آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:40 ص

كتابات واقلام


خلود في وجدان الوطن !

الثلاثاء - 28 فبراير 2017 - الساعة 07:06 م

علي منصور
بقلم: علي منصور - ارشيف الكاتب


{{ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه , فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر, وما بدلوا تبديلا }} صدق الله العظيم. ببالغ الحزن والاسى تلقينا نبأ استشهاد الاخ الحميم والصديق العزيز والقائد المخضرم المناضل الوطني الكبير اللواء الركن/ أحمد سيف محسن المحرمي نائب رئيس هيئة الأركان العامة قائد عملية الرمح الذهبي الذي استشهد فجر اليوم الاربعاء (22 فبراير 2017) وهو يؤدي واجبه الوطني في مواقع الشرف والفداء بين جنوده البواسل ورفاقه المناضلين في منطقة باب المندب " المخا " اثر صاروخ "بالستي" اطلقته المليشيات الانقلابية على مقر اقامته عند الفجر ما اودى بحياته وعدد من مرافقيه الابطال .. والذي برحيله فقد الوطن والشعب قائدا بارزا من قادته الاوفياء والمخلصين .. ورجلا بمعنى الكلمة من رجاله الاخيار، وافتقدته رفيقا مناضلا واخا حميما وصديقا وفيا وانسانا نبيلا لا يعوض رحيله وفقدانه بثمن. فشهيدنا الكبير اللواء الركن/ أحمد سيف محسن المحرمي , يعد أحد أبرز القادة المتميزين الذين يمثلون زبدة الإرث النضالي في تاريخ الحركة الوطنية الجنوبية ممن اختبرتهم ساحات النضال الوطني , وتقدموا الصفوف الأولى وكانوا وسيظلون طليعة نضال شعبنا وكفاحه الوطني الطويل , من اجل الحرية والاستقلال , واستحقوا عن جداره أن ينالوا قدرا كبيرا من التقدير والاحترام والعرفان بالجميل , وواحدا ممن قدموا ولم يأخذوا .. وأعطوا ولم يمنوا , ممن ستظل عطاءاتهم المثمرة وتضحياتهم الجسورة , خالدة في ضمير الأمة ووجدان الوطن. اللواء الركن/ أحمد سيف محسن المحرمي منذ التحاقه بالمؤسسة العسكرية "القوات المسلحة الجنوبية" وارتباطه السياسي والتنظيمي المبكر بالحركة الوطنية التحررية , مرورا بتدرجه القيادي في القوات المسلحة الذي يعد أحد ابرز مؤسسيها المبدعين , وتبوأ أعلى المراتب القيادية فيها بكل كفاءة واقتدار, نتيجة لدوره النضالي والوطني , ولما يمتلكه من مؤهلات أكاديمية عالية , وخبرات مهنية وعلمية وعملية متعددة , شغل الكثير من المواقع القيادية الرفيعة , منذ فجر الاستقلال الوطني في الـ(30 نوفمبر 1967م) وحتى استشهاده , كان أخرها توليه منصب نائب رئيس هيئة الأركان العامة وقائد عملية (الرمح الذهبي) الذي قادها بكفاءة واقتدار وخلال مدة (ثلاثة اسابيع) توجها بتحقيق النصر المظفر, بتحرير الساحل الغربي "باب المندب ـ المخا" من هيمنة المليشيات الانقلابية , حتى ظفر بالنصر مرتين , النصر في معركة (الرمح الذهبي) والنصر بنيل الشهادة , لينضم الى قافلة المجد والخلود الى جانب رفاقه من الشهداء القادة البارزين اللواء الركن سالم علي قطن واللواء الركن علي ناصر هادي واللواء الركن جعفر محمد سعد وغيرهم من كوكبة الشهداء الابرار رحمهم الله الف رحمة ورحمه. ربطتني بالشهيد علاقة أخوية وعملية حميمة , لمست فيه قوة الثقة بالنفس , والثقة بمرؤوسيه , واحترامه للأخرين كاحترامه لنفسه , كان يحمل مشروع وطن ومصير أمه .. كان صاحب خارطة طريق , أعدها بعناية واخلاص , لأعاده بناء المؤسسات العسكرية الرسمية , على أسس وطنية وعلمية حديثة , بعيدا عن العشوائية والمناطقية والمحسوبية , وكانت توجيهاته لنا صريحة جدا , وعلى يده أرسينا اللبنات ألأولى بتفعيل عمل دائرة التوجيه المعنوي من عدن وإصدار صحيفة الجيش الوطني في (1 يناير 2017م) وهو شخصيا من اسند الي مهمة قيادتها , وأذ نعاهدك يا أبا منيف الغالي والكبير, بأن لن نتراجع عن السير على هدى دربك الكفاحي الطويل , وأن نستمر في اصدار "صحيفة الجيش" التي أسستها ورسمت خطابها الاعلامي بروحك النقية وسنصدرها ونطبعها بحبر دماءك الزكية .. ما حيينا. ومثلما عرفناك كبيرا .. وعشت كبيرا .. رحلت رحيل عملاق .. وكرمك الشعب الجنوبي بعاصفة وطنية كبيرة من الاصطفاف الوطني والاجتماعي , عكستها مراسيم العزاء التي نظمتها جماهيرك ومحبيك ورفاق دربك في الداخل والخارج , وكان أكبرها , مراسيم العزاء التي شهدتها عدن في قصر "الفخامة" على مدى ثلاثة ايام متواصلة , شاركت فيها كل الوان الطيف الجنوبي , كانت عاصفة وطنية كبيرة , ولأن الكبير يبقى كبير. وبهذا المصاب الجلل وباسمي شخصيا وكافة جنود وصف وضباط ومنتسبي دائرة التوجيه المعنوي وصحيفة الجيش , نبعث أحر التعازي القلبية الى نجله المهندس منيف أحمد سيف اليافعي وإخوانه الاعزاء وكافة افراد أسرته الكريمة . سائلين المولى عز وجل ان يتغمد الشهيد بواسع رحمته وغفرانه وإن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون