آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 11:25 ص

اخبار وتقارير


سنة سابعة تنصيب... هل اختلف موقف الجنوبيين تجاه مسرحية انتخابات هادي ؟

الخميس - 21 فبراير 2019 - 01:10 م بتوقيت عدن

سنة سابعة تنصيب... هل اختلف  موقف الجنوبيين تجاه مسرحية انتخابات هادي ؟

عدن تايم - عدن :

الحادي والعشرون من فبراير من العام 2012م، لم يكن يوم انتخاب لرئيس جديد، بقدر ما كان يوماً لترسيخ الإنقلاب على ثورة "الشباب"، بإعادة إنتاج النظام من خلال تنصيب نائب الرئيس ، عبد ربه منصور هادي (1 سبتمبر 1945)، كرئيس توافقي عقب ثورة "التغيير" (2011م)، التي أطاحت، صورياً، بحكم الرئيس الراحل، علي عبد الله صالح.
إنتخابات حدد الجنوبيون موقفهم منها سلفاً، بالرفض والمقاطعة والاحتجاجات الشعبية التي عمت مدينة عدن وسائر المحافظات الجنوبية، التي شهدت أحداثاً دامية، على خلفية قمع النظام للمظاهرات الجماهيرية الممانعة لفرض عملية الإقتراع بالقوة في جنوب البلاد.
مجزرة "يوم الكرامة"
هذا الموقف جدده الجنوبيين في الذكرى الأولى لتنصيب الرئيس هادي العام 2013م، حيث تحولت مدينة عدن إلى ساحة حرب حقيقية استخدمت فيها قوات الجيش والأمن الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع ضد أنصار "الحراك الجنوبي" في منطقتي خور مكسر وكريتر، ما أدى إلى استشهاد خمسة عشر وإصابة نحو 60 آخرين، في ما عُرف بـ"مجزرة يوم الكرامة"، التي وقعت وسط توتر كبير بين المؤيدين والمعارضين للنظام، أثناء محاولة المتظاهرين الجنوبيين للتظاهر في الساحة و منع عناصر حزب "الإصلاح" الذين يرفعون علم دولة الوحدة، من إقامة فعالية احتفالية بالذكرى الأولى لتنصيب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيساً لليمن، قبل أن يُجبروا على مغادرة الساحة ليتجمعوا في ساحة "الشهيد الدرويش" المتاخمة لساحة العروض.
سنة سابعة تنصيب
وفي الذكرى السابعة لتنصيب هادي، لم يختلف موقف الجنوبيين تجاه ذلك الحدث، كثيراً، إلا بالقدر تفرضه متغيرات اللعبة السياسية وظروف وتداعيات الحرب الأخيرة. إذ مازال الجنوبيون يعتبرون تلك الإنتخابات خطيئة سياسية غير شرعية ولا دستورية، لكونها ناتجة من فعل سياسي قسري، تم تسويقه بمنأى عن الإرادة الشعبية المطالبة بتغيير جذري للنظام السياسي في اليمن.
خطيئة يقول الجنوبيون إنها تعمدت تجاهل الرأي العام الجنوبي، بعد أن توافقت عليها أطراف النزاع في اليمن، ممثلة في أحزاب تكتل "اللقاء المشترك" وحزب "المؤتمر الشعبي العام"، عبر بوابة "المبادرة الخليجية"، التي منحت الراحل صالح طوق النجاة بـ"الحصانة السياسية"، مع احتفاظه برئاسة حزب "المؤتمر". ويصف الجنوبيون انتخاب هادي بـ"المسرحية الهزلية"، لكونها غير منطقية ولا تنافسية، إذ طُولب الناخبون بالتوجه حينها إلى مراكز الإقتراع لانتخاب مرشح واحد فقط، وهو الأمر الذي لم يسبق له مثيل في أي انتخابات ديمقراطية حقيقة على مستوى العالم. إنتخابات 2012 لم يسبق لها مثيل على مستوى العالم
هادي... حامد كرزاي
وفي هذا السياق، تشبه الناشطة السياسية الجنوبية، هدى العطاس، انتخابات العام 2012م التي وصل عن طريقها الرئيس هادي إلى سدة الحكم في اليمن، بحدث تنصيب الرئيس الأفغاني، حامد كرزاي، حيث أن كلا الرجلين "مجرد دمى بيد المخرج السياسي؛ الرئيس الأفغاني حامد كرزاي دمية أمريكية تنفذ مخططات الولايات المتحدة في أفغانستان، وها هي أمريكا تصنع نسخة جديدة من كرزاي في صنعاء عبر عبد ربه منصور هادي الذي يعترف، بتبجح فج، أنه هو من يأمر بقتل الجنوبيين بالطائرات الأمريكية من دون طيار! فتباً للقتلة".
بين هادي وترامب
وغير بعيد عن رؤية العطاس، يرى الناشط السياسي، علوي بلفقيه، أن "السبب الذي جعل من هادي وترامب رؤساء، هو السياسة الأمريكية التي تحكم العالم، فانتخاب رئيس جديد لأمريكا ليس إلا تسريعاً لتنفيذ السياسة الأمريكية المتهورة عبر ترامب، الذي لا يتعدى كونه جندياً ينفذ هذه السياسة المدمرة للعالم الإسلامي، والتي جاءت بهادي رئيساً لليمن، لذات الغرض، لينفذ أقوى وأخطر وأقذر المخططات في وقت واحد وبأسرع وقت ممكن، وأحداث اليمن، منذ تعيين هادي، شاهد حي على كارثة تنصيبه رئيساً لليمن".
عيد الجلوس
بدوره، يصف القيادي الجنوبي، أمين صالح محمد، ذلك الحدث والتداعيات المصاحبة له بـ"المفارقات" التي لا يمكن أن تحدث في دولة ديمقراطية؛ فـ"الدول الديمقراطية لا تحتفي بعيد جلوس هذا الشخص أو ذاك، لأن هذا يحدث، فقط، مع الأنظمة الملكية والجمهوريات الديكتاتورية. ولقد كانت عدن، في تلك الفترة، في ساحة حرب حقيقية بين قوات الجيش والأمن وشباب الحراك، بسبب إصرار الإخوان في حزب الإصلاح على إقامة فعالية احتفائية بتنصيب هادي رئيساً".
اليوم المشؤوم
من جهته، يصف الناشط الشبابي، محمد سالم، يوم 21 فبراير بـ"اليوم المشؤوم على الجنوب والجنوبيين". وفي منشور له على صفحته في "فيس بوك"، يقول: "لا نعلم ماذا فعلنا نحن الجنوبيين حتى تتبعنا كل المصائب إلى عدن، بالرغم من أننا لم ننتخب هادي، ولم نكن شركاء في الحوار الذي جرى في الشمال، ولا شركاء في اجتياح الحوثي لصنعاء، ومع كل هذا الانحسار والتجنب لقوى الحراك الجنوبي، إلا أننا أمام أمر واقع، فتداعيات انتخابات 2012م تنسحب على الجنوب وعلى عدن التي تعاني من ويلات وكوارث السياسة والسياسيين".
مسرحية هزلية
من جانبه، يؤكد الناشط الجنوبي، أحمد محمد الردفاني، عدم مشاركة الجنوبيين في عملية انتخاب هادي كرئيس توافقي لليمن. ويضيف، في منشور له على "فيس بوك"، أن "الجميع يعرف بأن لا علاقة لشعب الجنوب بانتخابات العام 2012م التي هدفت إلى تنصيب هادي رئيساً لليمن، فالجنوبيون لم يشاركوا في تلك الإنتخابات، بل رفضوها جملة وتفصيلاً. ففي يوم 21 فبراير، انتفض شعب الجنوب في كل مركز وقرية وحارة، ليعلن للمحتل بكل أصنافه وتقسيماته وأشكاله ويقول لا لانتخابات هادي، بمظاهرات شعبية عارمة رافضة لتلك المسرحية الهزلية" .
المرشح الوحيد
وفي خط مواز، يرى الناشط الجنوبي، سالم باعيس، أن الإنتخابات التي جرت منذ خمس سنوات "لم تكن منطقية ولا دستورية". ويشير باعيس، في منشور له على صفحته في "فيس بوك"، إلى "(أننا) نحن في الجنوب لم ننتخب هادي، لأننا لا نثق في نزاهته ولا وطنيته وولاءاته ولا في قدراته على الاستقلال برأيه في قيادة البلاد بعيداً عن هيمنة وتأثير النظام السابق عليه. لذا فالمشاركة في انتخابات 2012م تعكس نسبة الموافقين على مبادرة الخليج، التي تجاهلت الإرادة الشعبية الجنوبية، وما ترتب على تلك المبادرة من قانون حصانة لصالح ونظامه. ناهيك عن أن الدستور اليمني يحظر إجراء انتخابات بأقل من ثلاثة مرشحين، والمبادرة الخليجية ذاتها جعلت هادي مرشح توافق وليس المرشح الوحيد، فكيف تم التوافق على إجراء انتخابات كمرشح وحيد؟".
- نبيل سعيد ( للعربي )