آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 09:43 م

كتابات واقلام


الأكراد وحق تقرير المصير !!

الثلاثاء - 26 سبتمبر 2017 - الساعة 12:12 ص

محمد علي محسن
بقلم: محمد علي محسن - ارشيف الكاتب


ادعم حق الأكراد جميعا في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم الجامعة لهذا الشتات البغيض المؤلم .. حق اصيل كفلته كل المواثيق الدولية والإنسانية .. وأنني أعجب واستغرب ايضاً من حماسة ودعم أمريكا وأوروبا لاستفتاءات تقرير المصير في جنوب السودان وتيمور الشرقية واسكوتلندا وحتى إقليم كوسوفو بينما ضعفت وفترت تلك الحماسة وذاك التأييد عندما تعلق الأمر بحق الأكراد الشعب الواحد الممزق قهراً وبفعل اخضاع جغرافيته لتبعية العراق وتركيا وإيران وسوريا ... " أربيل "اليوم أمام استحقاق تاريخي لطالما انتظره الشعب الكردي الذي ناضل وكافح وضحى من اجل تحقيق هذا الاستقلال ، كحق اصيل ونبيل وينبغي دعمه وتأييده ومن كل إنسان يحترم انسانية وحق الاخر في تقرير مصيره .. فمهما كان القرار موجعا للبعض ، فانه في المقابل منصفا وعادلا لشعب كبير وعظيم ، ففي المستهل والمنتهى الحقوق لا تسقط او تلغى ولمجرد انها لا تتوافق مع رغباتنا او امنياتنا الضيقة الأنانية . الذين يصرون على بقاء الأكراد شعبا ممزقا موزعا على كانتونات في العراق او تركيا او سوريا او ايران ، أسألهم : هل من العدل والإنصاف ان يظل نحو خمسون مليون كردي بلا وطن واحد وبلا دولة واحدة ؟ وكيف لهؤلاء الاعتراف بدول مستقلة في أوروبا وأمريكا ولا يزيد سكانها عن عشرات الآلاف نسمة ؟.. نعم ، لا أحد منا كعرب اولا ومسلمون ثانيا تمزيق الممزق أصلا ، ومع كل ما نسمعه من حجج وأفعال مؤيدة وداعمة لوحدة العراق وإيران وتركيا وسوريا ؛ الا ان ذلك التأييد والدعم لا ينبغي ان يكون على حساب حق الأكراد في ان تكون لهم دولة مستقلة جامعة لهم كقومية واحدة وثقافة واحدة ولغة واحدة .. افضل التعاطي مع الأكراد بموضوعية وإنصاف باعتبارهم أشقاء وأصدقاء وجيران ، ففي المنتهى هم سكان هذه الارض ومنذ الاف السنين ، وعلى العرب والأتراك والفرس الاعتراف بحق الأكراد كشركاء وجيران وأصدقاء لطالما برهنوا تاريخيا انهم اقرب الى محيطهم العربي والإسلامي ، منه الى أوروبا وأمريكا وحتى اسرائيل مثلما يراد تشويه القضية الكردية . الانتصار الحقيقي ليس في اخضاع الأكراد على البقاء في دول عدة ، فأيا كانت تلك الحجج والدوافع المطروحة من بغداد وأنقرة وطهران ودمشق وبيروت والقاهرة والرياض ، يبقي القرار بيد الشعب الكردي ، فهو وحده الذي عانى التهميش والنفي والإقصاء والإلغاء والاغتراب الداخلي . فالدول التي اثبتت التجربة بعجزها عن إدماج الأكراد وفي احترام حقوقهم وخصوصياتهم لا ينبغي لها الان الحديث عن خطر المسألة الكردية على أمنها القومي وعلى نسيجها الممزق أصلا ، بل ينبغي عليها التعاطي بموضوعية ومنطق مع هكذا استحقاق شعبي وقومي وثقافي وإنساني وديمقراطي وحضاري .. فعلى الأقل ستعوض هذه الدول فشلها في استيعاب الأكراد خلال الحقب السالفة ؛ فبمنحهم حق تقرير المصير ستنتصر لعلاقات مستقبلية تسودها المصالح المشتركة وتتعايش فيها شعوب الإقليم بسلام وأمان وإخاء، وهذا افضل بكثير من بقاء النزاع مفتوحا ومستنزفا للبشر والدم والموارد والتنمية وحتى التفكير .. محمد علي محسن