آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 10:17 م

اخبار وتقارير


#الحـوثيون بانتظار تصنيفهم على لائحة الإرهاب (تقرير خاص)

الأحد - 14 أبريل 2019 - 07:02 م بتوقيت عدن

#الحـوثيون بانتظار تصنيفهم على لائحة الإرهاب (تقرير خاص)

عدن تايم/ وضاح الأحمدي

مما لاشك فيه ان اعلان الولايات الأميركية، الاثنين الماضي، ادراج الحرس الثوري الايراني على لائحة المنظمات الإرهابية في العالم، يسهم وبشكل مباشر في اضعاف الميليشيات الانقلابية الحوثية، باعتبارها احدى أذرع ايران في المنطقة العربية التي تسعى من خلالها لتحقيق مشروعها التوسعي " امبراطورية فارس" والتي ترى في اليمن مكانا مناسبا لخوض حربها ضد المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، اضافة الى استهداف خطوط الملاحة الدولية عبر مضيق باب المندب، بغية التأثير على القرارات والضغوط الدولية تجاه ايران وتغيير موازين القوى في المنطقة لصالحها، رغم ان البعض يرى ان القرار يشكل ضربة معنوية غير كافية للقضاء على الميليشيات الحوثية التي باتت تعتمد وبشكل كبير على عائدات وموارد الدولة اليمنية التي استولت عليها منذ انقلابها على الحكومة الشرعية في العام ٢٠١٥، اضافة الى نشاطها الكبير في تهريب النفط والسلاح والمخدرات عبر قنوات سرية بمساعدة قوى محلية واقليمية.

ورغم ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد اعتبر في تصريحات صحفية، أن الحرس الثوري، يشارك بفاعلية في تمويل ودعم الإرهاب والترويج باعتباره أداة من أدوات الدولة الإيرانية، لتفكيك الدول والاستيلاء عليها، ما يعني ان ادراج الحرس الثوري بوصفه القوة الاقتصادية والتجارية لإيران وليس السياسية والعسكرية فحسب، الا ان تأثير هذا القرار مرتبط وبشكل مباشر بمدى التزام الادارة الاميركية بتنفيذ وتطبيق ما يترتب عليه من الناحية القانونية والسياسية والعسكرية.

ويعتبر الحرس الثوري هو القوة الضاربة للنظام الايراني عسكريا واقتصاديا اذ يسيطر على ثلثي الاقتصاد الايراني بحسب دراسات دولية، كما ان مهامه الأساسية تتركز في حماية النظام القائم محليا، وتصدير الثورة الايرانية دوليا، ويتضح ذلك جليا من خلال اعتراف ايران ذاتها بان الحرس الثوري يشرف وبشكل مباشر على كافة الحركات الطائفية التابعة لايران في المنطقة العربية، منها حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق والميليشيات الحوثية في اليمن، ويعمل على تمويلها وتسليحها لتنفيذ خطط إيران القائمة على هدم مفهوم الدولة المستقلة وانشاء محميات طائفية تابعة لها تقوم بإدارة شؤونها بما ينسجم مع مشروع تصدير الثورة الإيرانية الى هذه البلدان.

ولأن الحرس الثوري هو الجهة التي انيطت به عملية الاشراف على تنفيذ ذلك المخطط فقد حظيت تلك المؤسسة العقائدية باهتمام ورعاية المرشد الاعلى واشرافه المباشرة، الامر الذي جعلها قادرة على الاستحواذ على الجزء الأكبر من ايرادات الاقتصاد الإيراني ووضعها في خدمة مشاريع التوسع والهيمنة في المنطقة.

ارتباط وثيق :

ويرتبط الحرس الثوري الايراني بالميليشيات الانقلابية الحوثية ارتباطا وثيقا، بحسب اعترافات النظام الايراني نفسه، اذ اكد ذلك نائب القائد العام للحرس الثوري، العميد حسين سلامي، في نوفمبر من العام المنصرم، مشيرا الى ان ذلك الارتباط يأتي في إطار "الأخوة والوحدة" على حد تعبيره، فيما اكدت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، اضافة الى دول عربية وعالمية ان الحرس الثوري الايراني يتولى مهام تسليح الميليشيات الحوثية وتدريب عناصرها وتهريب الاسلحة والنفط اليها وتزويدها بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة عن بعد والتخطيط الحربي لها ودمجها ضمن شبكته الواسعة العاملة في مجال تهريب النفط والمخدرات، ومدها بالاموال عبر شركات بنكية ومصرفية وهمية وضمها الى شركات غسيل اموال عالمية خاصة به، الامر الذي يمكن الميليشيات الحوثية من الحصول على عائدات مالية ضخمة، تساعدها على مواصلة انقلابها على الدولة اليمنية ومواجهة قواتها العسكرية والاستمرار في تمردها على القرارات الدولية الداعية الى وقف الحرب في البلاد التي دخلت عامها الخامس مخلفة دمارا هائلا في البنى التحتية وحالة انسانية متردية للغاية، وانهاء الانقلاب والعودة الى المسار السياسي الذي قائما قبل الانقلاب الممتد منذ ٢١ سبتمبر عام ٢٠١٤.

اهمية القرار :

ومن المؤكد ان القرار الاميركي بشأن الحرس الثوري الايراني، - حال تم تنفيذه - سيعمل على اضعاف الميليشيات الانقلابية الحوثية ويساهم بشكل كبير في ترجيح كفة الحكومة الشرعية التي تخوض حربا شرسة ضد الميليشيات بغية استعادة بسط نفوذها على البلاد، وكما سيجبر الميليشيات على الامتثال لقرارات مجلس الامن الدولي وأهمها القرار رقم ٢٢١٦ القاضي بتسليم السلاح ومؤسسات الدولة والانسحاب من المدن والعودة الى العملية السياسية، ذلك ان تصنيف الحرس الثوري ارهابيا، يعني منع التعاملات التجارية والاقتصادية الإقليمية والدولية مع ايران، كجزء من الضغوطات التي تنفذها الادارة الاميركية عليها لتجفيف المنابع الايرادية للحرس الثوري، ومنع التدخلات الايرانية في شؤون الدول المجاورة اولا، وكذا منع وصول ما تبقى منها الى الميليشيات الايرانية في المنطقة العربية والتي تعتمد عليها بشكل كبير في حروبها، كما هو الحال مع الميليشيات الانقلابية الحوثية، فيما يرى متابعين انه خطوة ايجابية تعجل بتنفيذ مطالب الحكومة اليمنية للمجتمع الدولي بسرعة ادراج الميليشيات الحوثية ضمن قوائم الارهاب العالمي.

مطالبات بتصنيف الحوثيين :

واوضح وكيل وزارة الإعلام اليمنية، الدكتور نجيب غلّاب، إن قرار الإدارة الأمريكية اعتبار الحرس الثوري منظمة ارهابية قرار مهم باركته الحكومة اليمنية، لكنه ابدى تخوفه من تصعيد قادم وزيادة في وتيرة السلوك الاجرامي للحوثيين، معتبرا ان الإيرانيين يستخدمون اذرعهم الخارجية في مثل هذه المهام ،" فكلما ازدادت الضغوطات الدولية على طهران ازدادت تحركات جماعتها في الخارج لاستخدامهم اوراق ضغط على المجتمع الدولي وتحقيق مكاسب لصالحها".

واكد على ضرورة تصنيف المليشيات الحوثية وحزب الله وكل أذرع طهران في الخارج منظمات ارهابية وعدم الإكتفاء بتصنيف الحرس الثوري فقط لأن ذلك سيحد من قوة الحرس الثوري ذاته وستقطع يده التي امتدت إلى أكثر من دولة- حد قوله.

وكانت الحكومة اليمنية قد طالبت في وقت سابق، مجلس الأمن الدولي بتصنيف الميليشيات الحوثية كجماعة إرهابية، مشيرة ان الميليشيات ترتكب جرائم حرب بحق المدنيين وتهدد السلام الدولي والاقليمي عبر استهداف الملاحة الدولية في باب المندب، متهمة ايران بالوقوف خلفها ودعمها.

الحوثيين على خطى داعش:

ويرى متابعين ان الميليشيات الحوثية تسير على خطى تنظيمي داعش في تنفيذ اعماله الارهابية، وتتخذ نفس أساليبه الاجرامية في قتل الخصوم واذلالهم وإشاعة الرعب في الاوساط المدنية وتنفيذ العمليات الانتحارية وتفجير المباني، والاعتماد على الفبركات الإعلامية، فضلا عن العمل وفقا للجريمة المقدسة، الامر الذي يؤكد على ضرورة اسراع المجتمع الدولي بتصنيفها كجماعة ارهابية ووضعها في مواجهة كل الإجراءات القانونية المترتبة على ذلك.