آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 11:25 ص

ثقافة وأدب


أهمية مادة الرسم في المدارس الموحدة

الخميس - 13 يونيو 2019 - 12:22 م بتوقيت عدن

 أهمية مادة الرسم في المدارس الموحدة

كتب / محمد كليب احمد

كانت التربية الفنية بالمدارس في بداياتها الأولى منذ مرحلة الروضة والمرحلة الابتدائية والإعدادية تسمى (بمادة الرسم) ثم إعطائها مسمى (التربية الفنية) ، كانت مادة أساسية أسوة ببقية المواد الدراسية التي يتلقاها الطالب باعتبارها الأساس لبقية المواد العلمية التي يتلقاها طوال فترة دراسته الأساسية باعتبار أن الكتابة – بحد ذاتها – هي رسم للحروف ، وهذه حقيقة لا جدال فيها .

لكن المؤسف حقاً أن هذه المادة قد أُستهدِفت بشكل مباشر ومتعمد لوأدها وإعدامها من الوجود التعليمي التربوي لمدارسنا منذ أكثر من عشرون عاماً ، وتم تهميشها رويداً رويداً حتى تم التخلص منها بطريقة ممنهجة ومقصودة !

لك أن تتخيل مربية الصفوف الابتدائية – في اليوم الأول لتوزيع الكتب المدرسية – على الطلاب والطالبات ، تقف في مقدمة الفصل وتأمر كلابها بفتح الكتاب صفحة صفحة لشطب أو خدش وتشويه الصور المرسومة في الكتاب المدرسي الذي طبعته الوزارة وبعد أن مرّ على مختلف اللجان التربوية والرقابية للكتاب والمنهج المدرسي وتم إجازته وطبعه لتقديمه للطالب !

حينما تصل إلى إعطاء الأوامر الحاسمة لتشطيب وتشويه الصور المطبوعة في الكتاب بالأقلام السحرية أو تمزيق الصفحات المحتوية على أي صور أو رسومات مطبوعة في الكتاب وتحريمها تحريماً مطلقاً في كتاب طلاب تلك المربية أو ذاك المربي للصف واتخاذ العقوبات للطالب المخالف ..

حينما تصل الأمور لهذا الحال داخل الفصل الدراسي التربوي والتعليمي فالأمر هنا : إجازة مقنـّعـَة للمغزى الخبيث الخفي وراء هذا الإجراء .

ومنذ نعومة أظافر هذا الطفل والطالب وهو يتلقى هذا النهج وهذه التربية في مدارس التربية والتعليم نهاراً جهاراً فأن ذلك يعني غرس كراهية الرسم في عقله الباطن حتى يصل لدرجة التحريم وتكفير المهتمين أو المتعاملين به أو حتى مجرد الالتفات أو التفكير فيه ، فتلك جريمة عاقبتها وخيمة في الدين والدنيا والآخرة !

حتى انتهت مادة التربية الفنية والرسم من مدارسنا ومن عقول وتفكير طلابنا ومجتمعنا بشكل كامل ونهائي كقرار جهنمي لا يمكن المساس به أو التراجع عنه ..

كيف لهذا الطالب أن يرسم خارطة وطنه أو الوسائل التعليمية لأجهزة جسم الإنسان أو بقية نواحي العلوم والمواد التعليمية التي تعتمد على الرسم كوسيلة توضيحية للمواد الدراسية التي يتلقاها ؟

فأصبح التعليم لدينا هو عبارة عن حفظ أعمى لنصوص وسطور وطلاسم مكتوبة نَصاً لا يعرف الطالب معناها أو فك رموزها .. والدرجات التي يحصل عليها نهاية العام ما هي إلاّ نتيجة رقمية لدرجة الحفظ الأعمى الذي يتخرج بعده الطالب لا يفهم مما درسه شيئاً ، بل ويتلاشى مجرد إفراغه على ورقة الامتحان .

ان مثل هذه الهموم – والتي يخشى رجالات التربية – البوح بها أو طرحها أو مناقشتها حتى لا يتم إدراجهم في قائمة الكفر والإلحاد بالمنهج التعليمي الوهمي الذي تـُطبع منه ملايين النسخ سنوياً ليتعرض للخدش والشطب والتمزيق لكل جزء من صفحاته احتوى على مثل تلك الرسومات . إذن لماذا تقحمون تلك الصور والرسومات الإيضاحية للدروس وأجزتوها عند طباعة الكتب المدرسية ياوزارة التربية والتعليم ؟

فهل يمكن إعادة النظر – وبشكل جاد ومسئول – لوضع وحال مادة الرسم في مدارسنا ومناهجنا التعليمية حرصاً على مستقبل الأجيال ؟ والدور الحيوي الهام للمرحلة التربوية التعليمية الأساسية ، وهذه المادة الأساسية بالذات ؟