آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 12:49 ص

كتابات واقلام


حول سقوط الريال اليمني أمام العملات الأجنبية

السبت - 04 نوفمبر 2017 - الساعة 01:22 ص

نزار أنور
بقلم: نزار أنور - ارشيف الكاتب


سقوط الريال أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات الأجنبية الأخرى ، من وجهة نظري الشخصية و من خلال فهمي للأمور المالية بحكم دراستي في هذا المجال و طبيعة عملي السابق لدى مكتب المالية عدن بإمكاني أن أطلع القارئ والمتابع على بعض القضايا التي كان لها الأثر الكبير في هذا التدهور الذي تشهده العملة المحلية و تراجعها أمام نظيراتها من العملات الأجنبية و لعل أهم تلك القضايا أو الأسباب هو القرار الذي اتخذته قيادة البنك المركزي عدن لتحرير العملة المحلية أو ما يعرف ب (تعويم العملة ) . عادة يتم إتخاذ هكذا قرارات و سياسات مالية لمواجهة الصعوبات الاقتصادية التي تشهدها البلاد لكن في المقابل يتم الإستفادة من هكذا قرارات و سياسات من خلال اتباعها بسياسات أخرى تتعلق بتنمية و دعم الناتج المحلي من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة و الحفاظ على أسعار الواردات من السلع التموينية من الارتفاع أي الحد من التضخم و الخروج من حالة الركود الاقتصادي الذي تشهده البلاد. إلا أن كل ذلك لم يحدث و ظلت مسألة تحرير العملة تتحكم بها قوى السوق الداخلية في ظل تحييد الدولة من أي تدخل مباشر أو غير مباشر هذه القوى تبحث بالتأكيد عن تحقيق أكبر مكاسب مالية ممكنة و في وقت قصير جدا و الاستفادة من هكذا قرار دون مراعاة حالة الاقتصاد الوطني الذي بات اليوم على حافة الهاوية في ظل غياب أيضا الدولة بنظامها و قوانينها التي قد تحد من عمليات التلاعب الكبير الذي تقوم به تلك القوى في عملية العرض و الطلب للعملة في الأسواق المحلية و سحبها بطرق مختلفة و تحويلها إلى الخارج عبر سياسات التفتيت التي تنتهجها تلك القوى المالية المتحكمة بالسوق المحلية و هي في بلادنا تتخذ شكل محلات الصرافة الصغيرة و المتعددة و كذلك بعض البنوك التجارية التي هي أيضا لا تخضع لعملية إشراف و متابعة دقيقة من قبل البنك المركزي و كذلك الفساد الإداري و المالي القديم المستحدث بنسخته الحديثة المتمثل بعملية زواج المال بالسلطة و لكن بوجوه و صور قديمة جديدة . إن الحديث حول هذا الموضوع قد يحتاج مننا إلى عملية بحث لشرح و توضيح تلك الأمور المتعلقة بهذه المسألة أو المعضلة الاقتصادية التي يعاني منها الاقتصاد الوطني و التي هي بالتأكيد محط اهتمام الكثيرين من ذوي الاختصاص و الخبرة أكثر مني و لكننا حاولنا أن نوضح بعض تلك الأسباب الرئيسية التي دفعت الريال نحو هذا السقوط الحر أمام العملات الأخرى. أما فيما يتعلق بتداعيات ذلك على المواطن في عدن، فبالتأكيد أن تداعيات هكذا نتائج أخرجتها هكذا قرارات غير مدروسة بعناية كما يتضح الأمر للمتابع القريب أو حتى للمواطن البسيط لا يمكن وصفها إلا أنها بالكارثية، فالمواطن هنا في عدن يعتمد في الأساس على أمرين في مصدر دخله أما الوظيفة الحكومية أو العمل الحر أو الخاص و كلا المصدرين أصبحا في حالة ركود تامة و ربما مع مرور الوقت في ظل عجز الحكومة الحالية الخروج من هذه الأوضاع الاقتصادية المتردية و عجزها أيضا على القيام بإصلاحات اقتصادية عاجلة و دائمة للخروج بالاقتصاد الوطني من الوقوع في الإنهيار الكامل و من ثم تحسين دخول الأفراد و المواطنين هنا فبالتأكيد أن كل ذلك سيلقي بظلاله على كاهل المواطن البسيط و بالذات أصحاب الدخل المحدود و سيزيد من حالة العوز و انتشار و توسع دائرة الفقر و انحدار الطبقات الوسطى لتصل الى تحت خط الفقر و قد تنتهي و تنقرض تماما مع استمرار هذه الأوضاع دون مراجعات أو معالجات و ستنقسم التركيبة المجتمعية إلى قسمين عوضا عن الثلاث ، طبقة غنية غناء فاحش و طبقة فقيرة فقر مدعق ، و حينها لا يمكننا الجزم بحجم تلك الأضرار المجتمعية التي ستنجم عن هكذا تقسيم قد يحدث لا سمح الله. كتب / نزار أنور عبدالكريم