آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 01:21 ص

اخبار وتقارير


كيف تحولت مديرية المنصورة بعدن من ساحة للثورة إلى مرفأ للعابثين ؟؟

الجمعة - 29 يناير 2016 - 05:28 م بتوقيت عدن

كيف تحولت مديرية المنصورة بعدن من ساحة للثورة إلى مرفأ للعابثين ؟؟

رصد / دفاع صالح

لم يدُرْ بخلد أحدٍ منهم أن ساحتهم التي انطلقوا منها بثورة انتفضت لثأر العزة والكرامة – قد تتحول في يومٍ ما إلى مسرح يلهو فيه المخربون الراكضون خلف الأهداف السوداء ..
شباب ثورة الـحادي عشر من فبراير في منصورة عدن الذين حملوا أكفانهم لتغيير السواد بلونها الأبيض يأسفون اليوم لما حلّ بساحة ثورتهم ، المدينة التي تحولت إلى بيئة خصبة للقتل والتخريب وإثارة الفوضى..


ريادة ثورية ثم مسرح اغتيالات
المنصورة، وهي جزء لا يتجزأ من المدينة الباسلة عدن كان لساحتها ريادة في العمل الثوري ضد الظلم والإقصاء الذي مارسه نظام المخلوع ضد الجنوب على مدى سنوات طويلة ، فالتقت فيها كل الأطياف وكانت ساحتها منبرا لكل المدافعين عن الحق، وشهدت تلك الساحة تباشير خير لبذرة كان غراسها الإرادة وارتوت بدماء جادت بها نفوسٌ زكية، وبعد أن أورقت وأثمرت تلك البذرة على مدى خمس سنوات، أصبحت مدينة المنصورة مرفأ للعابثين بأمن عدن، حيث يرى مراقبون أن مدينة المنصورة شهدت 90% من حوادث الاغتيالات التي تستهدف أمن المدينة.
فما هي المسببات التي أفرزتها المرحلة السابقة وجعلت من المنصورة أرضية خصبة لإزهاق الأرواح ؟!


مدينة مترامية دون تأمين
كون المنصورة مدينة مترامية، فمساحتها الكبيرة والمناطق السكنية المستحدثة فيها يعد سببا رئيسا من وجهة نظر د/ نجوين المرزقي – ناشطة – وتضيف : ( كبر مساحتها وتنوع الساكنين فيها من مختلف المحافظات وعدد كبير فيها من الشباب الذين تنوعت أفكارهم ، وأكثرهم عاطلون عن العلم والعمل لهذا فهم لقمة سائغة لأي طرف يهدف إلى اختلاق الأزمات)
من جانبه يرى علي الدياني – إعلامي، أن مدينة المنصورة كانت المرتع لوجود عناصر متعددة الاتجاهات هدفها زعزعة الأمن والاستقرار.
ويذهب بالقول أن عدم الحرص على أمن مدينة المنصورة المترامية وترك مداخلها دون تأمين قد جعلها بيئة ملائمة لتلك العصابات التي تعبث بالأمن الآن وبشكل شبه يومي.
ويضيف : (إن ما يجري في عدن المدينة المسالمة هو مخطط تقف خلفه جهات محلية وخارجية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار فيها وإعطاء صورة مشوهة عن هذه المدينة ذات النهج المدني وضرب اقتصادها وتعطيل مؤسساتها ونشر الرعب بين أهلها المسالمين، لذا يجب علينا جميعا أن نشارك في حماية أمن عدن بشكل عام والمنصورة بشكل خاص من خلال إبلاغ الجهات الأمنية الرسمية عن أي تحركات تبدو مشبوهة).

حرب صامتة
الفوضى وحوادث الاغتيالات تطلق عليها الأستاذة نادرة عبد القدوس الحرب الصامتة، وتتساءل : من الذي يدير هذه العمليات؟ ومنذ متى تم التخطيط لها؟ وهل ستستمر، وإلى متى؟
وترى أن هناك مجموعة من الإجراءات التي يجب العمل بها للحد من تدهور الوضع الأمني، فتقول: (يجب إغلاق منافذ عدن من كل الاتجاهات، وتفتيش البيوت والمنازل المختلفة والفنادق والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية في عدن .. وهذا ما تم اتخاذه بعد احتلال عدن من قبل قوات عفاش عام 1994م، وكذا عدم التهاون مع حاملي السلاح غير المصرح لهم).
ودعت في ختام حديثها قيادة العاصمة عدن إلى الاحتراز وعدم التهاون مع أي كان.
المحامية افتكار السقاف تؤكد أن ما يحدث في مدينة المنصورة يأتي بناء على تخطيط محكم ومعلومات دقيقة، وترى أن البحث والتحري وراء دلائل الجرائم المتوالية للاغتيالات يُمكّنْ من الوصول ولو لخيوط أولية حول الجناة.


للفوضى مخابئ آمنة
الاغتيالات التي تشهدها مدينة عدن وخاصة مدينة المنصورة هي نتاج طبيعي للوضع الأمني المتدهور. وهذا الانفلات الأمني الذي تعيشه عدن صنعه النظام السابق(المخلوع صالح) وبالذات بعد ثورة الشباب 2011م التي عملت على إسقاط نظامه.. هذا ما أشارت إليه سماح جميل - المدير التنفيذي لمركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان، وقالت: (واتساع دائرة الفوضى في المنصورة له علاقة بالمساحات المفتوحة فيها والفلل والأحواش والمساكن الجديدة التي وضعت بعضها كمقرات ومخابئ للخلايا النائمة).
واستدركت : (تم توقيف عمل كل مراكز الشرطة في عدن واكتفى المخلوع بتسليم كل ما يتعلق بأمن عدن إلى جهازه القمعي المتمثل بالأمن المركزي المسؤول عن تفجير الوضع الأمني في عدن ليمهد لدخول الحوثيين للانضمام مع بقايا أجهزة النظام السابق الموجودة في عدن لغرض السيطرة عليها.. وفشل مخططهم وانهزموا.. وتحررت مدينة عدن .. لكن خلاياهم الاحتياطية والنائمة استمرت تحت أغطية مختلفة، وهي الآن تقوم بهذه الاغتيالات لغرض إرباك الوضع الأمني وإقلاق السكينة العامة للإيحاء بأن عدن مازالت تعاني، ويراد بها أيضا خلق مشكلات داخل المجتمع في عدن والجنوب بشكل عام).


شعلة ثورية متقدة
نائف العمري – أحد شباب المقاومة ، قال : ( المنصورة قدمت خيرة شبابها في سبيل الحرية، وتضحيات عام 2011م لا يمكن أن تُنسى، الثورة السلمية كانت انطلاقة أولى حين خرج شباب ونساء المنصورة بعزيمة لا تلين رافضين الظلم والقهر، والآن يسعى العابثون إلى تشويه ذلك النضال بهذه الحوادث الإجرامية التي تستهدف عدن بكل ما فيها).
وأردف :(سكان المنصورة بشكل عام على استعداد تام لمساعدة الأجهزة الأمنية في إطار خطة محكمة لإبعاد عدن عن دائرة الفوضى والقتل والتخريب).
لم تنطفئ بعد شعلة الثورة .. هكذا يؤكد الثائرون ، فهل من معين لهم للخروج من فخ الحرائق التي يشعلها المتآمرون ؟!