آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 07:17 م

قضايا


بعد معاناة دامت لشهر: ما هو السر وراء إنعدام الغاز ب#حضـرموت؟

الأربعاء - 28 نوفمبر 2018 - 05:53 م بتوقيت عدن

بعد معاناة دامت لشهر: ما هو السر وراء إنعدام الغاز ب#حضـرموت؟

عدن تايم/اسلام محمد

يحتل الغاز أهمية بالغة في حياة المواطنين في حضرموت ، حيث يعتبر أهم مصدر من مصادر توليد الكهرباء ووسائل النقل والمواصلات وبشكل اساسي في إحتياجات الانسان اليومية.

وحدث في الأونة الاخيرة انعدام شبه كامل للغاز المنزلي في كلا من مديريات ساحل ووادي محافظة حضرموت ، فقد استمرت الأزمة لفترة قاربت الشهر، حيث سادت حالة من الإستياء والإحباط جراء ماحدث من انعدام للغاز في محافظة تعتبر المنتجة للغاز والنفط لجميع انحاء البلاد.

وتأتي هذه الأزمة عقب ارتفاع غير مسبوق لاسعار المشتقات النفطية من بترول وديزل وبعض المشتقات النفطية الاخرى والتي قد تتجاوز أسعارهم ال 8,000 ريال لسعر الدبة 20 لتر .

والمثير للجدل هنا ان محافظة حضرموت هي الوحيدة حاليا التي شهدت أزمة للغاز المنزلي ليكون السؤال ؛ من هو السبب وراء ذلك؟

- الغاز في السوق السوداء:

وصلت أسعار إسطوانات الغاز المنزلي مؤخرا في السوق السوداء بحضرموت إلى 10.000 ريال للدبة الواحدة 20 لتر ، كحادثة تعتبر الاول من نوعها في تاريخ المحافظة.

وأنتشرت الأسواق السوداء منذ بدء ثورة 2011 والحرب الاخيرة التي شنها الحوثيين إلى يومنا هذا،فقد أصبحت ملاذا للفساد واستغلال لحاجة المواطن البسيط عن طريق فرض تسعيرات باهضة الثمن بدون وجه حق ، والذي بدوره قد يكون عبء ثقيل للمواطنين من ذوي الدخل المحدود، والعجيب من ذلك ان ليومنا هذا لا توجد إجراءات حازمة وصارمة من قبل الجهات المختصة لوقف هذا الفساد الذي أصبح متفشي أمام الجميع.

وتحدث بائع الغاز سالم سيف لموقع عدن تايم قائلا : ( أصبحت السوق السوداء مصدر رزق وفير للعديد من تجار الازمات والحروب ، مما أدى إلى تفاقم الوضع اكثر مما هو عليه لوجود مصالح شخصية لبعض الفاسدين المستفيدين من غياب الأمن وسيادة القانون).

وضمن هذا السياق فأن إنعدام الغاز المنزلي تسبب بأن تكون السوق السوداء المصدر والخيار الوحيد لشراء الغاز للمواطن بحضرموت، والإرتفاع الجنوني لسعر إسطوانة الغاز، قد يؤدي إلى اللجوء لإستخدام الطرق القديمة لقضاء حاجتهم اليومية كالحطب والفحم ، والذي قد يكون بحد ذاته وصمة عار لبلد قد يتصدر المراتب الأولى لإنتاج النفط ومشتقاته .

- إهمال الحكومة وموقف السلطة المحلية:

بات موقف الحكومة أمراً واضحاً وجلياً تجاه هذه الأزمة ، وبالرغم من التأكيدات من مصادر حكومية التي تؤكد لعدن تايم بأنه لايوجد حلا جذريا لهذه المعضلة التي أصبحت في مقدمة مشاكل المواطنيين في حضرموت خاصة والبلد بشكل عام.

وتحدث المواطن صلاح باحسين لعدن تايم قائلا (أن المواطنين يوميا يشاهدوا مرور ناقلات الغاز في وقت تعاني فيه المحافظة من شحة الغاز وإنعدامه مما أثار تساؤلات عدة حول مصيرها ووجهتها والتي قد
يدخلنا في (دائرة تهريب الغاز) وبعض التساؤلات الاخرى).

ويبقى السؤال هنا : لماذا لايوجد تحرك حكومي وتدخل عاجل للحد من هذه المشكلة ؟
والذي أصبح المواطن في موقف لتوجيه أصابع الإتهام إلى الحكومة نظرا لعجزها لحل مثل هذه القضية والتي قد تكون في مقدمة عملها ومهامها، حيث أصبحت السلطة المحلية بموقف محرج مع مواطنيها.

اما موقف السلطة المحلية ممثلة بمحافظ محافظة حضرموت اللواء فرج سالمين البحسني ،فقد أصدر قرارات مؤخرا قضت بتتعين خالد سلمان العكبري مديرا جديدا لشركة النفط بساحل حضرموت خلفا لسعيد بن هامل ، حيث أشار محللون سياسون لعدن تايم أن هذه القرارات تأتي جراء الأزمة الأخيرة التي مرت بها المحافظة من إنعدام النفط ومشتقاته ، وفي مقدمتها الغاز.

- مدير شركة الغاز بحضرموت يتحدث عن الازمة:

في حوار حصري جمع بين وسائل الاعلام من ضمنها عدن تايم ومدير شركة الغاز بساحل حضرموت نضال بن هامل قال فيه(أن ازمة إنعدام الغاز في محافظة حضرموت ناتجة عن إصلاحات وترميم لأبار نفطية وغازية التي تكاد تكون شبه منتهية في مصافي صافر بمحافظة مأرب لأجل غير مسمى، حيث تقلص إنتاج الشركة إلى مايقارب النصف من إنتاجها للغاز).

حيث تعتبر شركة صافر النفطية إحدى أهم الشركات المنتجة للغاز الطبيعي في البلاد إلى جانب مصافي عدن وشركة بترومسيلة.

وكشف المدير نضال ايضا قائلا ( وهناك سبب اخر قد يكون المتسبب في الأزمة وهي التقطعات التي تتعرض لها ناقلات النفط والغاز في الطريق بين محافطتي حضرموت ومأرب من قبل عناصر مجهولة ).

- إستياء المواطنين تجاه الأزمة:

تستمر معاناة سكان محافظة حضرموت في محاولتهم للبحث عن الغاز، والذي يكمن في مشاهدة أماكن ومحطات بيع الغاز ومنظر الطوابير وهيئة المواطنين الذي يكاد التعب والإرهاق يظهر عليهم من ضمنهم كبار في السن وأطفال لم تتجاوز أعمارهم العشر سنوات الذي طالهم ذلك بسبب هذا الأزمة التي قد تكون من ابسط الأشياء التي يمكن أن تقدمها الدولة لمواطنيها.

وتحدث الطالب في الثانوية العامة سعيد بامشموس لعدن تايم قائلا(بعض الأحيان قد اضطر إلى ترك دراستي والتغيب عن الدوام الدراسي من أجل الوقوف في الطابور والحصول على الغاز).

ويتحدث أيضا المواطن يوسف باراس لعدن تايم قائلا( أصبحنا كأننا نعيش في العصور القديمة بسبب ما خلفته هذا المشكلة ،فصار من أولويات المواطن أن يجد الطابور الأقل عددا حتى ينجز هذه المهمة بأقل فترة ممكنة من الوقت ).

وإنه لشيء صعب ومحزن رؤية طفل يترك مدرسته ويذهب إلى طابور الغاز ، وانه ايضا لمن الصعب جدا ايضا أن نرى الحطب بجانب كل منزل، ومختلف الوسائل القديمة بالتزامن مع تقدم العالم وتحرره من إستخدام النفط ومشتقاته.

إضافة إلى ذلك ، حيث يعتبر بيع الغاز المنزلي لبعض المواطنين بحضرموت مصدر عيش كريم وجني للأموال التي قد تسد جوعهم وتوفر قوت يومهم في ظل إنقطاع للمعاشات والرواتب، والذي قد يؤدي إنعدامه إلى زيادة المأساة أكثر فأكثر.

واخيرًا فإننا نأمل أن تجد هذه المشكلة مسارا صحيحا لتصل الجهات المختصة لحل نهائي لها ، وبرغم إداركنا من التام وحالة الإحباط التي أصابت المواطنين إلا أن هذه المعضلة من الممكن أن تصل إلى حل إذا تضافرت جهود السلطة المحلية وتكاتف المواطنين ، اما الانتظار لحلول صادرة من جهات عليا فهو أمر اشبه بالمستحيل في ظل انتشار الفاسدين والفساد في الجهات الحكومية بمختلف دوائرها ، ومع هذا وذاك يظل الأمل قائم لإيجاد حلول فورية وجدرية لهذه الازمة ومسلسل المأساة والمعاناة عنهم.