آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

الصحافة اليوم


خلاف #الحوثي وصالح يهدم خطط #إيران

الثلاثاء - 11 أبريل 2017 - 10:50 ص بتوقيت عدن

خلاف #الحوثي وصالح يهدم خطط #إيران

عدن تايم - صحف :


يبدو أن تزايد الخلافات بين الحوثي والمخلوع صالح، خلال الأسابيع القليلة الماضية قد زاد من قلق إيران على مصير خططها الإرهابية بشأن اليمن والمنطقة ككل. فقد تحدثت تقارير أن إيران دخلت، مدعومة بحزب الله اللبناني الموجود في صنعاء، في مسار وساطات جادة من أجل تقريب وجهات النظر بين الحوثيين وصالح ومنع حدوث صدام مسلح بين الجانبين.
وجاءت هذه التحركات بعد التصعيد الواضح من كلا الجانبين على أمل أن تكون لأي منهما الكلمة العليا في صنعاء والسيطرة على الحكم. واتضحت أبعاد هذه الخلافات في مناسبات عديدة لعل أبرزها اندلاع مواجهات بين أنصار صالح والحوثيين وسط صنعاء منذ أسابيع. وجاءت هذه الاشتباكات العنيفة وسط سوق شعبي كان يريد الحوثيون السيطرة عليه بغرض أخذ الجبايات والضرائب من هذا السوق. وتشهد صنعاء منذ ذلك الوقت موجات من التوتر بين طرفي الانقلاب بالإضافة إلى انفلات امني غير مسبوق. وهذه الخلافات ليست بالجديدة حيث وقعت خلافات سياسية عندما دب الصراع على تشكيل ما يسمى بـحكومة الانقلاب التي اتفق عليها صالح مع ميليشيات الحوثي، كما أن التعيينات التي نفذها الحوثيون في صنعاء بمواقع حساسة، وأسفرت عن تهميش أنصار المخلوع صالح، زادت من هوة الخلافات بين طرفي الانقلاب، حتى أن المخلوع طلب من أعضاء الحزب الصبر، حتى يتم سحق الحوثي ومن معه.
 ووصلت الخلافات إلى درجة أن الحوثي اتهم بالفعل أعوان وأنصار صالح بأنهم بمثابة الطابور الخامس داخل اليمن، وهو ما دفع صالح للتحرك سريعاً وعقد اجتماعات متتالية بعدد من ضباط الحرس الجمهوري لبحث سبل الحد من نفوذ الحوثيين. ومرت العلاقات بين الطرفين بصدمة أخرى بعد أن فرض الحوثي على أهالي الحديدة التجنيد الإجباري وكذلك بعض المحافظات اليمنية، وذلك رداً على قرار صالح بسحب قواته من صعدة، وشعور الحوثي بالنقص في صفوف مقاتليه، فضلاً عن إدراكه مدى هوس صالح بالسلطة وأنه يخطط للعودة إلى كرسي الرئاسة بكل الأساليب.ومن هنا يبدو واضحاً تماماً أن كلاً من طرفي الانقلاب يتحين الفرصة للانقضاض على الآخر والظفر بالسلطة منفرداً. ووسط هذا الصراع المتفاقم سارعت إيران إلى إيجاد وسيلة عبر عناصر حزب الله للسيطرة على الموقف بين حليفيها صالح والحوثي ومحاولة تهدئة الأوضاع بينهما، وذلك من خلال تهيئة الأجواء لعقد سلسلة من الاجتماعات بين الطرفين، غير أنه من الواضح تماماً أن هذه الوساطات لا تحقق أي تقدم، وتتزايد المخاوف من أن تشهد الأيام القادمة صراعات خطيرة في صنعاء قد تصل إلى موجة اغتيالات غير مسبوقة، وسيكون ذلك بين أنصار صالح وأعوان الحوثي.
وفي هذا الإطار، تقوم الميليشيات الحوثية بتعزيز أعداد الحراسات المفروضة على مدخل العاصمة الشمالي، الذي يربطها بمحافظة عمران المجاورة والمدخل الجنوبي المتاخم لمعسكر قوات الاحتياط الموالية للمخلوع صالح، كما تشهد صنعاء انتشارا مكثفا للحوثيين بالتزامن مع انتشار مماثل لقوات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع صالح في كافة الشوارع الرئيسة والفرعية بشمال ووسط صنعاء، فيما شوهدت مجاميع من قوات الحرس تتمركز في نقاط تفتيش مستحدثة بجنوب صنعاء وهو ما يهدد بقرب وقوع الصدام الدموي، خاصة أن مسؤولين محسوبين على صالح، تعرضوا خلال الفترة الماضية، للاستهداف من قبل الحوثيين، ومن بينهم، محمد علي سوار المسؤول الرفيع من الموالين لصالح، الذي نجا من محاولة اغتيال نفذها مسلحون حوثيون في صنعاء، وهو ما جعل أعوان صالح يعتكفون في منازلهم.
وانعكست هذه الخلافات على الوضع الميداني والعسكري، حيث تتلقى المليشيات الحوثية، وأيضاً أتباع صالح هزائم متتالية، وهو ما زاد من القلق الإيراني خاصة مع تزايد الشواهد على أن هذه الخلافات ستتطور مع مرور الوقت بلا شك وسيشهد تحالف الانقلاب تفككا كبيرا مع تزايد حدة الصراع بينهما.