آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 01:21 ص

قضايا


حلي الفضة في اليمن صناعة عريقة تعاني من الحرب

السبت - 04 نوفمبر 2017 - 09:59 ص بتوقيت عدن

حلي الفضة في اليمن صناعة عريقة تعاني من الحرب

عدن تايم - صحف :

يعاني صناع المشغولات اليدوية وعلى رأسها صناعة الحلي في اليمن من ركود تجارتهم بسبب الظروف الأمنية في البلاد، التي انعكست بقوة على قطاع السياحة. ويقول تجار وحرفيو الحلي “إن الإقبال على شراء الحلي تراجع بسبب الظروف التي تمر بها البلاد”.

ولم تنزع الظروف الصعبة وركود التجارة مسحة الجمال عن الحلي، فمازالت هذه الأشغال اليدوية تمتاز بالجمال والدقة وهي مستوحاة من روح التراث اليمني العريق.

ويستخدم الصائغون في صنعاء القديمة الفضة والعقيق اليمني والنحاس وغيرها من الخامات في صناعة الحلي.

وتعتبر المشغولات الفضية إحدى الحرف الهامة التي اشتهر بها اليمن عبر المئات من السنين، وقد أثبتت الحفريات الأثرية والعلمية وجود مشغولات فضية تعود إلى عصر الحضارات القديمة. وقبل انتشار النقود في العالم كانت الفضة اليمنية تتبوأ مكانة سامية كرمز للثراء والقوة في العصور القديمة.

وكانت الفضة في اليمن مصدرا للقوة والجمال، وتحرص اليمنيات على ارتداء الحلي من الفضة في جميع الأوقات والمناسبات باعتبارها وسيلة لجذب اهتمام الرجال، وبالمقابل كان الرجال يمنحون زوجاتهم مهورا من الفضة، لأن قيمة المرأة ووجاهتها تتوقفان على كمية الفضة التي تمتلكها.

وعرفت حرفة الحلي والإكسسوارات الخاصة بالمرأة منذ عصر ملكة اليمن بلقيس، إذ كانت من أكثر ملكات العالم اهتماما بالحلي والمجوهرات والأحجار الكريمة.

وتتميز صناعة الحلي من الفضة في اليمن بدقة زخارفها، وتتمثل في الأساور والقلائد والخلخال والكردان وغطاء الصدر، إلى جانب الأقراط. ونقشت السيوف والجنابي والخناجر والبنادق والصناديق الخشبية والفوانيس وأباريق القهوة والمباخر وزخرفت بالفضة.

وتجمع زخارف الحلي الفضية بين التشكيل الحر بكل ما تحويه الذاكرة الشعبية وبين التشكيل الهندسي، فهي صناعة حرفية تعمل أيادي الصناع على تحويل صفائح الفضة إلى لوحات وتحف فنية بأدوات بسيطة منها المطرقة والسندان والقالب وأداة نفخ الكير.

وتبدأ صناعة الحلي بصهر الفضة إلى سائل ثم يسكب في قالب مصنوع من مادة مقاومة لدرجات الحرارة المرتفعة، وبعد ذلك يتم تبريده بوضع القالب على سطح ماء بارد، ثم يطرق إلى أن تتكون صفيحة عريضة ورقيقة يتم تقطيعها وتشكيلها حسب الغرض الذي يراد صناعته، مثل حلي النساء من الأساور (البناجري) والخواتم والشلاشل والخلاخل والأقراط والحلق وأغطية الرأس.

الفضة في اليمن مصدر للقوة والجمال
ولا يقتصر استعمال الفضة على النساء فقط، فرجال اليمن يزينون سيوفهم وخناجرهم بالخيوط الفضية والتي تضفي عليها طابعا جماليا تزيد الرجال وجاهة ووقارا.

وظهرت صناعات عديدة للفضة في اليمن، كالصناعة البوسانية والزيدية والمنصورية كدلالة على الرقي الاجتماعي الذي وصلوا إليه.

ويقول علي شامية صاحب مصاغة في صنعاء، إن صناعة الحلي والفضيات مهنة متوارثة عن الأجداد، فالفضة البوسانية ترجع إلى الصائغ يحيى البوساني الذي برع في صناعتها على شكل أسلاك فضية دقيقة في وحدات زخرفية هندسية بديعة، والفضة البديحية تعمل بطريقة الصب، والفضة الزيدية نسبة لمدينة الزيدية في محافظة الحديدة وتعتمد على الزخارف النباتية والزخرفة الإسلامية أما والفضة الأكوعية فقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى أسرة بيت الأكوع والتي اشتهرت بصناعة أغمدة الجنابي “العسوب”، وهناك تنوع كبير في الأشكال والزخارف الهندسية والتطعيم بالجواهر المختلفة التي تجعل من الفضة تحفا نادرة.

ويعتمد صناع الحلي على السائحين الذين يزورون المواقع الأثرية في صنعاء القديمة، لترويجها أكثر، لكن الاضطرابات التي يشهدها اليمن أدت إلى توقف حركة السياحة، الأمر الذي أثر سلبا على مبيعات المنتجات التقليدية بصفة عامة.

ويقول الصائغي محمد الحمامي “عملنا مرتبط بالنشاط السياحي الذي تعطل بسبب الانفلات الأمني الذي تعيشه البلاد، فكلما قلنا ستهدأ الأمور تعود الفوضى مجددا”.

ويقول إبراهيم أصلان صاحب متجر بيع حلي في صنعاء، إن أغلب الصاغة حولوا محلاتهم إلى تجارة الملابس لأنها تحقق أرباحا أكثر، مضيفا أن كل الحرفيين في اليمن يعانون من الركود بسبب تراجع السياحة، “ونأمل أن تتحسن الأمور حتى تستمر الحياة ونحيي تراثنا وثقافتنا”.