آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 01:21 ص

منوعات


اغنية " نشوان" وخساسة الحنشان .. كما يرويها المرشدي

الأربعاء - 03 فبراير 2016 - 01:16 ص بتوقيت عدن

 اغنية " نشوان" وخساسة الحنشان .. كما يرويها المرشدي

ذويزن مخشف

في ذكرى رحيله الثالثة.. المرشدي وقصة اغنية نشوان -(توضيح)
بعد ايام قليلة تهل علينا الذكرى الثالثة لرحيل عملاق الغناء اليمني ومؤرخه المعلم الاستاذ والمناضل والسياسي الفذ رحمة الله عليه وطيب ثراه وذكراه جدي محمد مرشد ناجي المرشدي(ابو علي) .. انها مناسبة طيبة الترحم فيها عليه نحن عائلته ومحبيه في كل مكان باليمن والجزيرة والخليج والوطن العربي.!
كثيرة هي الذكريات والوقفات مع الوالد (المرشدي) الانسان والفنان والمثقف الكبير والرياضي اللامع والرجل البسيط الذي احب الناس واحب اسرته الكبيرة واحبوه من ابناءه وابناء اخوته الى الاحفاد واحفادهم واحفاد اقاربه أينما جلسنا فإن استرجاع احاديثه الشيقه والغنيه بالنصح والفائده تخطف اضواء جلستنا حتى يحين موعد فراقنا على امل اللقاء مجدد لاستكمال المستطاع من شريط ذكرياته معنا وزواره الاعزاء .!
قبل يومين سبقونا محبين كثر مذكرين بقرب ذكرى رحيله الثالثه الموافق يوم وفاته (7 فبراير 2013) ولعل منشور قصة الاغنية الاشهر في تاريخ الغناء اليمني وسيرة حياتية الفنية ذائعة الصيت الممتدة 50 عاما-كما أظن- هي اغنية (نشوان) والتي برزت كمنشور محموم تناقله الناس على هواتفهم بوسائل التواصل الاجتماعي (الوتس) بواسطة قروبات متعددة او فردية على مستوى اليمن ككل.
أجد الفرصة مواتيه توضيح امر في غاية الاهمية حول هذا المنشور الذي انتشر خلال اليومين الماضيين على نطاق شعبي واسع تحت عنوان "قصة اغنية نشوان" انه مقتبس من احاديث صحفية ادلى بها المرشد لعدة جرايد محلية وعربية منها الشرق الاوسط اللندنية موضحا باختصار لمحة تاريخية لتلك الاغنية السياسية الرائعة.
بالطبع نحن كعائلته والكثير من اصدقاءه سمعنا قصة وحكاية اغنية(نشوان) عن قرب مرات مختلفة من فم محبوبنا رحمة الله تغشاه. لكن ما ينبغي ايضاحه سيما لعامة الناس ان ما تم تناوله ليس كل المعلومات حول الاغنية فقد كان طيب الذكر ينوي اصدار كتيب جديد مخصوص يشرح فيه تواريخ اغانيه ومضامينها ومجمل ملابسات كل اغنيه وظروفها ووقائعها سوى السياسية او العاطفية و الاجتماعية والشعبية والتراثية المعنون بـ (اغنيات وحكايات - جزء 2) الذي ظل مدى سنين طويلة يعمل على جمع معلوماته ووثائقه النادره لاخراجه الى النور كما ينبغي الا ان الموت سبقه قبل اكتماله وطباعته فيما نحن افراد اسرته من حينها اخذنا على عاتقنا تتبع الموضوع من حيث توقف لاستكمال الكتاب والتي منها قصة الاغنية "نشوان" غير ان الظروف التي آلت اليها البلاد منذ نحو عامين وتعرفونها ونعاني منها جميعا حالت عائقا امامنا للمضي باستكمال هذا المشروع الثقافي الكبير الذي يتضمن اسرار جديدة عن سيرة المرشد مع الفن اليمني وكبار عمالقته.
لا يسعني هنا الا تقديم واجب الشكر والتقدير لكل محبي (المرشدي) فحبهم اللامحدود ووفائهم العامر تاج على رؤوسنا مدى الدهر والذي اثبتوه بمنشور صغير لاغنية نشوان الشهيرة.
ولنا حديث اخر في يوم ذكرى مماته الخالدة بإذنه تعالى..
الحفيد
ذويزن مخشف
صحفي - عدن
2 فبراير 2016
...........
* في مايلي منشور قصة اغنية "نشوان"
يقول الفنان الكبير محمد مرشد ناجي حول الاغنية الاشهر في اليمن " نشوان لا تفجعك خساسة الحنشان " انه وفي العام 79م بدأت مفارقات على حدود شطري الوطن واستمرت في التصاعد إلى درجة خطيرة
، ودعيت في ليلة رمضانية إلى منزل الأخ علي ناصر محمد ـ رئيس الوزراء وبحضور مجموعة من القيادات السياسية والشاعر الملحن حسين المحضار والفنان عبدالرحمن الحداد، قال الحاضرون: سمعنا أن لديك أغنية بعنوان "نشوان" نود سماعها وقلت: هذه أغنية رفضت كلماتها عام 77م من قبل القيادة، قالوا: نسمعها الليلة وفهمت واسمعتهم، فقال العميد علي أحمد ناصر عنتر: يا بن مرشد هذه الأغنية بمائة خطبة، وغداً تسجلها للإذاعة ولم يكن هناك أي ملاحظة على القصيدة لأن الحاضرين ما كانوا على علم بأسباب رفض القصيدة في العهد السابق سوى الرئيس سالمين وصاحبه عبدالفتاح إسماعيل.
وأقول إن هذه القصيدة التي كتبها الشاعر سلطان الصريمي ووجدتها منشورة في أحد أعداد مجلة الحكمة كانت قصيدة جريئة في تناولها لقضايا الأرض وهموم الإنسان اليمني في المناطق الشمالية وتمجد ما يجري من تحولات اقتصادية ووطنية في المناطق الجنوبية، وقد قرأت هذه القصيدة على الشاعر القرشي عبدالرحيم سلام بعد أن اخترتها لتقديمها كأغنية تعالج قضية الإنسان اليمني بشكل عام بأسلوب “المرمزه” الشفافة فقال خيراً ما اخترت ثم أطلعته على نيتي في إضافة بيت هاجم السلطة في الجنوب.. وأقصد بذلك الرئيس سالمين وجماعته وليس القيادة السياسية التي ما كان لها حول ولا قوة في الحكم، فقال القرشي: افعل ما بدالك .. وحانت حفلات اكتوبر 77م وكان أول من عرضت عليه قصيدة نشوان الصديق طه غانم، فقال: أبو علي هذا غير معقول! وأثناء حديثنا أقبل رئيس لجنة الاحتفالات الأخ سالم باجميل وكان صديقاً للرئيس سالمين وسألني بعد أن قرأ مطالع القصيدة أتريد أن تقدم هذه القصيدة؟ قلت نعم وماذا فيها؟ قال وماذا تعني بالعصابة؟ قلت: لست ما أعني أنا وإنما الشاعر قال: سأريها “الشيبة” ويعني الرئيس سالمين والأمين العام عبدالفتاح اسماعيل لمعرفته باللهجة ورفضت القصيدة وألغيت مشاركتي في الحفل.
المهم أنه بعد إجازة هذه الأغنية تم تسجيلها على العود عصر اليوم التالي ولم اندهش من ذكاء القيادة السياسية عندما ظلت الإذاعة تذيع إعلانات بين وقت وآخر من صبيحة اليوم الثاني تلفت انتباه المستمعين إلى إذاعة أغنية جديدة بعنوان نشوان في الخامسة بعد الظهر، الأمر الذي جعل المواطنين في الساحة اليمنية والجزيرة والاستريوهات في قمة الشوق لسماعها واذيعت الأغنية في موعدها.. ما أستطيع قوله أنها تعرضت إلى تحريم سماعها في المناطق الشمالية والجزيرة ولو سجلت إذاعة صنعاء الأغنية وقت إذاعتها من عدن لفسدت الأغنية وجعلت المستمع يفكر في كلمات الأغنية على أنها لا تهاجم صنعاء وحسب ولكن.. كما سرت إشاعة بعد ذلك بأن الشاعر سلطان الصريمي الذي كان وقتها يقيم في الحديدة قد رحل إلى صنعاء للاعتقال وهو ما يؤكد خطورة الأغنية الناجحة والتأثير الوارد فعاليته في الجماهير.. وقصيدة الشاعر سلطان الصريمي “نشوان” عندما نشرت في مجلة الحكمة اليمانية في عهد الرئيس الحمدي لم تنزعج منها الدوائر الحكومية المختصة لسبب بسيط هو أنها كانت خارج دائرة التأثير والفعل الجماهيري، ولكن عندما طارت على أجنحة نغم دخلت ضمن مكونات الذوق والإحساس الشعبي وهنا أحست الجهات المختصة بالخطورة وأعماها الغضب فلم تتفحص مضمون القصيدة ولا زمن كتابتها فداهمت الشاعر في مأمنه وهو لا يعلم من الأمر شيئاً.
واختتم الحديث بالقول: إن الصدق الفني في أغنية نشوان في عناصرها الثلاثة أعطاها الانتشار الواسع ليس في اليمن فحسب وإنما الجزيرة وعموم الخليج العربي والمنظمات الوطنية العربية على الرغم من لهجتها الكلامية لمنطقة معافر اليمنية وما تحمله في طياتها من مفردات “مرمزة” قد يصعب فهمها حتى على البعض من أهل المنطقة نفسها، وأقول هذا الكلام لمن أتعبوا الشعر والغناء في البحث عن التمجيد الاجوف للإنجازات العادية التي هي من صميم واجبات الدولة أو الفردية القيادية وأتعبوهما على الوجه الآخر في كتابة الملاحم الصغيرة والاوبريتات غير الدقيقة فنياً تحت دعاوي الأعمال الثورية والوطنية وصرفوا في سبيل ذلك مبالغ طائلة والناتج أن المواطن اليمني المقصود بكل هذه الأعمال، دعك عن غيره، لم يحس بها إطلاقاً لتجردها من الصدق في حياته السياسية والاجتماعية وبالتالي يأتي الخلق الفني باهتاً ولا يمتزج مع الوجدان الجماهيري. كما أن الفنان المرشدي كانت له صلته بالقيادات السياسية، فقد كان على صلة بعبدالفتاح اسماعيل الذي غنى له قصيدة “تاج النهار”.


نـشوان
كلمات - د . سلطان الصريمي

نـشـوان لا تفجَــعَــك خَسَــاسَة الحِنْــــشَانْ
ولا تُـبَـهِّـــر إذا مــاتــــــت غُـــصُـــون الــبـــان
الموت يا بن التعــاسة يخـلــُق الشُّجـــعـــان
فكِّر بباكر ولا تـــبـــــكِ على مــا كـــــان

قطر العروق جاء يُـسقِّي الورد يا نشو ان
حِسَّك تُصـــدِّق عجائب طاهِش الحَوبان
ولا تُـــــصَـــــدِّق عِـــصـــابَة عـمَّنــا رَشــــوان
أصــحــابـــها ضــيّــعــونا كسّــروا المـيــزان
بــاعــوا الأصابِع وخلّوا الجِسم للديدانْ
وقــطَّـعــــوهــا عـلى مــا يـشـتـهـي الــوزّان
فــكــر بــبــاكـــر ولا تــبــكِ على ماكان

لكـــن دم الضحـــايــا صـــانـــع الألــحــــــان
لحّـــن لصنعاء نشيد الأرض والريحــــان
ولاح بـــرق المعــنّى في جــبــل شــمــســــــان
ينقُش على الصّخر والأحجار والعِيدان
لـكــن زرع الحَــنَـــش وحـــــارس البُستــــان
يشـتــي يركّب برأس الجـمـبية جـعـنان
فكر بــبــاكـــر ولا تــبــــــكِ على ماكــــان

نـــشــــوان أنــــــا فـــريــــســـة المـــــصــــالــــــح
ضـــــحــــــيـــــــــة الـــــطـــبــــال والـــــقـــــوارح
من يـــوم خُــلِـــق ســيــف الحـسَــن وصالِح
وانــــا وحــــــيـــــد في قــــــريـــتــــي أشـــــــارح
أبــنـــي المَــكَـــــاسِـــــر وازرَع الـــبــــــراصِــــــح
والـــــفــــــائــــــــدة لِمَـــــنْ مَـــــسَـــبُّـــه فــــاتِـــــح
والـــويـــــل لمـــــن في سُـــــوقِـــــنــــــا يُـــــصارِح
أو من بَجَش صِــدقُــــه على الفَضَـــــائِــــح

نــشـــوان كــــم في جـــعـــبــتــي نصـــائـــــح
وكــــــم ورِم قــــلــــــبــــي من الفـــضـــائـــح
وكم شــــســــامِـــح لــــو أنا شــــــســــامِــــــح
أوصـــــيــــــك لا تـــــــهــــــــرب ولا تـــــمـــــازح
لا تــــفـــــتــــجـــــع من كــــــثـــــرة المــــــرازح
شُـــــق الـــطَـــــريــــــق وظــــهِّــــر المَـــــلامِـــــح
حـــتــــى تُـــعــــانِــــــق صبــــحــــنـــــا تـــصافح
ويـــــنــــــتــــهي الإرهــــــــــــاب والمــــــذابِــــــــــح

نشوان ســـامـــح من جِـــــنِـــــن وهَــــسّــــتَــــر
ومــــن رِدِع عَـــــرض الجِـــــــدار وفـــــكّــــــــر
ولا تُـــــــسَــــــامِـــــــح مـــــن رقًـــــــد وفــــسّـــرْ
أو الــــــذي مــــن عَـــــــومَــــــتُـــــه تِــــكَــــسَّـــــر
أمــــــا الــــذي عِــنـــد المـــصـــــيــبــة يـــفـــتَــر
وبــــالـــنــــفَــــس يَـــــهـــــــدِر هَـــــدِيـــــر عَــنتَر
يـحــــتــــاج تـــلـــقـــيـــنـــه دُروس ومَـــعـــشَـــر
فـهو من الحِــــنــــشـــــانِ بَـــــلْ هــــو أخـــطَـــر