آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 09:18 ص

اخبار عدن


تأجيج المذهبية.. ورقة من أوراق الحرب على عدن

الأربعاء - 27 يناير 2016 - 10:30 ص بتوقيت عدن

تأجيج المذهبية.. ورقة من أوراق الحرب على عدن

كتب/ د. اسمهان العلس

أن تؤجج المذهبية في عدن في هذه الفترة على أبناء عدن البهرة، وهي الحرب ذاتها التي تموج بها البلاد العربية من العراق وسوريا ووصلت حتى اليمن . وتستوي تحت نيرانها مشاريع صراع قادمة في بلدان عربية أخرى . فقد أصبحت آليات حروب القرن الواحد وعشرين في هذه البلاد تذكى على نار الطائفية والمذهبية بل والمناطقية . وتنتشي على قاعدة الصدام بين المواطنين أبناء اللحمة المجتمعية الواحدة .
عدن اليوم العالمية الملامح السمحة في ترابطها تنهش حرب 2016 أوصالها بإثارة العداء بينها وبين أبائنها من البهرة . وهي المدينة التي احتضت شوارعها اسرهم وممتلكاتهم التجارية ومسساجدهم . بل أصبح لهم في بيوتنا عروقا ودماء ، فقد تصاهرنا وتوالدنا دون النظر إلى الاختلاف العرقي والمذهبي .
عبارة لم ينطق بها اللسان العدني إلاّ بعد عام 1990 " من أين أنت " وعدن المدينة التي أحتكمت لإنسانيتها وفتحت أبوابها وشيدت منازلها لإحتضان العالم . بل وأحتكمت لمنطق الترقيم لمحافظاتها بعد الاستقلال دفعا النعرات المناطقية والانتماءات القبلية من الانتشار بيننا . وتساوى الجميع أمام عدن أولا وأخيرا .
مدينة هذا موروثها الثقافي أحاطت أموال البهرة بالصون والرعاية مئات السنين . وهبت للدفاع عن ابنها " أبن لالجي "وانتصرت له أمام جبروت سلطة صنعاء عندما كان على قاب قوسين من العقوبة لأنه أبن عدن التي استقامت تجارته في شوارعها وتواصلت بنجاح دون ضرر أو تمييز في أحضان نظام عدن الوطني الديموقراطي بعد الاستقلال . وما زالت الذاكرة الحية تختزل الكثير والكثير عن أبناء عدن البهرة .
إنها السياسة الوسخة التي أدارت حرب 2015 وانتصرت عدن عليها . وهي اليوم تقلب في ملف الحرب ورقة البهرة وغدا الهنود والصومال.. وغيرهم من المناطقية والعرقية ، مثلما تستنهض في الملف ذاته مخططات الاغتيالات الممنهجية لأبناء عدن وسعير الفوضى والإرباك للحياة العامة في هذه المدينة الآمنة ، التي نضاهي بها الدنيا بخلوها من السلاح . أصبح اليوم يمتد العبث المرسوم لمفاصل المدينة ومقدراتها حدا لا يوصف.
. إنها الحرب التي فشلت في وجه عدن.. تجدد اليوم دمائها وتستخدم آليات قذرة تنهك بها عدن، فانتصروا يا أبناء عدن البهرة لعدن واستنهضوا من ذاكرتكم كل جميل عنها ، فقد اختلط الدم بالنسب والمعاشرة . وهذه هي عدن التي لم تتركوها ليلة الاستقلال، وكنتم نسيجها الوطني الذي عمّر النظام الوطني الديمقراطي واحتضنكم ذلك النظام في خلجات قلبه . فكنتم رجاله وكوادره التي ازدانت بها عدن.