آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 08:19 م

شهداء التحرير


أم في لحج قدمت أبنائها الثلاثة لجبهات القتال وفقدت أكبرهم

الإثنين - 07 مايو 2018 - 02:40 م بتوقيت عدن

أم في لحج قدمت أبنائها الثلاثة لجبهات القتال وفقدت أكبرهم

كتب/ فاطمة العبادي

كانت تطلعات أم الشهيد اواب في أولادها يفوق حدود السماء خاصة انهم تربوا على الأخلاق الحسنة و لكن ذلك تغير عندما ذهب ولدها البكر اواب خالد الفقية إلى أول معركة في حياته (دماج) التحق إلى هناك بغرض الجهاد والاستزادة من الدين الإسلامي الحنيف هكذا كان بنظر اواب .. حتى انتهت الحرب وعاد إلى المنزل.
استمر اواب في حلم الجهاد وأراد تحقيقه والجملة التي رافقت لسانه لسنوات (متأكد أنني سأموت شهيد) كانت هذه الجملة تثير الاستغراب بين اهله خاصة أن بلادنا كانت تنعم بالأمن والأمان ، مرت سنوات والتحق اواب بكلية الحقوق عدن وبدأ حلم الأم بالتحقق في رؤية أبنائها يواصلون طريق النجاح ، وفي السنه الأخيرة من الدراسة انذلعت الحرب لم يتردد اواب في الذهاب من اليوم الأول وكان حلمه الحقيقي قد بدأ .
خال اواب حاول معه كثير بالجلوس في المنزل أو النزوح مع أهله ولكنه رفض ذلك بل شكل مجموعة من شباب لحج وكان قائد إحدى الجبهات هناك لم يستمر معهم طويلاً حتى أصابته رصاصة وسقط شهيداً بين رفاقه .
تساقطت دموع والدته وهي تحدثني وقالت الحمد لله هو نال مراده واخبرتني أيضاً أن هناك صدفة لاحظتها بأن يوم استشهاده هو 2015/4/4 يصادف لاواب 24 سنة و 4 أشهر و 24 يوم .
حزنت أسرة اواب عليه حزنا بليغا فلم يكن هو الوحيد المشارك في الجبهه من إخوته فقط كان شقيقة الآخر "قانت" في جبهات القتال في لحج كذلك .
لم تنتهي مأساة هذه الأسرة عند انتهاء الحرب كغيرها من الأسر فقط اسر قانت في قبضة الحوثيين وكان رهينة بأيديهم ولم ينقطع الأمل بالعودة وفي آخر تبادل أسرى في 2016 عاد قانت إلى المنزل .
احمد الشقيق الثالث لاواب اختار مواصلة طريق شقيقاه ولم يكتفي بتحرير لحج والمحافظات الجنوبية من قبضة الحوثيين بل ذهب بعد الحرب إلى جبهة المخا للجهاد هناك وهو مستمر حتى الآن.
والدة اواب تقول .. لقد قرت عيني بعودة قانت إلى المنزل ولكني في حزن على ابني الأكبر اواب وفي قلق على أحمد المجاهد في المخا الآن.
أحدى قريبات الشهيد تقول: كان اواب خير جدا واعتدنا أن نراه سباق إلى فعل الخير في كل شي ولكن ما استغربت منه هو معرفتنا بأنه يعين اسر في لحج من مصروفه الخاص الذي كان يأخذه من والده كل شهر ولم ينقطع عن ذلك حتى استشهد .