آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 09:52 ص

اخبار عدن


داعية سلفي بارز : الشيخ راوي قرر السفر للخارج بعد التحريض عليه ولكن يد الغدر سبقت سفره

الأحد - 31 يناير 2016 - 09:11 م بتوقيت عدن

داعية سلفي بارز : الشيخ راوي قرر السفر للخارج بعد التحريض عليه ولكن يد الغدر سبقت سفره
الشهيد الشيخ سمحان عبدالعزيز (راوي)

عدن تايم / خاص :

شهيقال الداعية السلفي البارز الشيخ عمار بن ناشر أن تلميذه الشيخ راوي كان قد قرر السفر الى الخارج لكن يد الغدر سبقت فاغتالته .
وأضاف الشيخ عمار بن ناشر في مقال رثاء لتلميذه الشيخ سمحان عبدالعزيز العريقي المشهور بـ (الشيخ راوي) : (( لما أكثر عليه الناصحون بضرورة الهجرة خوفا على حياته لما رأوا ما يوجه في حقه من حملة إعلامية شرسة قرر السفر لكن يد الغدر سبقت فاغتالته وكأن الله أراد أن يتخذ منه وعنده شهيدا ولتفضح شهادته مايدار من مؤامرة خفية على الدين والوطن )) .
والشيخ سمحان (راوي) هو أحد أبرز قيادات المقاومة الجنوبية (الفصيل السلفي) وهو امام وخطيب جامع ابن القيم بمديرية البريقة بعدن وعضو المجلس المحلي للمديرية ، ووجدت جثته في وقت متاخر من مساء أمس ملقاة قرب جولة سوزوكي الفاصلة بين مديريتي الشيخ عثمان وخورمكسر وعليها اثار تعذيب ، في حين رجحت مصادر ان يكون قد اختطف من البريقة مساء أمس قبل أن تتم تصفيته .
وفيما يلي نص مقال الشيخ عمار بن ناشر :
الشيخ راوي العالم الشهيد مدرسة تربوية جامعة.
تدمع العين ويحزن القلب وإنا على فراقك أخانا أبا الحسن راوي لمحزونون وعلى دربك ماضون.
لقد رزئت محافظة عدن خاصة والمنطقة عامة بخبر اغتيال الشيخ الشهيد راوي بن عبد العزيز رحمه الله .مثل موته لدى أهل المنطقة فاجعة وخسارة كبيرة نظرا لما كان يتحلى به الشيخ الشهيد من مزايا كريمة قل إن تجتمع في مثله رحمه الله تعالى. ومن واقعي كأستاذ للشيخ وصاحب لسنين طويلة وتلميذ له في نفس الوقت. حيث كنت وغيري عالة على مدرسته التربوية الجامعة.
أشهد أنه قد اجتمعت فيه من خصال الخير مالم تجتمع إلا للقليل .أشبه الصحابة في جوانب الخير و الفضل إلا مااختصوا به من شرف الرؤية للنبي صلى الله عليه وسلم والجهاد معه.
الناس ألف منهم كواحد
وراوي كاﻷلف إن أمر عنى.
وليس على الله بمستنكر
أن يجمع العالم في واحد.
كان سلفي المعتقد معتدل المنهج حسن اﻷخلاق عالما بالشرع، شجاعا في الحق مهاب الجانب على تواضعه الجم غيورا على الدين والوطن محتسبا باﻷمر بالمعروف والنهي عن المنكر عفيف اللسان متورعا عن الشبهة والحرام لاتفارق الابتسامة الصادقة والحياء محياه الجميل خاشعا أسيفا بكاء في صلاته وخطبته وموعظته .
لا أعرف رجلا أعظم برا بوالديه المسنين منه يغسل عنهما اﻵذى بيديه. تغلب عليه شدة العاطفة والرحمة كلما سمع هيعة أو فزعة أسرع اليها ﻹغاثة ملهوف أو نجدة مكروب. حريصا على العلم تعلما وتعليما محبا للعلماء غيورا على السنة وعلى حقوق الناس متعاونا مع الجميع في المصلحة العامة. ولما دهم العدو الحوثعفاشي المنطقة كان الشهيد بشهادة الجميع من أول من حشد الناس لرد العدوان وكان قائدا لسلاح الكاتيوشا ومسؤؤل التموين والوقود في منطقة البريقة. هذه المنطقة التي منعت دخول العدو وكانت منطلق التحرير للمحافظة كلها. قتلوه لعمق وسعة تأثيره فقد اجتمع على حبه الناس حتى المسرفون في المعاصي لصدقه وإخلاصه وتواضعه وحسن منطقه وقوة حجته . ولذلك حظي باﻷغلبية في انتخابات المجلس المحلي رغم كل ماعرض عليه من إغراءات وضغوط لترك الترشح .
وتغلب على منافسيه رغم ماحظوا به من دعم سخي وتمكن من زيادة رصيده في خدمة الناس من خلال موقعه في المجلس المحلي ومنبر الخطابة الذي كان بحق من أبلغ وأفصح خطباء المنطقة وكان له قوة الحجة وعمق العاطفة والتأثير. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من المخلصين الصادقين. كان يكسب رزقه من عرق جبينه يعمل على سيارة اﻷجرة . كريما فاتحا بيته لكل أصناف الناس لحل المشكلات لايكاد يأكل إلا مع ضيوفه. وربما دخل بيته في ساعة متأخرة فيأتيه الملهوف في مسألة أو مشكلة أو معضلة فيجلس معه أو يخرج على الفور لحلها ولايعتذر بحاجته إلى الراحة أو الطعام.
وبعد الحرب أثارت عليه المطابخ اﻹعلامية إشاعات مغرضة حاقدة بانتمائه - زورا - إلى القاعدة وداعش مع علمهم بأنه من أول من استقبل جنود التحالف. وبتعاونه مع الجهات المسؤؤلة في كشف تفجيرات البريقة . ولم يتركوا أي شبهة أو تهمة إلا ورموه بها ثم كانت قتلته الشنيعة معبرة عن شدة الحقد الدفين في صدور أعدائه أسلوب جديد ﻹرهاب أهل الدين والتأثير حيث تم اختطافه وتعذيبه بكل قسوة كرسالة لمن وراءه وعلى شاكلته. ورميت جثته الطاهرة كأن لارقيب ولا حسيب في منتصف الليل. ولما أكثر عليه الناصحون بضرورة الهجرة خوفا على حياته لما رأوا مايوجه في حقه من حملة إعلامية شرسة قرر السفر لكن يد الغدر سبقت فاغتالته وكأن الله أراد أن يتخذ منه وعنده شهيدا ولتفضح شهادته مايدار من مؤامرة خفية على الدين والوطن. وفعلا عاش بطلا ومات بطلا بل والله مامات من ترك وراءه إرثا كبيرا كريما من علم نافع ودعوة ملأت صدور وعقول الناس ومنهجا وفكرا معتدلا وقيما راسخة ورجالا صنعهم على عينه وعلى شاكلته.
حسبه انه كان صادقا باذلا نفسه وكل مايملك لله وفي سبل الخير.
كأنه فعل أحسن مايقدر ليكون له ذخرا عند رب عظيم كريم رحيم لايضيع أجر المحسنين والمصلحين .
عزاؤنا أنه طالما كان يتمنى الشهادة يبحث عنها مظانها فحقق الله مناه .وأنها سبيل اﻷنبياء والصديقين والشهداء من قبله وأن ماعند الله له خير مما عندنا وأن الله لايرد دعوات( شهدائه في أرضه) من المحبين والمخلصين بأن يحشره في المهديين ويرفع درجاته في عليين ويخلفه في أهله بخير في الغابرين. نم قرير العين ياحبيبنا فلا نامت أعين الجبناء المجرمين.
عظم الله أجرنا وأحسن عزاءنا فيك أيها الشيخ المجاهد البطل فلله ماأخذ وله ماأعطى وكل شيء بأجل. والحمدلله على كل حال وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل والحمدلله رب العالمين.
عمار بن ناشر العريقي.