آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 10:10 م

اخبار وتقارير


الأكحلي: المليشيات الانقلابية في الرمق الأخير

الخميس - 04 فبراير 2016 - 12:05 م بتوقيت عدن

الأكحلي: المليشيات الانقلابية في الرمق الأخير

عدن تايم/ متابعات

قال قائد قطاع الحجرية العسكري - جنوب غرب تعز - في اليمن المقدم أمين الأكحلي: إنه لولا مساندة دول التحالف العربي بقيادة المملكة الشعب اليمني في الوقت المناسب لكانت المليشيا الانقلابية ممثلة بالحوثي وصالح والمدعومة من إيران قد حولت البلاد إلى بؤرة للتنظيمات والخلايا الإرهابية وفصائل مذهبية وطائفية متناحرة، بل وجعلت من المنطقة خلية كبرى تخدم المخطط الفارسي المجوسي المدمر للقيم الدينية والإنسانية.
وأكد الأكحلي في حوار مع «المدينة» أن القضاء على المخطط الإيراني الصفوي الذي تنفذه هذه المليشيات وبدعم من المخلوع صالح باتت نهايته وشيكة بفضل إرادة الشعب اليمني التواق للحرية والعدالة والمساواة.
وأشار الأكحلي - وهو قيادي في المقاومة الشعبية بمحافظة تعز سبق، أنه كان ضمن القيادات العسكرية الموالية للشرعية التي خاضت معارك ضد مليشيا الحوثي وصالح داخل مدينة تعز قبل أن ينتقل إلى مدينة التربة بالتزامن مع فتح الجيش الوطني ضد الانقلابيين جبهة الضباب - جنوب غرب تعز - ليتولى قيادة القطاع العسكري في مناطق الحجرية، وأشار إلى أن تأخر تحرير تعز من أيدي المليشيا يعود إلى غياب الموقف الموحد من قبل بعض فصائل المقاومة لأسباب فردية بعثرت الجهود وشتت العمل الذي يصنع الانتصار. وإلى نص الحوار:-
* ما الهدف الرئيس من إنشاء قطاع الحجرية العسكري؟
- للقطاع أهداف عديدة أبرزها، تثبيت الأمن والاستقرار في منطقة الحجرية ذات الكثافة السكانية الكبيرة، وحماية خطوط الإمداد للجبهات في مدينة تعز كون الحجرية تتصل مع المحافظات الجنوبية وبعدد من جبهات القتال في عدد مديريات محافظة تعز.
كما أنشئ هذا القطاع نتيجة لمحاولات ومؤامرات عديدة للمليشيات بهدف الوصول إلى هذه المناطق ومن ثم استهداف المحافظات الجنوبية.
* ما الذي أنجز منذ إنشائه؟
- نحن نعمل منذ أن تولينا قيادة القطاع على حماية هذه المنطقة الجغرافية الهامة من أي عدوان، واستحدثنا ما يزيد عن 28 نقطة عسكرية متفرقة على مداخل القطاع، كما أنشأنا معسكرا تدريبيا من أبناء المنطقة لحماية المناطق الخاضعة للقطاع ولاستيعاب أفراد المقاومة بحيث تتكون لديهم القدرة القتالية العالية لصد أية تحركات تستهدف النيل من أمن واستقرار المنطقة والمحافظات المجاورة من قبل المليشيات «الحوثي وصالح».

نثمن الدعم الخليجي
* كيف تجدون دعم التحالف والدعم السعودي لليمن؟
-نحن في اليمن ومعنا كل المخلصين من هذا الشعب العظيم نثمن الدور البارز لدول التحالف وبالذات المملكة العربية السعودية الشقيقة في إسنادهم العسكري غير المحدود لجبهات القتال، ودعمهم الإغاثي للشعب اليمني، والذي لولا هذه المساندة لكانت اليمن تعيش تحت وطأة الفوضى وبؤرة صانعة للإرهاب والتنظيمات العبثية التي تهدد ليس فقط أمن واستقرار اليمن بل والمنطقة برمتها.
ولذلك نؤكد أن الموقف الأخوي لقوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية في دعم اليمن والحفاظ على أمنه واستقراره ووحدته سيخلده التاريخ المعاصر، كونه استطاع كبح جماح مخطط إيراني صفوي يهدف إلى تحويل المنطقة إلى فوضى مفتوحة لا يمكن السيطرة عليها كما هو الحال في العراق وسوريا، حيث بات الدمار والدماء عناوين لأجندة إيرانية صفوية لا تمت للإسلام والإنسانية بصلة.

إيران تصنع الإرهاب
* هل يمكن إبراز الدعم الإيراني للمليشيا في اليمن لنشر الإرهاب؟
- السياسة الإيرانية التوسعية معروفة بصناعتها للخلايا الإرهابية ودعمها العبثي للصراعات المذهبية وتغذيتها للنزاعات الطائفية في الدول العربية والإسلامية ومنها اليمن.
إيران عبر التاريخ تعمل على محاولة إنجاز مشروعها الفارسي الصفوي في المنطقة عبر إذكاء الصراعات والحروب بين أبناء الوطن الواحد ليكون لها موطئ قدم تتحرك عبره للسيطرة على الشعوب اقتصاديا وسياسيا ومذهبيا من خلال صناعة ودعم الإرهاب. وهذا ما تحدث عنه كثير من مسؤوليهم بصراحة تصل إلى حد الوقاحة ودون أدنى اعتبار لخصوصية الدول ومقوماتها الحضارية ومعتقداتها الدينية السامية، كما هو الحال في اليمن حينما دفعت بحوثي مران والمخلوع صالح لخلق الفوضى واغتيال كل مقومات الحياة.
* هل ترون أن الدعم الإيراني للحوثيين له علاقة بالمذهب الزيدي أم أنه يأتي في إطار الأطماع الإيرانية الجيوسياسية في المنطقة؟
- كما أشرت سابقا بأن الممارسات الإيرانية في اليمن والمنطقة كلها هدفها السيطرة على المنطقة وهذا لا يتأتى لها إلا من خلال تلك الجماعات المذهبية التي لا ترى أبعد من أنفها، بل لا تمتلك أي بعد عقيدي أو سياسي أو اقتصادي.. هي مجموعات غوغائية لا تسعى إلا لتنفيذ الأهداف المرسومة لها من قبل مرجعيات الشيعية الصفوية الاثنى عشرية، وهي جماعات إرهابية تعمل إيران على استغلال جهلها ومدها بالسلاح والأموال والتدريب من أجل استخدامها كأدوات لبسط سيطرتها على مقدرات الشعوب كما يحدث في اليمن.
السياسة الإيرانية في الفترة الأخيرة أفصحت عن مشروعها التوسعي العدائي للمنطقة، وأعلنت صراحة عن مخططها لزعزعة الأمن والاستقرار والتدخل غير المبرر في الشؤون الداخلية في هذه الدول، وهو الأمر الذي دفع دول المنطقة استشعار الخطر الآتي من إيران وقطعت علاقاتها بها، وكانت المملكة في مقدمة تلك الدول، حيث استشعرت بعقلية سياسية ناضجة المخطط الإيراني الذي يستهدف تفتيت المنطقة.
ويجب على إيران إعادة النظر في سياساتها تجاه الدول العربية والإسلامية كون هذه الدول لم تعد مغمضة العينين، كما كانت في السابق، فهي اليوم تمتلك رؤية سياسية جديدة ومشروعا حضاريا إسلاميا مسنودا بإرادة شعبية قوية من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية والدينية ورفض أية تدخلات في الشؤون الداخلية لدول المنطقة من خلال زراعة ودعم الخلايا والتنظيمات الإرهابية كما هو ديدن إيران في المنطقة.
* هل انتهى الدور الإيراني في اليمن بهذه الحرب؟
لا شك في ذلك ما دامت هناك نوايا صادقة من قيادتنا الحكيمة ممثلة بفخامة الرئيس هادي وبإسناد ودعم التحالف العربي بقيادة المملكة والتي وظفت كل إمكانياتها في سبيل دحر المليشيات الانقلابية والمدعومة بالمخطط الإيراني الصفوي المجوسي والذين راهنوا على إعادة عجلة الزمان إلى الوراء بينما نحن نراهن على المزيد من المواقف الشجاعة والأخوية لقيادة التحالف العربي واستمرارية الدعم وبجدية وعلى مستوى جميع الجبهات حتى يستعيد الشعب اليمني عافيته وتتمكن اليمن والمنطقة العربية والإسلامية الخلاص من هذه الفئة الباغية ومن ثم الشروع بإعادة بناء ما خلفته الحرب، وبذلك نعول في هذا الجانب على دول التحالف في سد الفراغ الذي تسعى إيران لشغله.

فعالية ضربات التحالف
* من وجهة نظرك كرجل عسكري - ما مدى فعالية ضربات مقاتلات التحالف ضد أهداف المليشيا ؟
التقارير الميدانية اليومية للعمليات العسكرية التي تصلنا تباعا تجعلنا نجزم أن مقاتلات التحالف استطاعت وبكفاءة عالية تحقيق أهدافها وبدقة وكبدت العدو خسائر كبيرة وأجبرته على التقهقر في عدد من المناطق والجبهات وكانت حقا مساندة بفعالية للمقاومة الشعبية والجيش الوطني.

الحسم قريب
* إذن كم بقي من الوقت لحسم المعركة؟
من الصعوبة بمكان تحديد موعد الحسم كونه يتوقف على مجريات ومتغيرات المعارك في الميدان، ومع ذلك أستطيع القول: إن الحسم أوشك على الاقتراب - بإذن الله تعالى - حيث خسر العدو ما يزيد عن 70٪ من عتاده العسكري ومن قواته ومعنوياته، وباتت أكثر من 80٪ من المناطق اليمنية محررة من مليشيا الحوثي وصالح، وما تبقى منها تحت سيطرت المليشيا تشهد استياء شعبيا من ممارسات وجرائم المليشيا ضد أبناء تلك المناطق.
لذلك نتوقع أن الفرج سيكون قريبا وما هي إلا أشهر قليلة إذا ما وجدت النوايا الحسنة لدى جميع الأطراف وزاد التماسك والإرادة في جميع الجبهات.
* كيف تنظر إلى حصار المليشيات الانقلابية لمدينة تعز؟
ما يحدث لمدينة تعز وسكانها من ممارسات وحشية من قبل مليشيا الحوثي وصالح هي جرائم إنسانية مقيتة وتعد تجاوزا لأخلاقيات الحروب، فالتاريخ الحديث والقديم لم يشهد لها مثيل ما عدا ما تقوم به نفس العناصر الإجرامية الممولة والمدعومة من إيران في كل من مدينة مضايا بسوريا وما يحدث من تصفيات مذهبية وطائفية في العراق.
* ما هي دوافع المليشيا من هذا الحصار ؟
- الكل يعلم أن هدف هذه المليشيا التي تضمر الحقد والغل لأبناء تعز نظير أدوارهم الريادية الفكرية والسياسية والثقافية وما كان لهم من مواقف وطنية في ثورة التغيير 2011م، وتصدرهم الصفوف الأولى لقيادة الثورة والفكر التنويري في البلاد، وها هم أبناء محافظة تعز يدفعون اليوم ثمن مواقفهم الوطنية.. لكن بإرادتهم وصبرهم وتماسكهم سوف يستطيعون دحر وقهر آليات الموت والدمار والحصار.
* شاركتم في قيادة عدد من الجبهات القتالية في مدينة تعز - برأيك لماذا تأخر الحسم في تعز؟
حقيقة كنا ننتظر تحقيق الحسم في وقت مبكر في هذه المدينة كونها أكثر المدن رفضا لتواجد المليشيات الانقلابية، ولكن لما تمثله تعز من أهمية في الجانب المعنوي لدى المليشيا، لأن الانتصار في تعز يعني انتصارا لمعظم جبهات القتال في اليمن والهزيمة تعني الهزيمة في كل الجبهات، لهذا عمدت المليشيات الانقلابية على الدفع بترسانة أسلحتها وعتادها العسكري وعشرات الآلاف من مسلحيها للقتال في محافظة تعز، إضافة إلى بروز المواقف الفردية لبعض القيادات في المقاومة، وهذا أثر سلبا على تقدم قوات المقاومة الشعبية في كثير من الجبهات، وما نأمله ونرجوه من هذه القيادات العمل بيد واحدة ورؤية واحدة في مواجهة العدوان بعيدا عن المسميات وعليهم أن يكبروا حتى لا يصغروا.
* هل يعني أن تأخر الحسم في تعز سببه المناكفات الحزبية والسياسية؟
- نعم..
هذه هي الحقيقة المرة فكثير من العراقيل التي تواجه تحرير تعز وفي عدد من الجبهات بسبب هذه المناكفات والتنازع بين فصائل المقاومة، ويتوجب علينا أن نتجاوز أية أخطاء قد تحدث بعد الآن لكي ننتصر وها هي الجهود تتكاتف من أجل التحرير ولكي ننتصر وحتى لا يتجاوزنا الزمن وإن شاء الله في القريب العاجل ستتحرر هذه المدينة وكل اليمن من هذه المليشيات الانقلابية.
المقاومة في الحجرية
* كيف هو حضور المقاومة في مدينة التربة وأريافها؟
ـ مدينة التربة والحجرية كلها حاضنة للمقاومة الشعبية.. والمقاومة حاضرة بقوة في مناطق الحجرية وإن وجدت عناصر تخريبية فهي قليلة جدا ولا تمثل أي رقم وستذوب أمام إرادة أبناء المنطقة المخلصين.

غاية المليشيا من التربة!!
* إلى ماذا تهدف المليشيات من فتح جبهات جديدة في المديريات الشرقية لتعز.. ألا ترمي إلى الوصول إلى التربة؟
- قد يكون لديهم مخطط الوصول إلى التربة حسب المعلومات والتصريحات التي نسمعها من قنواتهم ومصادرهم، ودوما ما تسعى هذه المليشيات إلى إقلاق السكينة العامة وإثارة الضجيج وتشتيت أنظار الناس عن هزائمهما المتلاحقة في مختلف الجبهات وما قاموا به من إطلاق صواريخ على مدينة التربة إلا دليل على إفلاس وانحطاط أخلاقي، فهي لا تمتلك أية أخلاق ولا مبادئ، فهي تمارس فقط الفوضى حيث استطاعت.
* ولكنهم دائما ما يدعون وجود مثل هذه الحاضنة ؟
- يظنون ذلك لجهلهم وغبائهم وعدم فهمهم للمجتمع وثقافته مثلما يرون أن إيران هي كل العالم وأن سيدهم سيد العالم، بينما الحقيقة أن هذه المليشيات رغم السلاح والعتاد العسكري، إلا أنها لا تحقق أية انتصارات أو أهداف لها، غير الزج بعناصرها في صراعات وحروب عبثية، وأؤكد هنا أن التربة عصية عليهم ولن يجدوا فيها إلا قبورهم.
* صالح عمل على خلق شبكة تقدم اليوم الدعم اللوجستي للمليشيا - ماذا عن هذه الشبكات في الحجرية؟
- نحن نسعى وسعينا في قيادة القطاع ومكاتب السلطة المحلية إلى معرفة ومراقبة هذه العناصر وتحركاتها، مدركين أن أبناء هذه المنطقة لديهم من الوعي والثقافة والرغبة ما يجنب منطقتهم ويلات الحرب وأغلبهم - إن لم نقل جميعهم - يرفضون هذه العناصر ونجدهم متعاونين في الإبلاغ عن أية تحركات لهذه المليشيا في التربة أو أريافها وكنا قد عقدنا عدة اجتماعات مع الشخصيات الاجتماعية وأعضاء المؤتمر الشعبي العام، وأكدوا جميعهم رفضهم لأي تواجد للعناصر الانقلابية والتزم الجميع بالحفاظ على أمن واستقرار هذه المنطقة. ونحن في يقظة دائمة للتعامل مع أية اختراقات قد تقوم بها العناصر المتحالفة مع المليشيات من خلال رصدها والتعرف على أماكن تحركاتها، وقد تم ضبط كمية من الأسلحة كانت بحوزة عناصر معروفة بعدائها للمنطقة في إحدى نقاط المقاومة المستحدثة، ومع ذلك نحن نهدف إلى التعايش مع كل الناس ونمد أيادي السلام للجميع، لكي نجنب الحجرية ويلات الفوضى باعتبارها منطقة نازحين إلا من أراد العبث بالمنطقة وحاول تكريس لغة السلاح والخراب فسنكون لهم بالمرصاد.