آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 02:07 م

اخبار وتقارير


كيف تذكر سياسيون وأكاديميون جنوبيون يوم 22 مايو /1990م .. وماذا قالوا عن الوحدة (تقرير خاص)

الأربعاء - 23 مايو 2018 - 12:23 ص بتوقيت عدن

كيف تذكر سياسيون وأكاديميون جنوبيون يوم 22 مايو /1990م .. وماذا قالوا عن الوحدة (تقرير خاص)

عدن تايم / فتاح المحرمي


22 مايو 1990م، يوم إعلان الوحدة الاندماجبة بين دولة (جمهورية الجنوب الديمقراطة الشعبية)، التي تمت يمننتها فيما بعد لتصبح (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) "الجنوب"، ودولة اليمن (الجمهورية العربية اليمنية) "الشمال" والذي تصادف ذكراه الثلاثاء.

وعلى الرغم من أن قادة دولة الجنوب حينها ونتيجة للدافعية القومية العربية وشعارتها، التي تم تعبئة الشارع بها، ذهبوا بدولة مؤسسات وثروات وبثلثي الأرض وربع السكان إلى الوحدة، إلى أن هذا التسرع الغير مدروس انعكس سلباً، وتحول هذا اليوم في نظر الجنوبيين إلى يوم مشؤوم، حلموا فيه بوحدة فجلب لهم ما هو أسوأ من احتلال دمر الوطن ونهب الثروات وهدم مستقبل الأجيال.

وبالتزامن مع هذه الذكرى رصد "عدن تايم" أحاديث وآراء نخبة من الأكاديميين والسياسيين الجنوبيين، عن هذا اليوم وماذا يتذكرون فيه.

((ذكرى غدر وخيانة واحتلال دمر الجنوب))

ذكرى مشؤومة عنوانها الغدر والخيانة، مع طرف لا عهد له حولها من شراكة إلى احتلال وجعل شعب الجنوب يعاني الويلات، وكانت بوابة عبور لتدمير الجنوب أرضا وإنسانا، هكذا تذكر أكاديميون جنوبيون، ذكرى يوم إعلان الوحدة اليمنية.

ويقول د.علي صالح الخلاقي : "في ذكرى الوحدة المشؤومة يعض الجنوبيون أصابع الندم ويبتلعون مشاعر الحسرة الشديدة، ولو عرفوا أن حالهم وحال الجنوب سيكون هكذا لامتنعوا حتى عن مجرد التفكير بمثل هذه الوحدة المشؤومة التي عانوا بسببها الويلات وجنوا الدمار والخراب".

وأضاف : "الغدر بالوحدة وبصناعها الحقيقيين من قبل عصابة الغدر والخيانة التي لا عهد لها، سواء في حرب احتلال الجنوب صيف 94م، أو غزوتهم عام  2015م قد قضى على هذا الهدف النبيل وأشبعه موتاً وجعل منها مجرد ذكرى مشؤومة.. لا طعم ولا لون ولا رائحة لها.. بل ولم يعد لها وجود في قلوبهم وفي نفوسهم".

بدوره الأكاديمي الجنوبي د.عبيد البري يتذكر أن الوحدة كانت بوابة دخلها نظام الشمال لتدمير الجنوب، وقال ‏:"وحدة 22 مايو 1990 اليمنية كانت - بالنسبة لمكونات النظام في دولة الشمال - تدميراً لتاريخ دولة الجنوب وثقافة شعبها، وافتراساً لكافة الثروات والمقدرات الوطنية الجنوبية".

((الوحدة ماتت وتسمية "تحقيقها" كذبة روج لها الإعلام اليمني))

ويجمع سياسيون جنوبيون على ان الوحدة ماتت في صيف 1994م، وحديث الإعلام اليمني عن ما أسماه إعادة تحقيق الوحدة اليمنية خلال ال 28عاما يعد أكبر كذبة، فما حدث لم يكن تحقيق للوحدة ولكن إعلان فشل بعد أربعة أعوام.

وفي تعليقه المتزامن مع يوم 22 مايو ذكرى الوحدة اليمنية، اعتبر المحلل السياسي هاني مسهور، ان الوحدة قد ماتت في صيف 94م،  وقال مسهور:‏‎ "حقيقة الوحدة اليمنية ماتت في ١٩٩٤م ووجب الدعاء لها بالرحمة وأن يتغمدها الله بواسع رحمته".

من جانبه عضو الجمعية الوطنية الجنوبية جمال بن عطاف قال: "أكبر كذبه استمرت في الإعلام اليمني طوال 28 عاماً قولهم "اعادة تحقيق الوحدة اليمنية" وذلك للآتي:

أولا : لا يوجد في التاريخ اليمني أن اليمن كان واحداً ثم انفصل حتى نقول إعادة تحقيق.

ثانيا :  ما حدث عام 90م ليس "تحقيقاً للوحدة "بل "إعلاناً للوحدة " والفرق بينهما كبير والدليل عملتان وجيشان.

((ضحية الفكر القومي))

ويرى المحلل السياسي عادل الشبحي، ان الجنوبيين كانوا ضحية الفكر القومي حين هرولوا إلى الوحدة، مشيرا إلى انه التقى سياسي عربي من الفكر القومي، وأوضح له حقيقة الاندفاع وان الجنوبيين ليسوا انفصاليين وإنما دعاة سلام وتعايش بعيدا عن السلب والنهب.

وقال الشبحي : "التقيت سياسي عربي من أصحاب الفكر القومي وعاتبني على ماسماه الانفصال .... قلت له يا عزيزي كلام سعادتك سليم لو كنا كما تظن ولو كانوا هم أيضا كما تظن ولو كنتم أيضا كما اعتقدنا في حقبة ماقبل التسعينات.

مضيفا : وضحت له أننا كنا ضحية فكركم وشعاراتكم وذهبنا مهرولين إلى وحدة عاطفية بشعارات قومية جوفاء وإلى الآن 28 عاما ونحن ندفع ثمن تلك الشعارات، وتابع الشبحي : قلت له ليس كما تظن أننا انفصاليين لمجرد الانفصال بل نحن دعاة سلام وتعايش وفق طريقة صحيحة توقف القتل والنهب والإقصاء لنا ونريد أن نعيش في دولتنا وهم في دولتهم وإن كنتم صادقين في إقامة وحدة عربية شاملة وحقيقية فسنكون معكم ولكننا لن نكون أول المهرولين فما وقع بنا يكفينا.

وقال الشبحي : كنت أتحدث معه بكل حرقة ووضحت له ماحدث منذ العام 1990 حتى 2018، المهم أنه كان متفاجئ بالحماس والتوضيح وقال لي لن يستطع أن يمنعكم أحد ما دام إيمانكم بالعودة بهذا الحجم وتملكون هذا الطموح.

وفي ختام ما كتبه الشبحي قال : سألته - موجها كلامه للدبلوماسي القومي - هل تتوقع أن هناك حكومة عربية واحدة ترغب أو تعمل من أجل هذه الوحدة التي تتحدثون عنها وتريدوننا أن نستمر نحن وأجيالنا ضحية لها؟

((بقاء الوحدة كذبة .. والحل التسليم بدولة الجنوب))

يعود د.علي صالح الخلاقي ويقول في جزئية أخرى من تعليقه المتزامن مع هذه الذكرى : "إن القول ببقاء الوحدة .. كذبة كبرى .. وأقسم برب الكعبة، لو أن أي شعب على وجه الأرض عانى ما عاناه شعبنا الجنوبي من ضيم وجور من عواقبها الكارثية ونتائجها المدمرة لكفر بها ولما فضل البقاء في مظلتها .. وهذا ما فعله شعبنا منذ أن أعلن ثورته السلمية عام 2007م، وها قد اقترب من تحقيق هدفه".

إلى ذلك أعتبر الأكاديمي د.حسين بن لقور، ان التباكي على الوحدة لن يعيد لها الحياة، والحل هو في التسليم بدولة جنوبية، وقال بن لقور : "نحيب هادي على أطلال وحدة ماتت لن يعيد لها الحياة، والطريق الصحيح لإحلال السلام والإستقرار في المنطقة يحتاج إلى شجاعة تفتقدها الشرعية.

مضيفا : "من خرجوا هاربين ليسوا أهلا و لا قادرين على إعادة عجلة التاريخ للخلف، وعلى الشرعية إختصار الطريق لوقف الكارثة والتسليم بدولة جنوبية.