آخر تحديث :الثلاثاء - 16 أبريل 2024 - 01:31 ص

كتابات واقلام


حاجتنا لثقافة المعارضة وليست الاعتراض

الأربعاء - 18 أكتوبر 2017 - الساعة 02:15 م

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


لابد في كل تيار او حزب او حركة او جماعة لابد ان تظهر نوازع تسلطية صحية ليست ضارة ولا قمعية وقد تنتقل الى ذلك المستوى هذا امر وارد ومتوقع لانها فطرة ومتواجدة في طبيعة البشر الذين ينزعون نحو الاستحواذ والتملك لهذا من الطبيعي ان يظهر تيار مقابل لتيار السلطة الحاكمة او المتحكمة يطلق على ذلك التيار بالمعارضة وهي ايضا ظاهرة صحية لان المعارضة هي المرآة الحقيقة لوجه الحكم والسيطرة والتملك عند الهيئات والجماعات والاحزاب والدول فالمعارض يبحث عن السلبيات ليصوب مسارها ويراقب الاجراءات لينتقد طريقة تنفيذها وتتفهم الحكومات الرشيدة ذلك الاحتجاج او تلك المعارضة وتعمل بمااتراه يصب في مصلحة الدولة ويحقق رخاءها واستقرارها لهذا برزت العديد من الديمقراطيات الناجحة. في العالم بالصراع الايجابي بين السلطة والمعارضة حيث ينعكس الصراع بين التيارين تيار الحكم وتيار المعارضة في مصلحة المواطن وليس في مصلحة الحاكم يعتقد البعض بان وجود معارض او مخالف لوجهة النظر هذه او تلك سيسبب خلل وارباك لعمل الهيئة او الحزب او الدولة فتستخدم وسائل الدفاع وعناصر الهجوم ليتحول الصراع الايجابي بين الدولة والمعارضة من خدمة الوطن والمواطن الى صراع سلبي بين الدولة والمعارضة لايخدم الا الدولة والمعارضة ويكون الوطن والمواطن حطام الصراع السلبي بين الفريقين الذين استخدما لفظ المعارضة بمعنى الاعتراض والاعاقة وبدلا من مصطلح وجهة نظر يتحول الى فكر معادي وبدلا من مراقبة الاداء يتحول الى تتبع العورات وتصيد للعثرات وينشأ الصراع ويزداد النزاع. من الجانب الآخر عدم وجود معارضة يعني التحول الى اللاهوتية ونظرية الزعامة المقدسة فيتحول الحاكم من موظف الى مقدس لايخطي فتظهر الحاشية والحراسات المبالغ فيها والهالة العظيمة المخيفة للبسطاء من المواطنين حينها يتحول الحاكم الى ديكتاتور لايقبل المعارضة يقول فيسمع بضم الياء ويقال فلا يسمع بفتح الياء فلنبحث في جنوبنا الحبيب عن هذه الظاهرة الصحية ولنفتش عن طريقة للقبول بالمعارضة التي تعارض ولاتعترض لان من حقها ان تعارض بكل السبل التي تمتلكها لتعارض لكن لاتعترض اذا فشلت فتستخدم وسائل الاعاقة لان المعارضة حقها والاعاقة. تكون في حق الغير فلايجوز ان تستخدم حقها في اعاقة حق الغير فالاعتراض يحجز الغالب عن السير في طريقة لفشل المعارضة في معارضته. انتهى الامر هنا وعلى المعارضة ان تبحث عن وسائل اكثر اقناعا حتى تعارض بنجاح هذا مانريده معارضة وليس اعتراض ان من صالحنا كجنوبيين قادمون على بناء. دولة جديدة من الصفر لايوجد حجر على حجر فيها كل شيء فيها. مفكك نحن بحاجة الى انفتاح للآخرين منا وليس من غيرنا لاننا نتكلم عن انفسنا دولتنا تراثنا. مواردنا. علينا ان ننفتح نحو بعضنا ونقبل بالرأي. الآخر وليس بالرأي البديل والشكل الآخر وليس الشكل المغاير ولنمنح لانفسنا مساحة اكبر في الفضاء الفسيح لنعبر عن ارائنا وافكارنا وتوجهاتنا في بيتنا ونحن جميعا بداخله ان التنوع وليس الانواع ظاهرة صحية تساهم في اتاحة الخيارات العديدة للحل وللتوافق الاوسع بعيدا عن القولبة والشكلنة والتحجيم فالكثير لايعني القمع والقليل لايعني البلبلة والفوضى ثقافة جديدة لمرحلة جديدة ياحبذا لو بحتنا عن احجارها لندخلها في مداميك بناء دولتنا الجنوبية القادمة لتكون جزءا منها تنفع الاجيال القادمة ان لم نستنفع منها اليوم فوجودها افضل في الخطة لغيرنا الذين نتمنى ان يكونوا اكثر انفتاحا وتفتحا ومسامحة وتسامحا لايعرفون التخوين والتكفير والتنطيع. فمن كان بالامس بطلا وقائدا هو اليوم خائنا وعميلا لانه عارض وخالف. او فكر بطريقة اخرى رغم انه لم يعترض بل عارض ولم يختلف بل خالف. ولم يكفر بل فكر والضوابط والثوابت الشرعية. والوطنية والعرفية هي الفيصل فلنبدأ حياة اجمل في جنوبنا القادم دولة مدنية حضارية رائدة ..