آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 11:25 ص

كتابات واقلام


رسالة رثاء لأعظم الشهداء واعز الاصدقاء .. اللواء جفر محمد سعد

الخميس - 10 ديسمبر 2015 - الساعة 03:23 ص

محمد قاسم نعمان
بقلم: محمد قاسم نعمان - ارشيف الكاتب


تعجز الكلمات عن التعبير عندما يكون الحدث اكبر من قدرة الانسان على التحمل وهذا ما حصل معي عند سماعي بحادث اخي وصديقي العزيز جعفر محمد سعد ظليت لساعات رغم تقتي بالمصادر التي ابلغتني بالحادث واستشهاد اخي العزيز جعفر ورغم اليقين الا اننا بقية بحكم الصدمة التي تعرضت لها اتوقع ان يتصل بي احد ليقول لي جعفر لم يمت وظليت لساعات اتوقع أن اذهب اليه واشاهد وان اسمع عن مواصلته النزول الميداني لمعرفة مشكلات المديريات والمحافظة.. كنت في اليوم الأول لهذا الحادث الاليم والمؤلم وجرحه العميق في قلبي .. كنت قد التقيته في لقاء ضم ممثلين لمنظمات المجتمع المدني بخورمكسر.. وتحدثت معه سريعا حول مقترح كنت قد عملته لحل مشكلة مؤسسة 14 أكتوبر بناء على طلبه .. وقلت له : لقد ارسلته لك عبر الواتس.. فرد علي : لم أعد أفتح الواتس لانشغالي وكثرة رسائل الواتس .. وعقب: تعال عندي في مسكني في اي وقت فأنت لاتحتاج إلى مواعيد.. أخي وعزيزي وصديقي جعفر جمعتنا به علاقة الصداقة ضمن مجموعة من المثقفين في عدن كنا نتدارس تأسيس منظمة تعني بحقوق الإنسان مستغلين الانفراجة السياسية التي كان الحزب الاشتراكي قد بدأها مع توجهاته الجديدة التي بدأت في اعداد وثيقة الاصلاح الديمقراطي.. كان اخي وصديقي العزيز الفقيد الدكتور أحمد الكازمي قد حمل لواء هذه المبادرة في تأسيس المنظمة الحقوقية وبدء بتجميع اسماء المؤسسيين فكان لي الشرف أن أكون بين هذه الاسماء ومعنا كوكبة من المثقفين البارزين وكان معنا الصديق والاخ العزيز جعفر محمد سعد . واستمرت علاقاتنا وتواصلنا مع انشغالي حينها بإدارة تحرير صحيفة "صوت العمال". وجاءت حرب 1994م ووجد الشهيد جعفر مجال اسهامه في الدفاع عن الجنوب واهله .. وكان قائد عسكري قد اثبت جدارته في قيادة المواجهة بمنطقة الحسيني بـ لحج وكان معه المناضل الشجاع القائد أحمد سالم عبيد ودون الخوض في تفاصيل ماحصل في تلك الحرب.. عاودنا اللقاء في القاهرة وبقي معنا عامين ثم توجه إلى بريطانيا بعد ان تزوج بزميلتي الصحيفة أبنة المنصورة كوثر شاذلي أخت الكابتن الرياضي وجدان شاذلي .. قتلوك باعزيزي وصديقي جعفر لكنهم في حقيقة الامر لم يقتلوك ولكنه شبه لهم فقد استضافك سيد الخلق لتكون بقربه في جنة الفردوس.. فأنت النقي الطيب المحب للناس .. لكن الناس حتى من يخلقون لك المتاعب ويعادوك.. العاشق يحب لوطنه وأهله وذويه وشبه.. النزيه المخلص.. صاحب الخلق الحسن والمواقف الشجاعة مع اعداء الشعب والأنسان .. قبل تحمل مسؤولية ادارة محافظة عدن بعد ان كان تحمل مسؤوليه قيادة تحريرها .. اراد ان يعوض سنوات بعده عنا وتواجده في بريطانيا كان يعرف صعوبة الأوضاع وتعقيداته لكنه كان يصر على أن يواصل تحمل مسؤوليته وعشقه لعدن وأهلها كانت عدن عشقه الكبير وكانت عدن حبه الأكبر تحمل مسؤوليه ادارتها في ظروف غاية في الصعوبة.. قال لنا ونحن في لقاء مع الرئيس عبدربه: أريد ان أقول أمامكم أننا حتى الآن لم نستلم حتى ريال واحد من الميزانية التشغيلية للمحافظة.. وقلت حينها للأخ الرئيس .. الأخ جعفر منذ تعينه وهو يبذل جهود كبيره لمواجهة كل الصعوبات والمشكلات في عدن وعليكم ان تدعموه وتقدموا له كل الدعم ليتمكن من إنجاز مهماته. عقب الأخ الرئيس مؤكدة : سنعمل على توفير ما يمكننا توفيره .. عزيزي وصديقي الشهيد جعفر بعد ان صحوت من صدمة الحادث المؤلم الذي ادى بحياتك الطاهرة تذكرتك اثناء اخر لقاء عقدته مع منظمات المجتمع المدني بخورمكسر وكنت حاضراً .. سمعتك وسمع المتواجدين جميعهم وأنت تقول : لن اتعامل بالقوة مع المقاومة في اخطائهم وتصرفاتهم(يقصد بعض افرادها الذين تعرضوا له في مديرية الشيخ عثمان اثناء مرافقته لحمله تنظيفها.. وقبلها في مواقع اخرى) واستطرد قائلاً : هؤلاء اخواني وابنائي وسأواصل معهم القول والفعل الحسن ومعالجه الامور بروح المحبة والتواصل الحسن .. وهذا واجبنا معهم .. لم اعد قادر على مواصلة الكتابة فاكتفي بما سطرته هنا .. وأختتم مرثاتي بالقول أن البطل الشهيد اللواء جعفر وفي لحظات ما قبل استشهاده كان لسان حاله - المتألمة لأوضاع الناس في مدينته عدن- تردد مضمون كلمات الشاعر توفيق زياد في قصيدته الرائعة .. أناديكم .. أناديكم..... ويقول فيها : أناديكم أناديكم ..!! أشد علي أياديكم أبوس الأرض تحت نعالكم وأقول أفديكم وأهديكم ضياء عيني ..ودفئ القلب أعطيكم فمأساتي التي أحيا.. نصيبي من مآسيكم أناديكم ...! أشد علي أياديكم أنا ما هنت في وطني ..ولا صغرت أكتافي وقفت بوجه ظلامي ..يتيماً عاريا حافي حملت دمي علي كفي ..وما نكست أعلامي وصنت العشب الأخضر .. فوق قبور أسلافي أنا باق لآخذكم بأحضاني وبأسناني سأحمي كل شبر من ثرى أوطاني أناديكم ...! أشد علي أياديكم ***** وأقول في خاتمتي إلى جنة الخلد أيها العزيز والصديق وأبن عدن البار بطل المقاومة .. وقائد تحرير مدينة عدن وفقيد عدن وشهيدها المجيد .