آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 11:32 م

اخبار عدن


تقرير خاص- تورط قوات الأحمر بالتهريب للحوثيين عبر المنفذ الشرقي

الأحد - 24 مارس 2019 - 07:29 م بتوقيت عدن

تقرير خاص- تورط قوات الأحمر بالتهريب للحوثيين عبر المنفذ الشرقي

عدن تايم/ فتاح المحرمي

أتت أحداث المهرة الأخيرة والتي تبدوا في ظاهرها سياسية ، وتقف خلفها دول مناهضة للتحالف ، لتكشف عن أن حقيقة الصراع هي حول تصدي التحالف والسلطات الأمنية لعمليات التهريب للأسلحة والمخدرات ، وهو ما أثار حفيظة بعض الأطراف الداخلية والخارجية لتحرف الأحداث عن مسارها.

خطوط التهريب التي تأتي من خارج المهرة ، كانت ولا زالت ترتبط بحزام عسكري يحميها ويسهل طريقها من المنافذ البرية والبحرية إلى الداخل ، وقد كشفت النجاحات الأمنية مؤخراً في المهرة عن وجود خط تهريب لاخطبوط التهريب علي محسن الأحمر ، والمحمي بمعاقله العسكرية المنتشرة من المهرة إلى مأرب.

وتفتح (عدن تايم) ملف التهريب في محافظة المهرة ، وتحديداً خط الاخطبوط الأحمر ، ونقاط انطلاقه ومحطات مروره ، وارتباطه في مد القاعدة والحوثيين بالأسلحة ومحاولات إغراق الجنوب بالمخدرات ، وكيف يرى مراقبون عسكريون إمكانية تقطيع أوصال هذا الشريان الأحمر.

منافذ التهريب

وينطلق خط الأحمر للتهريب من محافظة المهرة ، عبر نقطتين داخل المحافظة والمتمثلة في منفذ (شحن) البري ، والذي تتواجد فيه قوات تابعة للمنطقة العسكرية الأولى ، وهو مخصصة لتهريب الأسلحة والمعدات والخبراء من عمان عبر المنفذ ، إلى داخل المهرة.
والنقطة الثانية هي ميناء (الغيظة) لتهريب الأسلحة والأموال للحوثيين عبر قوارب صيد صغيرة ،بمشاركة عصابات تهريب إلى جانب قيادات عسكرية موالية للأحمر.



خط الاخطبوط الأحمر للتهريب



وادي حضرموت الذي تتواجد فيه عدد من الالوية التابعة للمنطقة العسكرية الأولى الموالية لحزب الإصلاح (إخوان اليمن) وتتلقى أوامرها من زعيم الجناح العسكري للإخوان علي محسن الأحمر .. يعتبر هذا الوادي محطة التهريب الثانية بعد المهرة ، سيما وهو يشكل معقل إخوان اليمن بتواجد حوالي 6إلوية عسكرية تابعة لهم.

وتعمل قيادات عسكرية وعناصر إخوانية على لعب دور الوسيط الذي تصل إليه المهربات ومن ثم يقوم بتوصيلها إلى الجهات المشبوهة القاعدة والحوثي ، بالتعاون مع العصابات التي تعمل لصالحها.

ويمتد خط التهريب من وادي حضرموت عبر محور مديريات بيحان بمحافظة شبوة ، الذي تتواجد فيه قوات الأحمر والتابعة عسكريا للمنطقة الثالثة ، حيث تعتبر بيحان همزة وصل بين وادي حضرموت ومحافظة مأرب معقل إخوان اليمن.

ومن مأرب يبدأ اخطبوط التهريب الأحمر عمليات مد الحوثيين بالأسلحة والذخائر ، والطائرات المسيرة ، وكذا مد خطوط تهريب باتجاه الجنوب ، وفيها يتم التركيز على غزوها عن طريق آفة المخدرات.





نجاحات أمنية





عمليات أمنية وعسكرية في محافظة المهرة مدعومة من التحالف العربي نفذت خلال الأشهر الماضية ، وتم فيها ضبط أسلحة مختلفة وطائرات مسيرة ومخدرات ، أكدت أن المحافظ كانت مركز تهريب ، وترصد (عدن تايم) ، عدد من أبرز عمليات ضبط المهربات من أسلحة مختلفة ومخدرات.

أحدث عملية أمنية كانت في العاشر من مارس الجاري ، حيث تمكنت قوات أمنية في المهرة وبدعم من قوات التحالف العربي من إلقاء القبض على شاحنة يقودها مواطن يحمل الجنسية العمانية وكانت مرسلة الى زعيم التهريب الشيخ القبلي علي سالم الحريزي ، وتحتوي الشحنة المصادرة على مايقارب من 3000 الف حشوة "صواعق" خاص بالهاون حسب الإفادة من مصدر رسمي.

وفي فبراير الماضي ضبطت كمية من الأسلحة بمحافظة المهرة كانت في طريقها إلى أحد القيادات القبلية التي تربطها صلة وثيقة بالدوحة ، وتمكنت قوات الأمن اليمنية من ضبط ثلاث مركبات رباعية الدفع محملة بأسلحة متعددة من بينها بنادق كلاشنيكوف وقاذفات "آر.بي.جي".

وسبق أن تمكنت السلطات الأمنية اليمنية في محافظتي الجوف ومأرب خلال السنوات الماضية من ضبط كميات كبيرة من الأسلحة ومعدات الاتصالات وأجزاء الطائرات المسيرة، كانت قادمة من محافظة المهرة في طريقها إلى الميليشيات الحوثية.









تورط قوات الأحمر بالتهريب





وكشفت عمليات الضبط وافشال عمليات التهريب ، وما تضمنته من تحقيقات عن أن تلك الشحنات كانت في طريقها إلى وادي حضرموت وتحديداً مكان تواجد قوات الأحمر في الوادي.

ويأتي ما كشف عنه ليؤكد ارتباط عصابات التهريب بقوى خارجية وأدوات محلية محسوبة على إخوان اليمن وجناحهم العسكري الذي يوفر حماية لعصابات التهريب ، بل هو تأكيد أيضاً على تورط قوات الأحمر في عمليات التهريب.

كما كشفت التحقيقات والمصادر الأمنية أن وكيل محافظة المهرة السابق علي الحريزي ، وهو أحد أقطاب تهريب السلاح والمخدرات ، يرتبط ارتباط وثيق بقطر إلى جانب عمان خارجياً ، وهو ما يؤكد ارتباطه باخوان اليمن اللذين هم حلفاء قطر في الداخل اليمني.





تحالف الإخوان ومهربي السلاح والمخدرات بالمهرة







وفي ذات السياق أوضح الأكاديمي د.حسين لقور أن معلومات وصلته أكدت له علاقة حزب الإصلاح (إخوان اليمن) بتجار المخدرات ومهربي السلاح في المهرة ، وقال ان المعلومات التي وصلت له من المهرة أكدت أن تحالف حزب الإصلاح (الإخوان) وضع يده في يد تجار ومهربي السلاح للحوثي، مضيفاً : خلال تعليقه على أحداث المهرة الأخيرة ، كما كشفت المعلومات علاقة حزب الإصلاح بمهربي المخدرات من وإلى دول المنطقة ، عبر المهرة.

وقال د.لقور : هذا ليس بغريب على الإخوان فهم عبر تاريخهم لا يتورعون عن فعل اي شيء يحقق لهم إضعاف الدول الوطنية لكي يستأثروا بها خدمة لمشروعهم العابر للحدود.



سيئون ممر عبور



وتلعب قوات المنطقة العسكرية الاولى في وادي حضرموت دور الوسيط الذي يستقبل المهربات القادمة من كبار المهربين بمحافظة المهرة ، ومن ثم يتم ايصالها إلى عدة أطراف بينها مليشيات الحوثي وعناصر القاعدة ، حسب تأكيدات محلية وعسكرية.

وتقول المصادر انه عقب إستقبال تلك المهربات من الأسلحة ، تتولى عناصر عسكرية من منتسبي المنطقة العسكرية الأولى مسؤولية ايصال الأسلحة بكافة أنواعها والمتفجرات للعناصر الارهابية ، بالإضافة لخط امداد لمليشيات الحوثي عبر ايصالها اليهم بواسطة قواتهم المنتشرة في بيحان بشبوة وصولاً إلى مأرب ومن ثم المحافظة المجاورة.

وكذلك الحال فيما يخص تهريب المخدرات عبر العناصر العسكرية والعصابات التي تعمل لصالحها ، وفيها تركز على إغراق الجنوب بالمخدرات ، حيث أن معظم الكميات المضبوطة على مداخل العاصمة عدن كشفت التحقيقات أنها كانت قادمة من المهرة.







ملايين الدولارات تكسبها الأحمر من التهريب





يؤكد مراقبون سياسيون على أن كميات الأسلحة التي أفشلت عمليات تهريبها مؤخراً بمحافظة المهرة ، وكذلك تهريب المخدرات التي وصلت إلى الأطنان ، تثبت وجود نشاط كبير ورواج لعمليات التهريب ، وعوائد مالية كبيرة والا لما خاطرة تلك العصابات في هذا النشاط المشبوه.

وقالوا أن العائدات المالية التي يكسبها اخطبوط التهريب الأحمر وعبر خطه الممتد من المهرة إلى مأرب ، تصل إلى ملايين الدولارات شهرياً في حدها الأدنى ، ويستخدمها في دعم وتقوية نفوذه وتحصين معاقله العسكرية التي تحمي خط التهريب.



قطع شريان التهريب الأحمر





النجاحات الأمنية الأخيرة في المهرة ، ربما تكون قد حدت واوقفت بعض خطوط الامداد بالأسلحة والتهريب المتجهة من المهرة الى وادي حضرموت.

إلى أن عصابات تهريب وقوات الأحمر العسكرية لا تزال تحمي خطوط التهريب ، وتلجأ إلى نقاط تهريب فرعية وطرق صحراوية لتمرير تجارتها المشبوهة التي تدر عليها ملايين الدولارات.

ويرى مراقبون عسكريون إن خط الاخطبوط الأحمر للتهريب ، لن يسقط في ظل تواجد معاقل الأحمر العسكرية على طول الخط من المهرة وصولاً إلى مأرب ، وسيستمر في التهريب ومد القاعدة والحوثيين بالأسلحة ويتاجر بالمخدرات.

وشددوا على ان الحل لهذا الوضع المعقد يتطلب تقليم أظافر هذه المعاقل وتقطيع أوصالها ، واولها قد يكون بفصل شبوة عن مأرب عسكرياً ، وتدريب قوات أمنية في المهرة ، ومن ثم الحد من تواجد قواته في وادي حضرموت حتى بسط السيطرة عليها من قوات النخبة الحضرمية ، وبذلك يمكن قطع شريان التهريب الأحمر.



خوف من مستنقع الفوضى



ودشنت اللجنة الرئاسية - المكلفة بالاطلاع على أوضاع محافظة المهرة، برئاسة رئيس هيئة الأركان العامة، الفريق الركن عبدالله سالم النخعي، لقاءاتها مع المحافظ راجح سعيد باكريت ووكلاء المحافظة وأعضاء الهيئة الإدارية للمجلس المحلي ومدراء عموم المديريات، مجمل الأوضاع بالمحافظة والتحديات الأمنية والمقترحات والحلول لحفظ الامن.
وأوضح النخعي، أن مهمة اللجنة الاطلاع عن قرب على طبيعة الأوضاع بالمحافظة خاصة في الجانب الأمني والعسكري والجلوس مع جميع الأطراف بالمحافظة والاستماع لآرائهم وملاحظاتهم ومقترحاتهم سعياً لوضع الحلول المناسبة والخروج بنتائج عملية تنهي الاختلالات الأمنية الحاصلة منعاً لانزلاق المحافظة في مستنقع الفوضى.
وكان وكيل وزارة الداخلية نائب رئيس اللجنة الرئاسية اللواء الركن دكتور أحمد الموساي اطلع خلال زيارته الى إدارة البحث الجنائي، على ماتم ضبطه من اجهزة اتصالات وعملات النقدية مزورة محلية وأجنبية ومخدرات وأسلحة والتي كانت في طريقها الى المليشيا الانقلابية الحوثية المدعومة من ايران.