آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 09:01 ص

كتابات واقلام


الكيان السياسي الجنوبي تحول إيجابي في القضية الجنوبية وضمانات نجاحه

الجمعة - 19 مايو 2017 - الساعة 04:30 م

محمد قاسم نعمان
بقلم: محمد قاسم نعمان - ارشيف الكاتب


أولا: دعونا نتفق بأنه لايحق لاحد أن يعترض على حق الجنوبيين في أن يوحدوا أنفسهم ورؤاهم الرئيسية المتعلقة بمستقبل ومصير الجنوب سيما وأنهم يخوضون نضالهم المصيري منذ عام 1994م بعد أن جاءت حرب 1994م لتقضي وتنهي إعلان 22مايو1990م المتعلق بالوحده بين دولتي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية. ثانيا: دعوة اللواء عيدروس في سبتمبر2016 بأهمية تشكيل كيان سياسي يوحد الجنوبيين لمواجهة التحديات التي تواجهها القضية الجنوبية العادله التي اعترف بها وأكد عليها مؤتمر الحوار الوطني الشامل وأعتبرها محور انعقاد ونجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل... وأكد عليها ودعمها المجتمع الدولي ممثلا بدول مجلس الامن..والأمين العام للأمم المتحدة الذي تولى ممثله الشخصي اﻻشراف على عمل كل حلقات عمل مؤتمر الحوار الوطني .. وعلى مخرجاته..  وتشكيل الكيان السياسي الموحد للجنوبيين كمبدا لم يكن وليد اللحظة التي أكد عليها اللواء عيدروس في سبتمبر 2016م لكنها كانت مطلب وطموح كل الجنوبيين في مختلف مشاربهم ومواقعهم السياسية بالاقتصادية والاجتماعية والثقافية-مع وجود أختلافات  في التفاصيل الفرعية التي ظلت تبرز إلى السطح لتشكل عائق تحقيق هذا الهدف - بل أن تشكيل كيان سياسي موحد للحنوبيين يحمل موقف ورؤى ومطالب موحدة للجنوبيين المتعلقة بقضيتهم "القضية الجنوبية " كان ايضا مطلب ونصح العديد من الدول وبالذات دول مجلس الأمن وكذا المنظمات الدولية التي تفهمت وتعاطفت وايدت حق الجنوبيين في استعادة حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية من قبل نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح وبالذات منذ حرب 1994م التي استهدفت الوحدة  وقضت عليها .. وظلت هذه الدول تشدد على مطلبها هذا لتتمكن بالتالي من دعم الجنوبيين وحقوقهم ومطالبهم . ثالثا:الآن وبفعل تفاعل وتداخل مجموعه من الاسباب   والعوامل وفرت الظروف لتحقيق هذا الهدف الذي ظل يعاني من الصعوبات والتحديات .. وتم الإعلان عن تأسيس هذا الكيان من خلال ماسمي ب"اعلان عدن التاريخي" في 4مايو 2017م. رابعا: هناك ملاحظات يمكن تناولها هنا ابرزت بعض حالات الجدل حول بيان "عدن التاريخي"  يمكننا ايجازها بالتالي  : 1-التوقيت الذي تم فيه الاعلان"اعلان عدن التاريخي" اثر قرارات رئاسية بإقالة الاخ اللواء عيدروس والاخ هاني بن بريك.. وهنا تبرز ايضا مبررات  تقول أن التجمع الشعبي "المليوني" الذي شهدته ساحة الحرية بخورمكسر(عدن) واعلان "عدن التاريخي" قد يكون سببه المباشر  قرارات اقالة الأخوين اللواء عيدروس وهاني بن بريك لكن هناك أسباب اخرى غير مباشرة تتعلق ب .. بروز مخاوف أن تتواصل مثل هذه القرارات الرئاسية  لتشمل ازاحة آخرين ممن يحسبون ضمن قيادات الحراك الجنوبي والمقاومةالجنوبية(مدنيين وعسكريين).. ولايمكن تجاهل ايضا آثار الفساد الفاضح والمستفز لكل الناس  داخل الحكومه واجهزتها وفي التعينات التي تمت والتي تعكس هي الاخرى صور الفساد الحكومي(تعينات) الأهل والاقارب في مواقع قيادية في الحكومه وفي الهيئات الدبلوماسية ومواقع أمنية وعسكرية.. 2- اما الملاحظة الثانية فتتعلق بماورد في نص بيان تشكيل مجلس رئاسة الكيان السياسي وبالذات مايتعلق بمنح المجلس حق "ادارة الجنوب" ويضاف له ايضا ماتردد على لسان قيادات في هذا المجلس ومن وجود نيه لتشكيل مجلس عسكري وأمني.. وهي ملاحظات بينت المخاوف من توسيع مهام المجلس ليشمل مهام الحكومه والسلطات المحلية والتي تخضع لادارة رئيس الجمهورية ممثل الشرعية المعترف بها اقليميا ودوليا.. أن الاعلان عن الكيان السياسي الجنوبي  في الوقت الذي  يشكل من حيث المبدأ تحول إيجابي لصالح القضية الجنوبية ألا انه أيضا ﻻ بد من مراعاة توفير ضمانات نجاحه واستمراه ليقوم بدوره والمهام المناطة به .. وهنا  تبرز الحاجة والاهمية إلى توسيع  الحوار المجتمعي بين  مختلف مكونات المجتمع الجنوبي من خلال آلية العمل الديمقراطي والقبول واستيعاب تعدد الآراء  والافكار التي تستهدف تطويره وبما يمكن من القبول والتعامل معه بإحترام على مستوى الداخل الحنوبي ومع الشرعية ممثلة بالأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ومع الشركاء في التحالف العربي الذي تقوده المملكه  العربية السعودية والدور البارز إيجابيا في هذا التحالف ممثلا ب دولة الامارات العربية المتحدة .. كما اننا أرى كذلك أن يهتم هذا الكيان اضافة إلى أهمية توصيل آرائه حول القضية الجنوبية للمجتمع الاقليمي والدولي وضمان دعمهم لحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم  فبالإضافة إلى أهمية  أن يكون هذا الكيان الجنوبي جاهزا ومستعدا للتعامل مع هذا الاستحقاق الهام.. فإن عليه ايضا الاهتمام بقضايا المواطنين الجنوبيين ومعاناتهم التي تشمل كل ما يتعلق بحقوقهم الحياتية اﻻنسانية ..  وكذا مكافحه الفساد داخل المجتمع وبالتركيز  في الحرب على الفساد داخل رموز الحكم والسلطة وفي المجمتع بحيث يتم ذلك ضمن برنامج لهيئات هذا الكيان السياسي الجنوبي لمراقبة عمل الحكومه والسلطات المحلية في المحافظات الجنوبية وبالذات مايتعلق - كما اشرت - بحقوق الجنوبيين الحياتية والمعيشية والصحية والأمنية وإعادة الأعمار وتوفير كل الخدمات العامة الضرورية .. ومراقبة الانفاق والايرادات للمؤسسات الحكومية ، وضمان توظيف كل الايرادات لصالح توفير مايحتاجه المواطنين والمدرجة ضمن حقوقهم اﻻنسانية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية  في مختلف مناطق الجنوب .. أضافة إلى دور هذا الكيان السياسي وتشكيلاته المختلفة في دعم خطط وبرامج التحالف والاسهام في خطط إفشال الانقلاب وعوده الشرعية. واجد نفسي هنا مستطردا لما تناولته في مقالتي هذه مطالبا الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي بإعادة النظر في وضع الحكومة وتقييم ادائها والوقوف أمام الفساد الذي يتخلل عملها ونشاطها والعمل على تصحيح الاخطاء التي أرتكبت والفساد الذي انتشر فيها .. واعادة النظر في كل التعينات التي تتعارض مع القوانين وبعيد عن معايير الكفاءة والنزاهة واستغلال الوظيفة العامة بمخالفة القوانيين وبالذات في التعينات التي تمت في مختلف مواقع الحكومة المدنية والدبلوماسية .. فهذا الفساد وهذه الاخطاء وهذا القصور في تحمل المسؤولية شكل التراكم الذي بسببه برز الغضب العام في الجنوب.. فنحن في مرحلة حرب  ولسنا في حاجة إلى هذه الحكومه الموسعه والقيادات الكثيرة التي لاتقوم بأي عمل مفيد والسفارات الكثيرة وكادرها الموسع الذي أستهدف ابناء واقارب المسؤولين !!. على حساب توفير حاجيات المواطنين الحياتية والضرورية.. وهنا أود التأكيد أيضا على بعض الملاحظات التي أجدها مهمة وضرورية لضمان تحصين  هذا الكيان السياسي وبما يمكنه  من أداء دوره ومهامه واهدافه وتجاوز التحديات التي ستواجهه وهي : 1- لابد أن يكون هذا الكيان جنوبي  بعيد عن كل اﻻمراض الحزبية والمناطقية والعنصرية والعشائرية...ومستوعبا لتمثيل قوى التغيير والديمقراطية وحق تقرير المصير..  وبالذات الشباب والشابات والنساء ومنظمات المجتمع المدني ومستوعبا لكل شرائح وفئات ومكونات المجتمع الجنوبي.. لضمان أن يكون إطاراً تمثيلية لكل الجنوبيين  بعيدا عن أي تفكير أو نظرة اقصائية لمجرد الخلاف في الرأي. . 2- الكيان السياسي  يجب أن يكون إطارا ديمقراطيا يستوعب الجدل والحوار مع كل الأفكار والآراء  المتعلقة بالقضية الجنوبية والأخذ بمبدا  التوافق  والقواسم المشتركة في صنع القرارات والرؤى والافكار والمواقف  داخل مختلف حلقات وهيئات هذا التكتل السياسي ...دون محاولة  التسيد  ﻻي فكر او موقف  او رؤى .. والله الموفق.. *رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الانسان