبنا ولا تلبي احلامه ولا تحقق مصالحه. لقد قضينا عشرون عاماً نقاتل على كل الجبهات وضد الكثير من القوى والكيانات حتى وصلنا الى هذه اللحظة الفاصلة ولن تمنعنا اَي قوة على وجه الارض على عدم إكمال ما خرجنا وضحينا من اجله. ان القيم والاهداف التي ضحينا من اجلها سامية ومقدسة لدينا ولَم ولن تكون مرهونة برضى اَي طرف محلي او إقليمي او دولي يعارض هذه الحقوق او يحاول ان ينتقص من مصالحنا وكما دافعنا عنها من قبل ونحن اضعف حالاً وأقل دعماً فنحن الْيَوْمَ أشد باساً وأكثر اصراراً على نيل مبتغانا ولدينا العزيمة والقوة ونحضى بالكثير من الدعم من الكثير من القوى الخيرة اقليمياً ودولياً ممن ترى ان استقرار وأمن الشعبين في الجنوب والشمال اهم بكثير من التمسك بمسميات لم يعد لها وجود على ارض الواقع. نحن على ثقة بان الله معنا لان الحق معنا ونحن نعلم جيداً ان ما النصر الا صبر ساعة. تحياتي ا. د. عبدالناصر الوالي عدن 12 نوفمبر 2017