آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 09:01 ص

منوعات


الصوم يعمل على صيانة خلايا الجسم

الأحد - 20 مايو 2018 - 05:27 م بتوقيت عدن

الصوم يعمل على صيانة خلايا الجسم

عدن تايم - وكالات :

لا يزال العلماء، من شتى أنحاء العالم، بصدد التعرف على المزايا المتنوعة لعملية الصوم وانعكاساتها الحينية والبعيدة المدى على الصحة الجسدية والعقلية والنفسية. ولا ينفك الباحثون عن تتبع عملية تأثير التوقف المؤقت عن الطعام على شكل الخلية، لا سيما في حالة الإصابة بالمرض.

يعمل الصوم على صيانة خلايا الجسم، حتى في حالة التعرض للأمراض. في القرن التاسع عشر، أعلن الطبيب الروسي زيلاند أن الصوم قد أثر إيجابيا على الجهاز العصبي للمريض، كما أثر تأثيرا لا بأس به على هضمه ودمه بوجه عام. وكتب قائلا “إن الصوم يسمح للجسم بأن يرتاح ثم يستأنف نشاطه الطبيعي بقوة متجددة”.

وكان يرى أن الراحة من الطعام -وليس الطعام- هي التي ترمم الجهاز العصبي، في حين أن الطعام- بالنسبة إلى المريض- يسبب توترا شديدا بقدر التوتر الذي يسببه العمل المتعب. ويؤكد أن الطعام خلال المرض، يصبح عبثا على المريض.

ويقول العلماء إن الصوم المنتظم مع اتباع نظام غذائي طبيعي والتقليل من أكل الملح والوجبات السريعة يمكن أن يجعل عمل الخلايا أكثر انتظاما ويمنع تحولها إلى خلايا سرطانية، وبالتالي يكافح انتشار السرطان قبل حدوثه. وفي دراسة حديثة نشرت في مجلة علم النفس والغدد الصماء، أثبت فريق من علماء جامعة كاليفورنيا، أن الصيام لفترات متقطعة يؤدي إلى وقف انقسام الخلايا السرطانية.

كما أشارت دراسة نشرت بدورية الجمعية الأميركية لعلوم الحيوان إلى أن الصوم المتقطع أدى إلى زيادة فعالية اثنين من مستقبلات هرمون “الأديبونيسيتين” الذي يسهم في تنظيم استهلاك الجسم لسكر الغلوكوز واستقلاب الأحماض الدهنية عند الثدييات، علاوة على لعب دورٍ في زيادة استجابة الأنسجة لهرمون الإنسولين، الذي ينظم عمليات البناء والهدم للغلوكوز في الجسم.

وكشفت دراسة أعدها مختصون في مجال التغذية، ونشرتها الدورية البريطانية للتغذية، والتي استهدفت مجموعة من الصائمين في شهر رمضان، عن أن تغيير مواقيت الوجبات وخفض عددها إلى اثنتين برمضان، ساعدا على زيادة استجابة الجسم لهرمون الإنسولين، وذلك بالنسبة إلى الأفراد الذين يمتلكون عوامل الإصابة بداء السكري.

وفي ألمانيا، وجد الطبيب فريدريك هوفمان أن الصوم يعين على معالجة داء الصرع والقرحة والسرطانات الدموية وأورام اللثة ونزيفها والقرحة الجفنية، كما أعلن أنه ينصح المريض بأي مرض كان، ألا يأكل شيئا. وفي روسيا، توصل الأطباء إلى نتيجة مماثلة، في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، فلقد تقدم الدكتور بيترفينيا مينوف، من جامعة موسكو، بتقرير نصح فيه المرضى بالتوقف الكلي عن الطعام أثناء فترة المرض.

تغيير مواقيت الوجبات وخفض عددها إلى اثنتين في شهر رمضان، ساعدا على زيادة استجابة الجسم لهرمون الإنسولين

وعلل ذلك بقوله “إن الصوم يعطي المعدة فترة راحة تمكن المريض من الهضم بشكل مناسب عندما يتعافى، ويعود إلى الأكل ثانية”. بعد ذلك أعلن الدكتور سباسكي، أستاذ في جامعة موسكو، عن النجاح في معالجة (الحمى الراجعة) بالصوم. وقال إن الصوم يسمح بحدوث المعالجات المتزايدة في داخل الجسم، دون تدخل من الخارج، و”هذا في الحقيقة علاج للأمراض المزمنة”.

أما في الولايات المتحدة الأميركية فقد بدأ الاهتمام بالصوم باعتباره علاجاً للمرضى، منذ القرن الماضي. فقد عالج الدكتور إدوارد ديوي، بالصوم كلا من الاضطرابات المعدية والمعوية وداء الاستسقاء والالتهابات العديدة.

ويعدل الصوم ارتفاع حموضة المعدة وبالتالي يساعد في التئام قرحة المعدة مع العلاج المناسب.

وقد أجرى الباحثون دراسة كان الهدف منها التعرف على تأثير صوم شهر رمضان على حموضة المعدة (زيادة الحموضة وقلتها). وقد وجد الباحثون أن الحموضة في المعدة اعتدلت، عند كل من المرضى الذين يعانون من قلة الحموضة أو زيادتها، مما يؤكد أن صيام شهر رمضان يخفف ويمنع حدوث الحموضة الزائدة، والتي تكون سببا رئيسيا في حدوث قرحة المعدة.

وأظهرت دراسة أعدها باحثون بجامعة غرونوبل الفرنسية دور الصيام المتقطع في خفض معدل حدوث بعض الأورام الليمفاوية إلى الصفر تقريبا، بحسب تجارب أجريت على الثدييات. كما أظهرت دراسات أخرى أن الصوم المتقطع يرفع من معدل النجاة بين الأفراد، ممن يعانون من إصابات في نسيج الكبد، والتي تمتلك قابلية للتحول إلى أورام في المستقبل.

ووفقا لدراسة جديدة نشرتها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، تم اكتشاف ميزة فريدة للانقطاع في وقت مبكر عن تناول الطعام، حيث ساعدت الرجال من ذوي الوزن الزائد على فقدان الوزن وتحسين صحتهم بشكل عام.

وبدأت الدراسة، التي أجرتها جامعة ألاباما في برمنغهام، اختبارا سريريا لهذا النوع من الصوم المتقطع المعروف باسم التغذية المقيدة بالتوقيت المبكر للإنسان.

وكان هدف الفريق البحثي هو تحديد السبب في تعزيز الأنظمة الغذائية، التي تعتمد على الصوم، لعملية الأيض والصحة، سواء كان ذلك بسبب استهلاك سعرات حرارية أقل أو التوقف عن تناول الطعام في وقت مبكر. وأشارت نتائج الاختبار إلى أن نقطة الإمساك عن تناول الطعام هي المفتاح السحري لهذا النظام الغذائي.

ووفقا للباحث الرئيسي كورتني بيترسون، فمن المرجح أن الفائدة تتوقف على الالتزام باتباع نظام غذائي صيامي يضبط إيقاع الساعة البيولوجية الطبيعية للأشخاص.

ويقول البروفيسور الألماني مدير قسم جراحة الأعصاب في مستشفى مونستر الجامعي، هانزديتليف فاسمان، إن التغذية الصحية أو الصوم من وقت لآخر يعد “منشطا للمخ”. ويؤكد أن تناول كميات محدودة من السعرات الحرارية أو الكثير من الأحماض الدهنية غير المشبعة كتلك الموجودة في السمك وبذور الكتان يمنع حدوث اضطرابات في وظائف المخ، كما يقلل من خطورة التعرض للخرف أو السكتة الدماغية.

وأضاف أن النظام الغذائي الصحي يبقي القدرة على التعلم في الكبر مدة أطول، كما يقاوم التراجع في الأداء الوظيفي للمخ المرتبط بكبر السن. وعن دور الصوم في تحسين وظائف المخ، أشار فاسمان إلى أن الأبحاث التي تجرى في الدول الإسلامية التي يصوم مواطنوها شهر رمضان من الممكن أن تكشف عن فوائد أكبر لصوم الإنسان