آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 09:21 ص

ثقافة وأدب


الإعلامي الرائد أحمد عمر بن سلمان ودوره المتميز في إذاعة عدن(١)

الخميس - 18 أبريل 2019 - 10:47 م بتوقيت عدن

الإعلامي الرائد أحمد عمر بن سلمان ودوره المتميز في إذاعة عدن(١)

أ.د.علي صالح الخلاقي:

تنشر "عدن تايم" ابتداء من اليوم ورقة بحثية التي قدمها أ.د.علي صالح الخلاقي الى المؤتمر الثاني الذي عقد الخميس 18 ابريل 2019.. وفيما يلي نص الورقة واستهلالة مقدمها..كما نعد بنشر بقية الاوراق المقدمة الى المؤتمر تباعا لاهميتها.

أقدم هنا يوميا على حلقات لمحبي الاستاذ العالم والانسان والرائد الاعلامي المتميز احمد عمر بن سلمان ما كتبته عنه في ورقتي البحثية الى المؤتمر العلمي الذي عقد اليوم بعنوان "دور الحضارم في عدن عبر التاريخ" الذي نظمه مركز عدن للدراسات والبحوث التاريخية والنشر واختتم اعماله اليوم بنجاح كبير.


توطئة:
اعتدنا أن نحتفي برموزنا المتميزة ونجومنا المتألقة في سماء الإبداع والعطاء المثمر بعد رحيلهم ..فبمجرد أن يتوفاهم الله ويغيبون عنا، حتى نقوم بتذكُّر وتعداد مناقبهم ونسهب في مدح صفاتهم وسرد قائمة انجازاتهم والتغنى بمآثرهم..ومن النادر جداً أن احتفينا بهامة من هاماتنا الوطنية وهو ما يزال حيا يعيش بين ظهرانينا، ويشعر ويحس بفرحة الاحتفاء به وتقديره وتكريمه.
لهذا أردت كسر هذه القاعدة الرتيبة..وقررت اختيار موضوع مشاركتي عن شخصية فذة، ورائد من رواد الإعلام البارزين في بلادنا، وصاحب مشوار إذاعي متميز إعداداً وترجمة وتقديماً وصوتاً..أنه الإعلامي المخضرم، عُمدة مذيعي إذاعة عدن، دون منافس، الأستاذ العالم والإنسان، أحمد عمر بن سلمان، متعه الله بالصحة والعافية. فهو من الرعيل الأول الذين التحقوا بإذاعة عدن الرائدة في الجزيرة العربية، وكان رائدا من رواد البرامج الإذاعية، واشتهر بشكل خاص ببرنامجه ذائع الصيت(العلم والإنسان) الذي يعده ويقدمه دون انقطاع منذ عام 1965م وجعل منه صاحب مدرسة خاصة ومميزة في هذا الحقل، ثم برنامج(كلمتين اثنين)..وقيل فيه من المدح والثناء الكثير.

الميلاد والنشأة:
___________
ولد أحمد عمر أحمد بن سلمان في سنة 1930م، في مسقط رأسه ومرتع صباه مدينة غيل باوزير، إحدى أهم حواضر حضرموت الساحل، وهي لا تبعد كثيراً عن حاضرة حضرموت المكلا، وتجاور مدينة وميناء الشحر الشهير، كما أنها رباط علم مثلها مثل مدينة تريم، والحياة الاجتماعية، فهي نموذج مصغر لبانوراما حضرموت آنذاك من عادات وتقاليد ومن موروث قديم، تختلط فيها مراحل الحضارة الحضرمية، ويعيش أهلها وسط الأسرة الممتدة حيث يسود التكافل الاجتماعي، وينزع المجتمع نحو السلم والمدنية، ومعرفة التعليم الذي لم يكن متاحاً في جميع حواضر حضرموت، ناهيك عن ريفه حتى منتصف القرن العشرين.
نشأ الطفل أحمد يتيم الأم، إذ فقد والدته صغيراً، فافتقد مبكراً لحنانها وأمومتها، وتكفل به والده الذي كان يعمل مزارعاً في أرضه الموروثة عن أسلافه، فأحسن تنشئته وتربيته والاهتمام به. ولأن الطفل أحمد هو وحيد أبيه من الأولاد بالإضافة إلى أختين، فقد بدأ الحياة مبكراً بمعية والده، يساعده في الأعمال الصغيرة في زراعة الأرض لكسب رزق الأسرة، أو يكلفه بإحضار الطعام لوالده من البيت إلى المزرعة. وما زال يتذكر كل شيء عن تلك المرحلة التي لم تبارح مخيلته ومرآة عقله:� كنت أحياناَ أحمل الغذاء لأبي في المزرعة.. حيناً أسير على قدمي.. وحيناً على ظهر الحمار.. كنت أسعد كثيراً لذلك�.

يتبع غدا..