آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 10:57 ص

شهداء التحرير


قصة شهيد: علاء الفقية.. رفض الزواج مفضلا الشهادة

الإثنين - 26 فبراير 2018 - 08:33 م بتوقيت عدن

قصة شهيد: علاء الفقية.. رفض الزواج مفضلا الشهادة

كتب: فاطمة العبادي

"نلتقي في الجنه " هذه هي مقولة الشهيد علاء عمر الفقية عندما يحدثه أحد أفراد عائلته عن  ذهابه للقتال إلى باب المندب، عقب سؤاله عن موعد عودته إليهم.
ولد علاء في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، في منزل صغير يضم عائلة المكونة من خمسة أبناء وام واب  ويوجد فيها حلم صغير على هيئة بقالة صغيرة في طرف المنزل الخارجي يجلس  فيها الابن الأكبر ليبيع على الأطفال ومن في الحارة بعض الحاجيات  لم يمكث الشاب فيها إلا أشهر قليلة قبل تحقيق حلمه بالشهادة.
 لم يسبق لعلاء المشاركة في أي معارك ولم يخض أي نوع من أنواع الحروب بل لم يستخدم السلاح قط وادفع بلهفة  وطنية للمشاركة في المعركة الأخيرة تحديداً في أيام التحرير الأخيرة لتطهير محافظة لحج من عناصر الحوثي الغاشمة ومنذ يومها لم يتوقف سوء أيام حتى التحق إلى جبهة باب المندب ليشارك في المعارك العنيفه و يقف في الصفوف الأولى ضد العدوان الغاشم هناك.
لم تشهد أم علا أي خسارات  في حياتها قط ، ولكنها خسرت ابنها البكر في جبهة باب المندب وكما حدثتني :لم يجبره أحد على الذهاب إلى هناك كانت رغبة شخصية منه ولم أستطع انا ووالده منعه خاصة بأنه في الفترة الأخيرة بداء بتشكيل حلمه البسيط الخاص به واذا بدأ به الأمر بتغيير كل ما كان يخطط له و يستبدله  بالجبهة.
يتذكر اقارب علاء أن "السلاح"  كان الحلم الذي يريد امتلاكه لضمان أن يكون رفيقه في أي مكان يواجه فيه العناصر الحوثية أو إذا عاودت المعارك في مدينته الحوطة ولكن مع الأسف لم يصرف له السلاح الخاص إلا بعد استشهاده !.
وبعد انضمامه بثمانية أشهر إلى جبهة باب المندب كان بدايته فيها جندي عادي كغيره من الشباب الملتحقين حديثاً وترقى بعد ذلك حتى وصل قائد مجموعة بعد أن أصيب القائد الذي كان قبله بإصابة بليغة وتم نقله إلى الهند لتلقى العلاج واستمر الشهيد علاء في الصفوف الأولى في المعارك.
وفي 2017/2/19 تعرضت الجبهة التي كان فيها إلى هجوم قوي من الحوثيين وتم ضربة اول هاون وأصيب بعض من الشباب ووصل  الشهيد علاء إليهم ليقوم باسعافهم إلا وتأتي ضربة الهاون الثانية وإصابت الشهيد علاء و رفيقه  المجاهد حمزة نصر ، وتم إسعاف الشهيد إلى مستشفى الجمهورية  بخور مكسر وكان في حاله خطره للغاية حتى بلغ اهله بأنه توفي من هول ما كان فيه.
و لحق بعض من أصدقائه إلى المستشفى وتأكدوا بأنه مازال على قيد الحياة وادخلوه إلى غرفة العمليات وتم نقله بعد ذلك إلى مستشفى النقيب ولم يتمكن علاء من الاستيقاظ طوال عشره أيام حتى وافته المنية في 11 مارس 2017م.
وقالت شقيقته الصغرى يوم استشهاد أخي هو اليوم الأصعب في حياتي كلها هو بمثابة السند الذي اتكى عليه وقوتي الأولى على فراقه كان مصدرها امي لأنها كانت دافع قوي لثبات البيت بأكمله والشي الثاني عندما رأيته في الكفن وهو ضاحك أحسست بأنه سعيد والضحكة تعلو وجهه.
علاء من مواليد لحج ويبلغ من العمر 27 عام يرجع تاريخ ميلاده إلى 1989/1/7 خريج ثانوية عامة في مدرسة الفاروق و هو الأكبر بين اشقائه الخمسة ولأنه كذلك فقد الحت عليه والدته مراراً وتكراراً بإقناعه بالزواج ولكنه يأبى في كل مره ويجيب "أنني أريد من بنات الحور"  وتقول: بأنها رجت من الله أن يتقبله شهيد .