آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 04:36 م

اخبار عدن


الجفري :حل القضية الجنوبية هو المفتاح للأمن واﻹستقرار في المنطقة

الثلاثاء - 15 ديسمبر 2015 - 12:10 ص بتوقيت عدن

الجفري :حل القضية الجنوبية هو المفتاح للأمن واﻹستقرار في المنطقة

ابوظبي / عدن تايم / خاص:


بعث السيد عبدالرحمن علي بن محمد الجفري
رئيس الهيئة الوطنية الجنوبية المؤقتة للتحرير والإستقلال (الهيئة) رئيس حزب رابطة الجنوب العربي الحر (الرابطة) رسالة الى السيد/بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة جاء فيها :

"معالي سيد/بان كي مون
الأمين العام للأمم المتحدة

تهدي الهيئة الوطنية الجنوبية المؤقتة للتحرير والاستقلال(الهيئة) تحياتها وتمنياتها بنجاح مسعاكم لإحلال السلام في منطقتنا.

ونحن إذ نتابع جهودكم ومساعيكم الحثيثة ومبعوثكم الخاص إلى اليمن السيد/اسماعيل ولد الشيخ أحمد، لنأمل أن تتوفقوا في وضع حدٍّ لنزيف الدم في اليمن الشقيق ووضع الحلول القابلة للتنفيذ ولإنهاء أزمة السلطة بما يحقق التنفيذ الصارم لقرارات الشرعية الدولية ومنها قرار مجلس الأمن 2216 في ما يتعلق بالصراع في اليمن الشقيق.

واسمحوا لي أن أؤكد ما جاء في مراسلاتنا السابقة بأن حل القضية الجنوبية هو المفتاح للأمن واﻹستقرار في المنطقة ووفقاً ﻹرادة شعب الجنوب العربي الذي لم يتوقف في التعبير عنها بمختلف الوسائل وفي مختلف المراحل منذ حرب إحتلال الجنوب في 1994م التي ألغت كل مضامين الوحدة على الأرض وفي النفوس.. وبدأ الشعب في الجنوب العربي بعد الاحتلال في الدفاع بطرق سلمية وعسكرية وقدّم الشهداء دفاعاً عن الأرض والأملاك والثروات وعن الوظيفة، وتصاعد هذا التعبير عن إرادة شعب الجنوب سلمياً حتى انطلاق شعبنا الجنوبي في حراك سلمي حاشد في 7|7|2007م مشكلاً حركة شعبية شاملة مطالباً بتحرير أرضه واستقلالها وبناء دولة الجنوب العربي الفيدرالية الجديدة كاملة السيادة على كامل أرض الجنوب المعروفة حدوده دولياً. وقدّم شعبنا في ثورته السلمية على مدى ثمان سنوات ما لا يقل عن ألفين شهيداً وخمسة آلاف جريحاً وآلاف المعتقلين وأُقصِيَ وسُرِّحَ عن العمل لما لا يقل عن 250 ألفاً من عسكريين ومدنيين وحرمان شبه كامل من البعثات الدراسية المدنية والعسكرية..

وقد شُنّت الحرب الثانية على الجنوب في مارس 2015م لترسيخ اﻹحتلال فقاوم شعبنا ببسالة وصمود أسطوري، لا شك تابعتوه، واستطاع تحرير أرضه من الغزو الجديد الذي قامت به مليشيات الحوثي وقوات صالح تحت سمع ونظر العالم، وهي قوى يمنية كالتي احتلت الجنوب عام1994م. ولا شك أن تميّز صمود المقاومة الجنوبية وتميّز تصميم شعب الجنوب على دحر العدوان قد أوضح بجلاء أن شعبنا يحمل قضية تحرير وطن وليست قضية صراع على سلطة.. وأن آلاف الشهداء والجرحى والأسرى فاق كلَّ الجبهات اﻷخرى، مما يؤكد إصرار شعب الجنوب على إنفاذ إرادته وأنه لن يقبل بأن تذهب تضحياته سدى ولن يقبل أن يعود مرة أخرى في أيِّ شكل من أشكال وحدة مفروضة عليه بعد كل هذه التضحيات وبعد كل ما عاناه طوال ربع قرن من القهر والمهانة واﻹستباحة وبعد كل محاولاته لكل أنواع الحلول التي أكدت له استحالة البقاء في دولة واحدة مع اليمن الشقيق.

إننا نحرص على علاقات مستقبلية سوية ومتميزة مع اليمن الشقيق تعيد الوئام، الذي دمره احتلال الوحدة المفروضة، وأن تكون بيننا علاقات تنمّي المصالح المشتركة وتساهم في تحقيق الإستقرار في البلدين والمنطقة.

وبذلك فقط يمكن أن نقضي على زرعة اﻹرهاب المصطنع التي أسسها ورعاها نظام صنعاء وصدّر بذورها إلى الجنوب الذي لم يألف مثل هذا اﻹرهاب باسم الدين في تاريخه كله.. فهذه النتوءات اﻹرهابية في الجنوب العربي لم تكن إلا رديفة ومتزامنة مع الغزو الإحتلالي للجنوب في 1994م و2015م.. ولم نشهد بروزاً لتلك النتوءات اﻹرهابية في الجنوب العربي إلا في ذيل غزو النظام اﻹحتلالي اليمني للجنوب.

إننا نناشد ونطالب الأمم المتحدة ببذل جهودها ﻹنفاذ إرادة شعب الجنوب العربي لتحقيق استقلاله وبناء دولته الجنوبية العربية، وفقاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي اﻹنساني، دون أي محاولات للمماطلة يحاولها اﻹحتلال ومن في فلكه؛ فإن شعبنا بعد كل هذه التجارب على مدى ربع قرن وبعد كل هذه التضحيات والمعاناة والقهر وبعد أن حرر معظم الجنوب لا يمكن أن يقبل بأيِّ حلول تعيده إلى أيِّ شكل من أشكال الوحدة أو اﻹتحاد الفيدرالي مع اليمن.. فمثل هذه الحلول لن تضيف إلا زيتاً على النار ولن تساهم إلا في رفع وتيرة اﻹرهاب الذي لم يجد أرضاً في الجنوب إلا في ظل الوحدة المفروضة ومتلازماً مع غزوات احتلالها للجنوب.

كما نؤكد أن استمرار أي استنساخ لمن يمثل الجنوب العربي وقضيته، في أيِّ مشاورات أو حوارات أو لقاءات أو مفاوضات، لن يكون إلا تكراراً أثبتت التجارب فشله وعقمه.

إن الحراك الشعبي والمقاومة الوطنية الجنوبية لا يمثله إلا من يؤمنون ويحملون ويتبنون أهداف القضية الجنوبية، في التحرير والإستقلال وبناء دولته الجنوبية العربية وهويته واستعادة أرضه كاملة بحدودها المعروفة دولياً والمعروفة مع اليمن الشقيق قبل مايو 1990م.. والحريصون على بناء جسور المصالح المتبادلة مع اليمن الشقيق لتحل محل جدار الكراهية الذي بناه اﻹحتلال وممارساته باسم الوحدة.. والذين يحرصون على أمن واستقرار المنطقة ودحر الإرهاب وأسبابه وعوامل بقائه.. وعلى علاقات متميزة مع الجوار وتبادل المصالح وصيانتها مع العالم.

إننا على ثقة أنكم ستأخذون ما جاء في مذكرتنا هذه بالاهتمام الكامل وأنكم من موقعكم ستحرصون على إنفاذ إرادة شعب الجنوب العربي وفقاً لميثاق اﻷمم المتحدة التي تمثلونها والقانون الدولي المعاصر الذي ترعون تنفيذه.. ونناشدكم أن لا تسمحوا بتجاوز ذلك كما حدث مع قرارات الأمم المتحدة منذ صيف 1963م وما بعده بالنسبة للجنوب العربي عندما تجاوزها المستعمر السابق للجنوب.
ونشكر دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والدور المميّز لدولة الإمارات العربية المتحدة وكل الأشقاء لدعم شعبنا الجنوبي في محنته وفي الدفاع عن نفسه، والدور المميّز للأشقاء في عملية الإغاثة وعلاج الجرحى وإعادة التأهيل للخدمات التي دمرها العدوان؛ كما نشكر المنظمات الدولية التي ساهمت في أعمال الإغاثة والعلاج.

تقبلوا خالص التحية والتقدير.

المخلص
عبدالرحمن علي بن محمد الجفري
رئيس الهيئة الوطنية الجنوبية المؤقتة للتحرير والإستقلال (الهيئة)
رئيس حزب رابطة الجنوب العربي الحر (الرابطة)
14 ديسمبر 2015م"