آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 03:36 م

تحقيقات وحوارات


مارم : حصول الحوثي على الأموال والأسلحة سيوقف الملاحة في البحر الأحمر

الأحد - 14 يناير 2018 - 02:10 م بتوقيت عدن

مارم : حصول الحوثي على الأموال والأسلحة سيوقف الملاحة في البحر الأحمر

حاورته/ مروة عنبر

لن نسمح لإيران بتوسيع نفوذها على حساب جيرانها بالمنطقة.. وعليها أن تكف عن تمويل الصراعات 

الموقف الذى وضعت الدوحة نفسها فيه كحكومة أدى إلى عزلتها واليمن انحاز إلى أشقائه

قال الدكتور محمد على مارم، السفير اليمنى فى القاهرة، إن الحكومة الشرعية تسيطر على أكثر من ٨٠٪ من أراضى البلاد، لافتًا إلى أن التكاتف الشعبى وجهود «التحالف العربى» وراء الاستقرار، الذى بدأ يتحقق منذ فترة. وكشف «مارم»، فى حوار مع «الدستور»، أن البرلمان اليمنى سيكتمل تشكيله، ويجتمع فى موعده، خلال نوفمبر المقبل، محذرًا من أنه إذا حصل الحوثيون على الأموال والأسلحة، سينفذون تهديدهم بتدمير الملاحة فى البحر الأحمر.
وتطرق السفير اليمنى، خلال الحوار، لأهم الملفات على الساحة اليمنية فى الداخل والخارج، وموقف الدول العربية من الأزمة، ودور إيران فى تمويل الحوثيين، إلى جانب موقف اليمن من قطر، ومستقبل المفاوضات، والدور المنوط بالبرلمان اليمنى.

■ بداية.. كيف نجح الجنوب اليمنى فى التخلص من ميليشيات الحوثيين؟
- التكاتف الشعبى هو السر، والشباب على كلمة واحدة وعلى قلب رجل واحد، وبمساعدة «التحالف العربى»، الذى قادته مصر والإمارات والسعودية، والذى كان يرمى لنا السلاح من الطائرات، بالإضافة إلى قوة الجيش المتواجدة، التى كانت قوة رئيسية وأساسية فى تحرير الجنوب.
■ لماذا تأخر الحسم العسكرى فى «تعز» حتى الآن؟
- «تعز» تختلف عن الجنوب إلى حد كبير، فلا بد أن نأخذ فى الحسبان الجانب الاجتماعى والبيئى الخاص بكل محافظة، والتى أقصد بها «الطبيعة المجتمعية»، لأن «تعز» جزء من الجانب أو العمق الحوثى، لكن انتقلوا من سنوات طويلة، وعندما جاءت الحرب عادوا إلى الأصل أو المنشأ، وليس المنطقة التى يعيشون فيها، وهنا تكمن صعوبة الأمر فى أن تقف «تعز» على كلمة واحدة، وتتصدى للحوثيين كما حدث بالجنوب.
■ لماذا تأخر الحسم اليمنى بصفة عامة ضد الحوثى كل هذه الفترة؟
- بالعكس، الحكومة الشرعية اليمنية تسيطر حاليا على أكثر من ٨٠٪ من الأرض، لكن مازال رئيس الجمهورية، وحكومته، والقوة العسكرية التى تشكلت للمقاومة، تنظر إلى المدنيين العالقين فى باقى الأماكن، وعدم قدرتهم على الخروج من المدن التى تسيطر عليها جماعة الحوثى. نبحث عن كيفية القضاء على جماعة الحوثيين فى هذه المناطق، دون إلحاق الضرر أو الأذى بالمواطنين اليمنيين العالقين فى تلك الأماكن، التى تسيطر عليها الجماعة، ودون وقوع ضحايا مدنيين، لأننا لا نريد تكرار ما حدث داخل «عدن» و«تعز» وباقى المدن، وتسعى الحكومة الشرعية الآن إلى فتح قنوات اتصال والجلوس مع «الحوثيين» على طاولة المفاوضات.
■ ما شروط الحكومة للعودة إلى طاولة المفاوضات؟
- الحكومة اليمنية جلست أكثر من مرة على طاولة المفاوضات، لكن للأسف الطرف الثانى لا توجد لديه نية فى استقرار البلاد، رغم وجود عدد من المرجعيات التى تعتبر مرشدا لفتح قناة اتصال، من بينها المبادرة الخليجية التى جاءت بالرئيس هادى بانتخابات شرعية، والحوار الوطنى الذى أجرى مؤخرا، وقرار مجلس الأمن رقم ٢٢١٦ الذى اتخذ فى هذا الشأن.
وهذه المرجعيات الثلاث الأساسية هى أساس أى نقاش حول استقرار الوطن، ولا يمكن الحديث عن أى شىء آخر، لأنه يصعب التوافق على هذه المرجعيات بنفس درجة الانسجام، وبالتالى فإن اليمن، ممثلًا فى الرئيس هادى وحكومته، هو مظلة كل اليمنيين، والحكومة تطالب الطرف الثانى دائما بالجلوس إلى طاولة المفاوضات على هذا الأساس.
■ هناك صراع بين حكومة هادى والحوثيين على استقطاب الشريحة الأكبر من حزب على عبدالله صالح «المؤتمر».. ما رأيك؟
- أؤكد أن من تعاون مع الحوثيين، فقد تعاون معهم تحت الإكراه والخوف من البطش، فجماعة الحوثى تفجر المنازل والمساجد وتقتل كل من يقول لهم لا، والكثير يضطرون إلى تلبية مطالبهم حفاظا على أرواحهم، وبالتالى يعطى الكثير من أبناء حزب «المؤتمر» العذر لأصدقائهم العالقين مع الحوثى، بدلا من قتلهم وحفاظا على أرواحهم من القتل أو الأسر. وأؤكد ثانية أن قلة قليلة هى من تتبع جماعة الحوثى، لكن كل قادة «المؤتمر» تنظر حاليا للرئيس هادى على أنه الرئيس الشرعى للبلاد، وباجتماع قيادات «المؤتمر» والقيادات الشرعية فى البلاد سيكتمل البرلمان ويجتمع فى موعده مطلع الشهر المقبل.
■ ما توقعاتك لجلسة البرلمان اليمنى المقبلة؟
- الجلسة المقبلة ستنظر فى إعادة تقييم الواقع الذى وصلت إليه البلاد، وستعطى طبيعة الزخم السياسى الشرعية لعدد من القضايا التى ترتبط بالبرلمان، بداية من الحوار الوطنى، وملف الموازنة، وغيرها من القضايا التى تدخل فى الجانب التشريعى.
■ ما الحلول المطروحة لإنهاء أزمة اليمن؟
- الحلول هى مرجعيات أساسية ورئيسية، وإذا تكرر الحديث حول أى إضافة أخرى، فإن هذا يعنى أن نعود إلى نقطة الصفر من جديد، بما أن هناك مرجعيات أساسية منذ بداية الحرب، وحتى الآن، هى محض اتفاق دولى وعربى، فتبقى هى الأساس، وإذا أراد الحوثيون الجلوس، وفقا لهذه المرجعيات، كان بها، وإذا رفضوا، فالميدان هو أساس الفيصل، وهم زائلون زائلون.
■ ما تقييمك لخروج المحتجين الإيرانيين ضد «الملالى»؟
- المظاهرات الإيرانية خرجت تندد بوضع المعيشة الصعبة، ففى الداخل الإيرانى يصرف العديد من النفقات من موازنة الدولة على دول أخرى لإحداث فتن فى هذه الدول من بينها اليمن. وأدت هذه السياسات إلى انخفاض موازنة الدولة، وتأثير ذلك على معيشة المواطن الإيرانى، وبالتالى فإن الأحداث التى تشتعل الآن، من ضبط الأسلحة المهربة، ومصادر التمويل، وكشف الطرق المختلفة من الدعم الإيرانى للجماعات الإرهابية، ستؤدى إلى خفض التمويل الإرهابى فى إيران، وتعود هى إلى طبيعتها، كما سيعود الاستقرار إلى اليمن وسوريا والعراق ومصر ولبنان، ونحن نأمل فى هذا الأمر كثيرا.
■ هل ما يحدث فى إيران حاليا بمثابة المسمار الأول فى نعش النظام؟
- هذه دولة إسلامية لها احترامها، ونطمح أن تكون قوية، لكن ليس على حساب الشعوب وجيران المنطقة، وذلك غير مقبول فى كافة الأعراف الدولية والدبلوماسية، وبالتالى الشعوب ليس لها دخل أو دور فيما تقوم به حكوماتها، ونتمنى أن تعود حكومة إيران إلى رشدها مرة أخرى، وتدخل إلى الصف العربى والإسلامى.
■ هل ستحقق طهران حلمها بجعل اليمن ولاية تابعة لها؟
- كلام غير منطقى تماما، فاليمن دولة ذات سيادة ولديها أصول تاريخية، ولن يسمح أى يمنى، ولو لم يبق منا سوى واحد، بدخول أحد إلى أرضه حتى يموت.
■ ما دور الحكومة اليمنية فى التصدى للتمويلات الإيرانية ومنعها من الوصول لجماعة الحوثى؟
- الحكومة اليمنية نجحت إلى درجة كبيرة فى السيطرة على العديد من المداخل فى البحر الأحمر، وأدى هذا إلى السيطرة على تهريب الأسلحة والصواريخ إلى الحوثيين، لكن مازلنا بحاجة إلى إجراء عربى لرصد التجار الذين تتعامل معهم جماعة الحوثى ويستخدمون طرقا ملتوية لتهريب صفقاتهم المشبوهة إلى اليمن.
■ هل ينفذ الحوثى تهديده بضرب حركة الملاحة بالبحر الأحمر؟
- إذا توفرت له الإمكانات المادية، ونجح فى الحصول على الصواريخ والأموال والإمدادات، فمن المؤكد أنه سينفذ تهديده، لكن أود أن أشير إلى أمر هنا، فكيف لهؤلاء أن يزعموا أنهم يقودون دولة، بينما تهديدهم يؤكد عدم وجود أدنى فكرة أو استراتيجية أو رؤية لاستقرار هذه الدولة؟ فلم تستطع أى دولة أن تهدد بمثل هذا التهديد فى التاريخ الحديث، حتى كوريا الشمالية لا تستطيع أن تقول هذا الحديث، وإيران نفسها لم تستطع الإفصاح أو التهديد بمثل هذا الهراء.
هذا التهديد يؤكد أنهم جماعة لا رؤية لهم، ولا يمكن أن يفسح لهم المجال لتحديد مسار دولة.
■ ما إجراءات التنسيق مع الدول العربية للتصدى لتهديد الحوثى؟ 
- الحكومة اليمنية تستمد قوتها اليوم من القوة التى تعطيها وتمنحها لها الدول العربية، خاصة التى انضمت للتحالف، وأيضا الدول المطلة على البحر الأحمر، وكل من كان لديه رغبة فى الرقابة على البحر الأحمر وحمايته، لإحكام السيطرة وعدم إعطاء الفرصة لهؤلاء. بالتأكيد الضرر الناتج من تهديد الحوثى بقطع الملاحة فى البحر الأحمر، ليس ضررا على اليمن فحسب، وإنما على العالم العربى والمجتمع الدولى كله، لذلك من الضرورى دعم الشرعية اليمنية للسيطرة على هذه الأماكن، وعلى كل منافذ وأرجاء اليمن، مثلها مثل باقى الدول العربية.
■ ما خطتكم لمواجهة تدهور الوضع الصحى فى اليمن بعد تدمير الحوثى المنشآت الطبية؟
- لدينا الآن استقرار فى أكثر من ٨٠٪ من مساحة اليمن، بالإضافة إلى السيطرة الكاملة على منطقة الجنوب، وفى هذه الأماكن عادت الخدمات الطبية وتحسن الوضع الطبى إلى حد كبير، وتمت إعادة بناء وتطوير المنشآت التى دمرت على يد الحوثى.
وتبذل الحكومة اليمنية، وعلى رأسها رئيس الوزراء اليمنى أحمد بن دغر، جهدا كبيرا لإعادة المؤسسات لطبيعتها مرة أخرى، سواء عن طريق الدعم الداخلى، أو الدعم الخارجى للمنظمات الدولية.
وأود التنبيه إلى أن إيرادات الدولة مازالت تعتمد فى ٧٠ ٪ منها على الجمارك والضرائب، ما سبب أزمة كبيرة فى الموارد الاقتصادية، بالإضافة إلى دفع رواتب الموظفين وغيرها، لكن جزءا كبيرا من الدولة أصبح أفضل بكثير من الأمس، وأمامنا الكثير لتحقيقه.
■ هناك دول قدمت مساعدات لليمن بعد إعلان الأمم المتحدة أنه على شفا مجاعة.. ما هذه الدول؟
- فى المقام الأول المملكة العربية السعودية، كما توجد مساعدات أخرى ومختلفة قدمتها مصر فى الجانب الصحى، وقدمت الإمارات مساعدات فى مجال التعليم والمدارس، والكويت قدمت مساعدات فى مجال المياه، والمواد الغذائية فى العديد من المناطق. لكن مهما قدمت هذه الدول والمنظمات وغيرها من مساعدات فهى لم تلب حاجة المواطن اليمنى، والحكومة فى تحد كبير لتحقيق الموازنة وتوفير إيرادات ثابتة للدولة، بالإضافة للتواصل مع الدول الأخرى لتستمر المساعدات التى تمر عبر وزارة التخطيط اليمنية، وهذه الأمور بها الكثير من المعايير التى يجب النظر لها والتعلم منها، ونتمنى أن يكون ٢٠١٨ عاما إيجابيا لليمنيين.
■ هل دور مصر والسعودية والإمارات يقتصر فقط على المساعدات؟.. أم أن لها دورا آخر فى القضية اليمنية؟ 
- الدور الأساسى الأول لهذه الدول هو الحفاظ على الدولة كدولة، وإعادة شرعيتها، لأننا إذا سمحنا بإلغاء شرعية الدولة فإننا ندخل فى مرحلة الدمار، وإذا سمح الوطن العربى لفصيل أو مجموعة معينة بداخل اليمن أن تكون كلمتها هى الأعلى على حكومتها ودستورها، فالأمر سيتكرر غدا فى كل موقع ودولة، خاصة أنه له جانب داعم قوى بالسلاح والمال، وستتحول المنطقة إلى منطقة ملتهبة غير قابلة للاستقرار.
■ كيف أثر «الربيع العربى» فى اليمن؟
- أثر فى اليمن مثلما أثر فى جميع الوطن العربى، لكن اليمن استقر بعدها، وبناء على هذا الاستقرار أجرى انتخابات رئاسة الجمهورية، وبعد الانتخابات جاء إحياء الحوار الوطنى، والذى خرج بمجموعة من التوصيات، وسلم هذا الحوار للجنة الدستور، التى انتهت من أعمالها، وعند هذه المرحلة، وقبل أن نتفق على الدولة الاتحادية، انقلبت مجموعة الحوثى على اليمن، لأنها لا تريد الاستقرار له.
■ يوميا نسمع فى وسائل الإعلام عن تسليم مجموعة من الحوثيين أنفسهم للحكومة اليمنية.. هل هذا يعد انهيارا للجماعة وانتهاء للعنف؟
- الحوثيون ليس لديهم مشروع ولا رؤية حقيقية لوطنهم ولشعبهم، ومن المتوقع أن يصيبهم الانهيار بالفعل، إما أن يتم بشكل تدريجى، وإما أن يأخذ وقتا حتى ينكشفوا للناس، خاصة أن الحوثيين يحاولون السيطرة على مؤسسات الدولة بأى طريقة، حتى لو وصلت لاستخدام الأطفال لتنفيذ أعمالهم، وإجبارهم على العمل معهم بالقوة دون معرفة ذويهم.
هل لعبت قطر دورًا
فى الأزمة اليمنية؟ 
- يرتبط اليمن مع قطر بعلاقات دبلوماسية ودولية، بالإضافة إلى أنه كان جزءا من الدول التى دخلت التحالف، لكن الموقف الذى وضعت الدوحة نفسها فيه كحكومة، أدى إلى عزلتها عن الدول العربية، واليمن بدوره انحاز إلى أشقائها.