آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 10:30 م

كتابات واقلام


لعب على المكشوف

الأربعاء - 01 نوفمبر 2017 - الساعة 02:05 ص

ثابت حسين صالح
بقلم: ثابت حسين صالح - ارشيف الكاتب


ما تسمى جغرافيا بحسب البروتوكول "الجمهورية اليمنية" هي الآن ساحة لعب مكشوفة ومسرح عمليات اقليمية ومحلية مفتوحة . إقليمية بين إيران وحلفائها والسعودية وشركائها. محليا تتضاءل المساحات وتتساقط الاقنعة والمسميات التي تحاول التشويش والتضليل والتظليل على حقيقة وجوهر الصراع بين الشمال والجنوب. عندما تم الانقلاب على الرئيس هادي في صنعاء من قبل الحوثيين بدعم من صالح وبمباركة من الإصلاح وكل قوى الشمال اضطر هادي إلى الخروج إلى عدن فلاحقته تلك القوى بدء من الإصلاح وانتهاء بالحوافيش لهدف أكبر وأهم وهو القضاء على الحراك الجنوبي وإنهاء صداع القضية الجنوبية المزمن الذي قض مضاجع ثالوث الحكم في صنعاء وزلزل عروشها . وعندما تحررت عدن على يد المقاومة الجنوبية وبدعم دول التحالف العربي عاد الرئيس هادي إلى عدن عاصمة الجنوب معززا مكرما وحصل تقارب جنوبي غير مسبوق لكن شلة المؤتمر والإصلاح وفاسدوها في الجنوب أفسدت وسممت هذا التقارب وتمكنت من الإطاحة بأهم عناصر ذلك التنسيق الجنوبي هو المهندس خالد بحاح واستبداله بكل من اللواء علي محسن الأحمر ود.احمد عبيد بن دغر وهما من ألد خصوم القضية الجنوبية. كانت هذه الخطوة من الأخطاء الاستراتيجية القاتلة التي وقع فيها الرئيس هادي وقدمت لعفاش والإصلاح انتصارا مجانيا. حينما تحدث عفاش مؤخرا عن بن دغر كان يعني ما يقول لكنه حشر اسم هادي عنوة وهو أمر لا يستقيم مع حقيقة أن قطيعة تامة وعدائية قد تمت مع هادي منذ أن تم طرح اسمه مرشحا لخلافة علي عبدالله صالح عام 2011م ، فحاول الأخير تعيين مجور أو العليمي نائبا له بديلا عن هادي لكن بعد فوات الأوان ورفض المرشحين لهذا العرض. كانت عدن وما زالت هي الجبهة الرئيسية للصراع فتم اغتيال المحافظ الأول بعد التحرير جعفر فيما جرت العديد من محاولات اغتيال المحافظ الثاني عيدروس ومن ثم شن حرب إفشاله بكل السبل التي كان الناس الأبرياء اول واكبر ضحاياها. اختيار الرئيس هادي للمفلحي كمحافظا ثالثا كان موفقا بغض النظر عن التوقيت والظروف السائدة حينها. وكان المفلحي بدوره حريصا على إظهار أكبر قدر ممكن من المرونة لكسب الجميع لتحاشي الصدام المبكر مع قوى الفساد المدعومة من أجنحة وحاشية مسيطرة على قرارات ومقدرات السلطة الشرعية. راهن المفلحي على دعم الرئيس هادي لكن الكفة كانت تميل لصالح بن دغر وحكومته التي أمسكت ب "البزبوز" المالي والإداري وقيدت وعطلت وطفشت بالمحافظ المفلحي . من الاخر كان هناك تحالف غير معلن إصلاحي مؤتمري عفاشي مهندسه وبطله بن دغر ظهر الآن للعلن وعلى المكشوف لا يستهدف فقط تعطيل جهود المجلس الانتقالي وشن حرب الخدمات على الجنوبيين فحسب، بل ويتعدى ذلك للإطاحة بالرئيس هادي شخصيا وإفشال مهام التحالف العربي وعلى راسه السعودية وإعادة الأمور إلى مربعها الاول. كل شي بات مكشوفا واصبحت المناورة والمراوغة في طريق ثالث تصب لمصلحة تحالف الإصلاح والحوافيش . محلل سياسي وعميد ركن